أعلن النائب المعروف محمد أبو العينين خلال احتفائية كبري أقيمت في الجيزة بمناسبة نجاحه في الانتخابات البرلمانية عن انشاء مجمع اسلامي وكما يبدو فهذا المجمع الاسلامي الذي قال أبو العينين إنه سيكون شبيها بالحرم النبوي الشريف..مكافأة من سيادة النائب الي أبناء دائرته ..ولقد أصابني الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام الأسبوع الماضي بالفزع ..فهل كل أبناء الجيزة مسلمون ..ألايوجد مسيحي واحد ..؟ وهل كل الخمسة آلاف مواطن جيزاوي الذين حضروا الاحتفالية لتهنئة سيادة النائب مسلمون ..ألا يوجد بينهم مسيحي واحد ..؟وهل الأصوات التي صوتت لصالح سيادة النائب كلها لناخبين مسلمين ..ألايوجد مسيحي واحد منح الرجل صوته ..؟ بالطبع ثمة آلاف من المسيحيين يقطنون الجيزة ..وبعضهم أعطوا الرجل أصواتهم ..والمئات منهم حضروا الحفل لتقديم التهنئة ..لكن الرجل علي ما يبدو لم يلتفت لهم حين أعلن عن مجمعه الاسلامي مكافأة للدائرة وكأن كل سكانها من المسلمين فقط ..!علي أية حال المسألة ليست مكافأة أو رد جميل ..الأمر يتعلق بمدي وعي النائب بأبعاد المواطنة ..وبالخطر الداهم الذي يحيق بمصر ومثله رجل أعمال شديد الثراء ..وثراؤه هذا ما كان يتحقق الا بأفضال هذا الشعب مسلميه ومسيحييه.. مثله كان ينبغي أن تنبثق سلوكياته خاصة لو تتعلق بالشأن العام عن وعي كامل بأبعاد المواطنة.. ومن منطلق هذا الوعي ..ينبغي أن يري المصريين بعين واحدة ..كونهم مصريين ..وليسوا مسلمين أو مسيحيين ..ولست من هذا الصنف الذي يمكن أن ينتشي باعطاء دروس في الوطنية أو اعتلاء منصات الخطابة ..لكنني مصري موجوع ..بل مرعوب مما أشاهد حولي من غارات علي الجهاز المناعي لهذا البلد ..وكرات الدم البيضاء أسلحة هذا الجهاز معروفة لنا جميعا ..المواطنة الكاملة وغير المنقوصة بوجهيها الحقوق والواجبات والتي ان تحققت ..يحظي المواطن في هذا البلد أيا كان لونه أو دينه بالكرامة والمساواة وحقه في أن يختار من يمثله في غرف صناعة القرار..ومافعله سيادة النائب تمييز فاضح بين المواطنين من أبناء دائرته علي أسس الدين ..وليس أبو العينين وحده الذي ينبغي أن يلام قداسة البابا أيضا الذي أكن له حبا عميقا خاصة مع موقفه المبدئي من الامتناع عن زيارة القدس الا مع تحريرها وجنبا الي جنب مع المسلمين وأيضا رفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في شئون مصر، لكن ماذا طرأ عليه ليقول في موعظته سنطالب بدم الذين قتلوا وماذا يعني بتساؤله : هل من مات من عندنا دمه رخيص!! ان لغة عندنا وعندهم والأنا والاخر هي لغة انشقاق سرعان ما تتحول الي نفير حرب ولاأبالغ فمن لايصدق فليعد الي المواقع الاليكترونية التي نشرت الخبر ليقرأ تعليقات مواطنين مصريين عاديين جدا علي ما قاله البابا في عظته وهذه عينة من التعليقات أحدهم يقول في فزع : ربنا يستر عليك يا مصروثاني يتساءل في غضب موجها حديثة للبابا : ماذا تعني بشهداء أحداث العمرانية ؟ وماذا تعني أيضاً بان دمائهم ليست رخيصة؟ وماذا ستفعل؟.. لا حول ولا قوة الا بالله وثالث يصرخ :دمنا مش رخيص وبأذن الرب نجيب حق شهدائنا في نجع حمادي وفي العمرانية وبإذن الرب مهزلة الكشح مش هتتكرر. دم العمرانية يصرخ. وأود أن أقول لقداسة البابا ويقينا هو أكثر دراية مني بذلك، أن هؤلاء الشباب "المصريين أولا وعاشرا وبعد ذلك مسيحيين" في أيدي امينة أيدي قضاء مصر العادل ورقة التوت الأخيرة التي ان سقطت بعد أن سقطت تجربتنا الديمقراطية في انتخابات 2010 فلاأمل وأود أن أقول له أيضا أنه ان كانت ثمة أيدي في الداخل والخارج تسعي الي تمزيق هذا البلد الي خندقين متقاتلين فثمة أغلبية هائلة، مسلمين ومسيحيين سوف تلوذ بخندق ثالث، خندق المحروسة لتبقي محروسة، ستصب منه نار غضبها علي كل من يحاول تشطير هذا البلد، بل كمسلم، أكابد لأكون صحيح الاسلام سأهرع الي خندق أخي المسيحي ان كان ثمة خنادق لأتلقي عنه أي رصاص غادر، فعلها أبي الأمي رحمه الله من نصف قرن حين لاذ به جارنا القبطي لينصفه من ابن عمه الذي استولي علي نصف فدان له بغير حق ،،وحين أدرك أبي الأمي الذي لم يطلق لحية ولم يقصر جلبابا أن الأرض من حق جارنا القبطي لم يكتف بالحكم لصالحه ،،بل وواجه ابن عمه الي أن أعاد الأرض لصاحبها، ومابدا سلوك أبي بالفريد والنادر في القرية، هكذا كان حال أهلها جيلا وراء جيل، نصرة الحق والدفع عن المظلوم ومواجهة الظالم دون التفتيش في بطاقة هذا أو ذاك عن ديانته! واني وعشرات الملايين من المصريين مازال هذا الارث الانساني الرائع يجري في عروقنا والي قيام الساعة وسندافع عنه ضد فقهاء وقساوسة ومنظري التشطير!!