إعلامي علي الحكومة القيام بحملات إعلامية موسعة في جميع الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، التي توجه المواطنين وترشدهم إلي الطريقة المثلي لتقليل الفاقد في الطاقة الكهربائية. انقطاع الكهرباء في جميع المحافظات والمناطق في مصر أصبح ظاهرة فرضت نفسها بقوة وذلك مع وجود بعض التفاوت بين مرات ومدة انقطاعها في مناطق دون الأخري، فلم يعد يمر يوم واحد حتي تنقطع الكهرباء بعدة أماكن، مخلفة عدداً من الخسائر المادية، فضلاً عن الصعوبات والمشقات البشرية. وحجة بعض المسئولين المكررة هي زيادة الأحمال الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة واستخدام المواطنين للتكييفات، متهمين المواطن بالتبذير وعدم التفكير في ترشيد الاستهلاك والعجيب أن الوزير الذي يطالب بترشيد الاستهلاك لا يشاهد مدي الاسراف في وزارة معاليه التي أصبحت تدار بالريموت.. فوزارة الكهرباء تحتوي علي أكثر من مائتي تكييف فقط في مبني الوزارة الرئيسي فما بالكم بالفروع. وأصدرت وزارة الكهرباء خلال تلك الأزمة العديد من القرارات، منها إلزام المواطنين بترشيد الاستهلاك، وإطفاء إنارة بعض الشوارع الجانبية تماماً إلا أنها تراجعت في ذلك القرار واستبدلته بإطفاء 50% فقط من إنارة الشوارع، وغيرها من القرارات التي أثارت حفيظة المجتمع كله خاصة وصول حد الإهمال إلي اللجوء إلي قرارات غير مدروسة كإغراق الشوارع في الظلام ليلاً، وترك أعمدة الإنارة مضاءة طوال النهار، مما يؤكد عدم تحمل المسئولية أو التفكير في حلول جذرية للأزمة ولم لا وقيادات هذه الوزارة أصبحت في دولة أخري وتقابل الأزمات بمنتهي البرود ولم لا ونحن نشك أن الكهرباء تنقطع في مناطق سكن هؤلاء المسئولين. إن علي الحكومة القيام بحملات إعلامية موسعة في جميع الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، التي توجه المواطنين وترشدهم إلي الطريقة المثلي لتقليل الفاقد في الطاقة الكهربائية، لأنه من المؤكد أن بعض السلوك العشوائي لعدد من المواطنين يؤدي إلي إهدار الطاقة سواء الكهربائية أو المائية. والجدير بالذكر أن مصر لم تستفد مطلقاً من تلك الانقطاعات الواسعة مؤخراً من شبكات الربط مع الأردن وسوريا، أو شبكة الربط مع ليبيا والمغرب العربي، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل الأزمة الكهربائية في مصر وصلت لأشد درجاتها نتيجة للاستهلاك الزائد من المواطنين?، وما فائدة شبكات الربط إن كنا لم نستفد منها?، ولماذا التفكير في شبكة ربط جديدة تجر علينا مزيداً من الأموال دون حل جذري للمشكلة?، وما البدائل المطروحة لتفادي تكرار تلك الأزمة? إن الأزمة التي تعاني منها مصر هي أزمة حقيقية تواجهنا، نتيجة لزيادة الأحمال علي المرافق ومن أهم الأسباب في ذلك، قلة عدد محطات توليد الكهرباء في مصر، حيث لا تتناسب مع التجدد الذي يحدث باستمرار في كل المجالات، كزيادة عدد الأجهزة ذات الاستهلاك وبالطبع زيادة السكان وعدم وجود خطط مسبقة لذلك. ونجد أن الحل قد يأتي من خلال البدء في استخدام بعض البدائل الموجودة في كل أنحاء العالم، كالبدء في إنشاء المحطات النووية، لاستغلالها في إنتاج الطاقة الكهربائية، التي تتحدث عنها الحكومة منذ عشرات السنين وقد أعطي الرئيس مبارك توجيهاته لهذه الحكومة بضرورة اتخاذ الخطوات الجادة نحو بدء المشروع فعلاً.. وقد قرأت تصريحاً لوزير الكهرباء عن حاجتنا إلي 5.3 دولار، أي ما يقرب من 20 مليار جنيه، من أجل تطوير وإنشاء محطات كهرباء لسد حاجة المستهلك المتزايدة خاصة مع موجات الحرارة المتزايدة. وهناك بدائل أخري هامة يجب أن نلتفت إليها وأهمها المحطات التي تعمل بالطاقة الشمسية، ويمكن تعميمها في أنحاء مصر كلها، ولها الكثير من المزايا إلا أنها ذات تكلفة عالية، ولكن يوجد أقل منها في التكلفة، وتعتبر صديقة للبيئة ألا وهي المحطات التي تستخدم الرياح في توليد الكهرباء، وتمت تجربتها في مصر منذ 5 سنوات، وأثبتت نجاحها بالفعل في قطاع صغير، وهي منطقة خليج الزيت بالبحر الأحمر، ولولا الرئيس مبارك لم تكن هذه التجربة الناجحة موجودة الآن والتي يجب استغلالها. وكذلك ضرورة التخطيط المنظم لقطاع الكهرباء في مصر والاستمرارية في بناء المحطات الجديدة، وتجديد المحطات القديمة والشبكة كاملة بكل خطوطها، التي أصبح معظمها متهالكاً تماماً، بل إن كابلات التوصيل المتهالكة تعد إحدي مراحل انقطاع الكهرباء الهامة، ويستوجب ذلك وضع خطط سريعة لمواجهة زيادة الأحمال. ويجب علينا أن نشكر تدخل الرئيس مبارك الذي تعودنا منه دائماً نظرته الثاقبة للمستقبل وللأجيال المقبلة وحرصه علي حاضر مصر ومستقبلها بعد تكليف قدري أبوحسين محافظ حلوان بإنشاء أول مصنع لتحويل القمامة بحلوان واستخدام ذلك لتوليد الكهرباء من خلال محطتين كهربائيتين، وجار تحديد المنطقة التي سيتم تنفيذ المشروع عليها، بالتعاون مع وزارة البيئة، وذلك بهدف حل مشكلة الكهرباء وكذلك القضاء نهائياً علي مشكلة القمامة في محافظة حلوان. وسيتم استخدام 3600 طن من المخلفات والقمامة يومياً في تشغيل المحطتين لإنتاج الطاقة الكهربائية، حيث سيتم استخدام المخلفات الصلبة في عملية تدوير القمامة وتحويلها لطاقة كهربائية، إضافة إلي توفير أكثر من 3 آلاف فرصة عمل للشباب من أبناء حلوان، باستثمارات تقدر ب400 مليون دولار. ولكن في النهاية هل ستظل وزارة الكهرباء تقول إن سبب الأزمة زيادة استخدام التكييفات خلال الجو الحار أم ستبحث عن حجة أخري خاصة مع قدوم فصل الشتاء فيصبح استخدام الدفايات والموجات الباردة خلال الشتاء هو سبب أزمة الكهرباء مش كده ولا إيه?! ahy272*gmail.com