انسحاب المرشح يوم الانتخاب.. فرقعة إعلامية المقاطعة منذ البداية أشرف من التراجع أثناء المعركة تحقيق مروة صالح .بسبب التزوير أعلنت انسحابي من الانتخابات. هذه العبارة رددها بعض المرشحين وأخذوها حجة للانسحاب.. وبالرغم من كون المشهد الانتخابي يبدو محزناً ويكشف عن بلطجة وعنف وتزوير بعد تصريحات المنسحبين إلا أنه يبقي سؤال مهم.. هل المعترض علي أعمال العنف والتزوير في صندوق الانتخاب لا يعلم مسبقاً وجود نوايا خفية داخل دائرته أم أنه اكتشف الأمر فجأة؟ ولماذا لم يعلن المقاطعة من البداية بدلاً من الانتظار ليوم الاقتراع لإعلان انسحابه؟ لا سيما وأن من يدعم فكر المقاطعة يؤكد تأثيرها الأقوي للوصول إلي النزاهة المرغوبة أم أن الأمر مجرد شو إعلامي من المرشح الفاشل في الحصول علي أصوات الدائرة تفاصيل عديدة نعرضها في التحقيق التالي... يأتي علي رأس المرشحين الذين أعلنوا انسحابهم النائب حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة .تحت التأسيس. عن دائرة البرلس والحامول بعد إعلانه رسمياً أمام حشد كبير من المواطنين وأهالي الدائرة وجود تزوير متعمد في صناديق الاقتراع وأنها جاءت مليئة قبل اقتراع الناخبين وهو الأمر الذي أثار أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الحاكم واعتبره أنه كذب وافتراء، موضحاً أن النائب حمدين صباحي شعر بالفشل أمام مرشح الوطني فانسحب مبرراً أن الأمر لا يتعدي منافسة انتخابية عادية وكانت هناك انسحابات أخري من قبل النائبة جميلة إسماعيل وبعض نواب الإخوان. قلة الضمانات يؤكد أبوالعز الحريري العضو البارز بحزب التجمع أن المقاطعة من البداية أشرف من الانسحاب لأنه لا يوجد ضمان لنزاهة الانتخابات بسبب إلغاء الإشراف القضائي وقلة الضمانات وعدم السماح للرقابة الدولية للاشراف علي الانتخابات، مؤكداً أن نية الحزب الوطني للسيطرة علي الانتخابات كانت مبيتة ولا جديد بها. وأوضح أن المقاطعة من البداية لا يمكن أن توصف بالعداء ضد الدولة ولكنه موقف كان لابد علي المعارضة التمسك به لحماية البلد للوصول إلي انتخابات حرة ونزيهة، مؤكداً أن أحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات كانت لها حجج ومتصورة أن الحزب الحاكم سيسمح لهم بالمرور ولكن للأسف السيناريو نفذ كما توقعه العديد من قوي المعارضة. ويقر الحريري أن المنسحب له اسباب حقيقية وكان لابد للحزب الوطني أن يصمت ولا يرد لأن اللجنة العليا للانتخابات هي المنوط بها الرد فصناديق الحامول والبرلس وجدت مليئة من الصباح الباكر وعندما أعلن حمدين صباحي انسحابه كاعتراض عادت الصناديق الأخري. وأوضح أن الحزب الحاكم له مبررات لا أساس لها من الصحة تخفي ما حدث من بلطجة وتزوير في هذه الدائرة ومن حق المرشح أن يعترض علي التزوير حتي ولو بالانسحاب ولكن المقاطعة كانت ستجدي من هذا المبدأ من البداية. مخالف للقانون ويشير شريف الهلالي المدير التنفيذي للمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان أن المرشح طالما أدرج اسمه في جداول الترشيح فلا يجوز قانونيا انسحابه أو تنازله إلا قبل الترشح بفترة تتجاوز 5 أيام علي الأقل لتكون محل اعتبار ولكن انسحاب المرشح يوم الانتخابات ليس له أي تأثير قانوني ولكن التأثير يكون معنوياً ويعد شكلاً من أشكال الاعتراض والاحتجاج علي أعمال عنف أو بلطجة أو غيرها. ويوضح أن النائب الذي ينسحب يوم الانتخابات وينجح في النتائج النهائية يصبح عضو مجلس شعب حتي ولو أعلن صراحة انسحابه وإذا أراد الاعتراض وليقدم استقالته موضحاً أن المقاطعة قبل الانتخابات كانت أشرف من الانسحاب يوم الانتخاب. ويقر الهلالي أن المقاطعة الجماعية التي تحدث عنها أحزاب المعارضة منذ فترة سيكون لها تأثير إيجابي في نزاهة الانتخابات ولكن دخول المعارضة وبعد ذلك انسحاب بعضهم أو إعلان الآخرين عن وجود تزوير ليس له أي تأثير بالمرة لأن النتائج حسمت وأشار أن الحزب الوطني ليس حزباً ضعيفاً في أن يجد مبررات تعبر عن فشل الأعضاء المنسحبين بعيداً عن مبررات البلطجة والتزوير لدرجة قد أظهرت بعض المنسحبين من الانتخابات بأنهم خائفون من الهزيمة. بلطجة وتزوير ويوضح الدكتور عبدالله الأشعل أستاذ القانون الدولي أن مشاركة قوي المعارضة في الانتخابات البرلمانية ساهمت في كشف كثير من عور الانتخابات ومن عدم سيرها بالشكل المحايد، موضحاً أن المقاطعة والانسحاب من الانتخابات دائماً ما تقلب مبررتها علي الناخب وخصوصاً من قيادات الحزب الوطني. وأقر الأشعل أن العملية الانتخابية حدث بها العديد من أعمال البلطجة والعنف والتزوير وهو ما كان يعلن عنه قوي المعارضة وطالبوا بشأنه بالعديد من الضمانات من الحكومة حتي نتجنب هذه الممارسات ولكن للأسف الشديد حدثت وكأن الأمر معد سلفاً لما يسمي أنها انتخابات ولكن البلطجة كانت سيدة الموقف. ويعود الأشعل ويؤكد أن المشاركة في الانتخابات كانت مهمة من قوي المعارضة ولو لم تدخل المعارضة الانتخابات لكن الحزب الوطني وجد 100 حل لإجراء انتخابات شفافة بين الوطني والمستقلين.