في الوقت الذي تصر فيه اسرائيل علي عدم تجميد الاستيطان وتطالب بمواصلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين نجد القادة العرب يصرون ايضا علي التمسك بمبادرة السلام العربية التي تقوم علي مبدأ .الارض مقابل السلام. واقامة الدولة الفلسطينية علي الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 والتمسك بالقدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وهي المطالب التي ترفضها اسرائيل تماما بل وتعمل من خلال سياستها التوسعية علي نسف عملية السلام من اساسها. ومن الغريب ان الدول العربية التي تحررت من الاستعمار الاوروبي واستطاعت ان تطرح قضاياها العادلة علي المحافل الدولية لنيل تأييد الرأي العام العالمي لمطالبها المشروعة بالاستقلال وتصفية الاستعمار فشلت في تحرير فلسطين وحولت قضيتها الي مجرّد قضية (استيطان ومستوطنات) بعد ان حددت سياستها في مبادرة السلام العربية. ومنذ يومين اعلنت منظمة .السلام الآن. الإسرائيلية أن المستوطنين اليهود يبنون وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية بسرعة غير مسبوقة منذ انقضاء مهلة تجميد المستوطنات في ال26 من سبتمبر الماضي.. مشيرة الي انه تم بناء نحو 600 وحدة سكنية في غضون ثلاثة أسابيع وهو ما يفوق بأكثر من أربع مرات معدلات بناء المستوطنات خلال العامين الماضيين. كما طالب قادة منظمات يهودية أمريكية يشاركون في مؤتمر بإسرائيل، رئيس وزرائها.. بنيامين نتنياهو بوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة والتوصل في أقرب وقت ممكن إلي تفاهم حول الموضوع مع الإدارة الأمريكية. لكن نتنياهو قال أمام جلسة للكنيست: إن اسرائيل لن تعود إلي حدود الرابع من يونيه عام 1967وإن القدس ستبقي موحدة تحت السيادة الإسرائيلية في حين يتمكن الفلسطينيون من إقامة كيان سيكون أقل من دولة.. مضيفا "أن إسرائيل لا تريد أن تحكم حياة الفلسطينيين ولكنها تطالب بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بدولة الشعب اليهودي علي حد تعبيره. وعلي الرغم من ان اسرائيل تعرقل كل مساعي العرب نحو السلام وتسد كل الطرق التي يمكن ان تؤدي الي السلام امام القادة العرب الا ان الشعوب العربية تطالب قادتها بمعرفة البدائل التي يتحدثون عنها لإثناء اسرائيل عن بناء المستوطنات حتي يعود الفلسطينيون والاسرائيليون الي مائدة التفاوض. ولايعرف احد ماذا يقصد الأمين العام لجامعة الدول العربية.. عمرو موسي عندما يقول إن العرب ينظرون في الخيارات السياسية لمواجهة الإصرار الإسرائيلي علي استمرار الاستيطان وتأكيده ان الوقت قد حان لبحث البدائل إذا لم يتحقق إنجاز في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وهل يعني طرح الامر علي مجلس الامن ان دول العالم لن تسير في الركب الامريكي وتقف ضد اي قرار قد يصدر عن المجلس يؤيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟.. ومن المتوقع وقوف الدول الكبري الي جوار الحليف الامريكي ارضاء للمصالح الخاصة وللابنة المدللة .اسرائيل. خاصة في ظل ادراك الجميع ان عالم اليوم لم يعد يقوم علي مبادئ ارساء العدالة واعطاء الحقوق لاصحابها انما يقوم في الاساس علي نظرية المصالح في ظل سيطرة القطب الأوحد علي مقادير العالم. وعلي الرغم من الفشل الكبير للسياسة الامريكية في العراق وافغانستان واذلال طالبان للجيوش الامريكية والاوروبية التي ذهبت الي هناك من اجل انقاذ هذه الشعوب من حكامها وتجفيف منابع الارهاب اذ بها لا تجني الا فشلا وعودة لجثامين ابنائها الجنود في توابيت تعد اكبر شاهد علي فشل الادارات الامريكية المتعاقبة ولكن اوروبا تصر علي ان تكون تابعا للحليف الامريكي. E.atshahin1951.yahoo.com\\\\\