فاجأت السفير الصديق مبعوث السلام الصينى للشرق الأوسط «ووسيكة» بسؤال محرج: هل يمكن القول بحدوث تحول فى الموقف الصينى إزاء القضايا العربية والقضية الفلسطينية تحديداً؟والتحول الذى أقصده هو عدم تأييد بكين للقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية؟ هل حدث هذا خلال المنتدى العربى الصينى فى بكين؟ رد «ووسيكة» غاضباً انطلاقاً من الصداقة والعلاقة الحميمة بين الصين والعرب عامة وبين الصين ومصر خاصة وبينى وبين مبعوث السلام الصينى تحديداًقال الرجل: هذا خطأ ففى البيان الختامى للمنتدى العربى الصينى هناك قسم مهم يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى المحتلة عام 1967 بما فى ذلك القدسالشرقية. أيضاً أكد البيان ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وأيضاً طالب إسرائيل بإيقاف الاستيطان فى كافة الأراضى المحتلة والدولة الفلسطينية «ذات السيادة» هى الأساس ويمكن لهذه الدولة أن تحدد عاصمتها أينما شاءت. وبكلمات قاطعة أكد السفير «ووسيكة» تأييد بلاده بأن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وانطلاقا من أنها أرض محتلة منذ عام 1967.. أى أنها يجب أن تعود إلى الفلسطينيين.. نحن نؤيد هذا بكل وضوح وموقفنا ثابت لم يتغير منذ عشرات السنين، وقد اعترفنا بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية فعلاً منذ عام 1988 بل إننا نتساءل: هل هناك دولة أخرى فى المجتمع تؤيد القضية الفلسطينية أكثر من الصين؟ إن موقفنا هذه سياسة الصين التى لم ولن تتحول فهذه شائعات غير صحيحة.. ونحن نتطلع أن تسهم جولتنا بالمنطقة فى تحريك جمود عملية السلام، ونحن نعتقد أن استمرار بناء المستوطنات يشكل عقبة رئيسية أمام المفاوضات. لذا طالبنا إسرائيل باتخاذ اجراءات واقعية لايقاف الاستيطان، وللعلم فإن المفاوضات هى الطريق الوحيد لحل هذه القضية وهذا الهدف يحقق مصلحة إسرائيل والفلسطينيين ومن أجل استقرار المنطقة والعالم.. وقد قدمت مصر القدوة والمثل فى هذا المجال، منذ انطلاق مسيرة السلام. إيقاف الاستيطان/u/ يضيف السفير ووسيكة: أن هدف جولتى الحالية هو القيام بكل ما يمكن لدفع المفاوضات المباشرة وإزالة العقبات التى تعترضها، وقبل مجيئ إلى القاهرة قمت بزيارة الأردن وفلسطين وإسرائيل.. وقد أكدنا لكل هذه الأطراف تأييد الصين لحل هذه القضية عن طريق المفاوضات.. ونحن نعتقد أن أهم خطوة يجب أن تقوم بها إسرائيل هى ضرورة إيقاف الاستيطان.. حتى تستمر المفاوضات. وقد أكدنا للقادة الإسرائيليين أن سياستنا لحل هذه القضية تقوم أولاً على أساس المبادرة العربية للسلام وعلى أساس إقامة دولتين: دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة يمكن أن تتعايش مع الدولة الإسرائيلية.. بمعنى آخر.. فإننا ندعم المفاوضات المباشرة كى تؤدى إلى هذه النتيجة.. وقال الإسرائيليون لنا إنهم مع استمرار المفاوضات المباشرة ولكننا لم نجد منهم تجاوباً إزاء الدعوة لإيقاف الاستيطان.. وخلال لقائنا بالرئيس الفلسطينى محمود عباس أكد تمسكه بالمفاوضات، كما أكد إصراره على ضرورة إيقاف الاستيطان. أى أن الجانبين حريصان على استمرار المفاوضات المباشرة.. مع الاختلاف على مسألة الاستيطان، ورغم العقبات التى تواجهها المباحثات، إلا إنها مازالت تحظى بالأولوية. وحول الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا تم طرح هذا الخيار على الأممالمتحدة أكد مبعوث السلام الصينى أنه لا توجد أية مشكلة فى هذا الخيار أمام بكين ومنذ سنوات طويلة ونحن نؤكد على هذا الموقف المبدئى، حيث تم افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية فى بكين، تم تحويل المكتب إلى سفارة فلسطينية.. بمعنى آخر لا توجد أية مشكلة فى الاعتراف بهذه الدولة إذا تم طرحها فى الأممالمتحدة ونحن نؤيد إقامة الدولة الفلسطينية بصورة قاطعة وواضحة.. هذه الدولة يجب أن تكون مستقلة وذات سيادة كاملة وقابلة للحياة هذا هو الحق المشروع للشعب الفلسطينى. وحول الأفكار التى تم طرحها للخروج من الدائرة المغلقة التى تنحصر فيها عملية السلام.. يقول السفير «ووسيكة» لقد أكدنا لإسرائيل ضرورة إيقاف الاستيطان.. وفى ذات الوقت طالبنا الفلسطينيين بضرورة عدم تقديم أى شكوى فى الأممالمتحدة.. أى أن يوقف الإسرائيليون الاستيطان مقابل عدم طرح الفلسطينيين لقضيتهم أمام الأممالمتحدة.. وقد تجاوب معنا الجانب الفلسطينى تماما.. كما أكده لنا الرئيس عباس، ولكن الإسرائيليين لم يقدموا رداً إيجابياً لقد طالبنا الجانبين بالالتزام بهذه الأفكار خلال عملية المفاوضات المباشرة. وعندما سألت «ووسيكة» قائلاً: هذا يعنى أن إسرائيل هى التى تعيق المفاوضات؟.. فأجاب: الجانب الإسرائيلى يؤكد دائما اهتمامه بالأمن.. وقد أكدت لهم أننا نتفهم هذه الرؤية ولكن الأمن يحب ألا يكون لطرف واحد، بل لمختلف الأطراف.. هذا هو الأمن المطلوب والمضمون.. ونحن نعتقد أن تطوير العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل هو ضمان لأمنها. كما أن شعوب المنطقة عانت على مدى عشرات السنين من الحروب بما فيه الكفاية، والمطلوب الآن إيجاد حل نهائى لهذه المشكلة عن طريق المفاوضات ويجب أن يكون هذا الحل شاملاً لكل المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية مع إسرائيل حتى يمكن تحقيق استقرار المنطقة، والصين تقوم باتصالات مع مختلف الأطراف للوصول إلى هذا الهدف.. ومشكلة الشرق الأوسط بند أساسى فى كل محادثاتنا مع قادة العالم خلال زياراتهم للصين أو خلال زيارة القادة الصينيين لهم، كما نقوم بالتنسيق مع جامعة الدول العربية حول هذه القضية فى مختلف المؤتمرات والمناسبات التى تجمعنا.. ونحن متمسكون بكافة القرارات المتعلقة بقضية الشرق الأوسط وأيضاً بمبدأ الأرض مقابل السلام. وخلال لقائنا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ناقشنا آلية تفعيل هذه القرارات الدولية التى صدرت على مدى أكثر من عشرين عاماً ونحن فى مرحلة تحتاج إلى قرار سياسى حاسم من جانب الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، لذا من المهم تفعيل هذه القرارات وكل الجهود تنصب حاليا على كيفية تفعيل هذه القرارات ورغم أهمية دور الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلا أنهما ليسا مطروحين الآن، والتركيز حاليا على دور المجتمع الدولى والولايات المتحدة بهدف دفع المفاوضات المباشرة.. وهذا ما نقوم به خلال جولاتنا بالمنطقة. طرح غير مناسب/u/ وحول يهودية إسرائيل ومطالبتها للفلسطينيين بالاعتراف بها كدولة يهودية.. يقول السفير ووسيكة إننا فى هذه المرحلة نؤكد ضرورة توفير المناخ الملائم لدفع عملية السلام.. بمعنى آخر فإننا نرى أن طرح (يهودية إسرائيل) أمر غير مناسب وغير مفيد لعملية السلام وعلى كل الأطراف الامتناع عن إضافة عقبات جديدة أمام المفاوضات. وحول احتمال انضمام الصين للجنة الرباعية الدولية.. يقول السفير ووسيكة إن هذا الأمر لا تقرره الصين، وهو غير مطروح حاليا.. ومع ذلك فإن هذا لا يمنعنا من القيام بدورنا إزاء قضايا الشرق الأوسط. احترام خيار السودانيين/u/ وفيما يتعلق بالسودان يقول «ووسيكة»:أكدنا للمسئولين المصريين أهمية إزالة العقبات التى تواجه تحقيق السلام فى السودان.. ونحن لدينا علاقات جيدة ومصالح مشتركة مع الخرطوم.. ونؤكد دائما وحدة واستقرار وسيادة السودان وأن يتم حل كل المشاكل عن طريق الحوار والمفاوضات.. وكل الأطراف السودانية أوضحت على عدم الرغبة فى عودة الحرب التى دامت أكثر من عشرين عاما وادت إلى معاناة وخسائر كبيرة.. والحرب لا تحل المشاكل ونحن نطالب المجتمع الدولى بضرورة احترام سيادة السودان وتنفيذ اتفاقية نيفاشا عن طريق المفاوضات والحوار وهذا فى مصلحة السودان بكل تأكيد.