عجيبة يا مصر .. وأعجب من العجب حالك نعم عجيبة يا مصر.. وأعجب من العجب هو حالك .واللي جرالك.!! كيف تكوني يا مصر دولة زراعية وكيلو الطماطم يباع علي أرضك بعشرة جنيهات والثوم بعشرين جنيهاً والبصل بخمسة جنيهات حتي الجرجير تباع الحزمة منه للمصرين الغلابة من أبنائك بجنيه واحد. عجيبة يا مصر أن يصل سعر كيلو اللحمة إلي حوالي تسعين جنيهاً وفي بعض الأماكن الراقية تعدي حاجز المائة جنيه في حين أنك يا مصر دولة زراعية فيكي المراعي والحقول ومشروعات الثروة الحيوانية إن ذلك ذكرني بأيام زمان حينما كنت عام 1972 طالباً بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وكان الطلبة يهتفون أنور.. أنور بيه.. كيلو اللحمة بقي بجنيه. عجيبة يا مصر أن تمتلكي أكبر ثروة بشرية ويوجد فيكي مشكلة البطالة التي تضرب شبابنا وتزرع السهاد في مضاجعهم والألم في عيونهم تصوروا هناك أكثر من مائة ألف مهندس بلا عمل يعني .عاطلون. ولذلك فإن هؤلاء المهندسين قد طلقوا الهندسة بالثلاثة وعملوا سائقين وحلاقين وجرسونات أليس حراماً أن تهدر مصر مثل هذه الثروة البشرية إن المهندسين هم .زبدة. المجتمع و.كريمة. المثقفين وعصب البناء والتنمية والتعمير ورغم ذلك تلقي بهم مصر في بحر البطالة ليغرقوا في غياهب المجهول والمستقبل المظلم ومثلهم كثير من الأطباء والكيمائيين وحاملي العديد من المؤهلات العليا وحتي حاملي الماجستير والدكتوراه. عجيبة يا مصر أن تكوني دولة ساحلية فيكي البحار والأنهار مثل البحرين الأبيض والأحمر ونهر النيل العظيم والبحيرات الداخلية ورغم ذلك نصيب الفرد فيكي من السمك بلغ سبعة كيلو جرامات في العام فهل هذا معقول؟ إنه الإهمال واللا مبالاة والتقصير في حق هذا الشعب أليس في مصر هيئة لتنمية الثروة السمكية؟ ماذا تعمل هذه الهيئة وهل هي راضية عن هذا المستوي المتدني لنصيب الفرد من الأسماك.. إن نظرة واحدة علي اليابان تظهر مدي ما وصلت إليه مصر من تخلف.. إنهم في اليابان كلما وجدوا حفرة بها ماء أطلقوا فيها الذريعة أي ذريعة الأسماك حتي تعدي نصيب الفرد الياباني من الأسماك لأكثر من أربعين كليو جراما. عجيبة يا مصر وأعجب من العجب أن تمتلكي أكبر مخزون من الغاز الطبيعي ويحدث فيكي أزمة بوتاجاز. عجيبة يا مصر أن تكوني دولة حضارة عمرها يصل لأكثر من سبعة آلاف سنة ومازالت الأمية تستشري بنسب كبيرة بين شعبك هذه الأمية جعلت الانتخابات تجري علي أرضك بنظام رموز .الجردل والكنكة. و.المقطف والمقشة. فهل هذا معقول أليس ذلك أعجب من العجب فعلاً عجيبة يا مصر. عجيبة يا مصر أن يفوز رجال الأعمال فقط بخيرك ويتم حرمان الآخرين منهم من أبناء هذا الشعب الغلبان. عجيبة يا مصر أن يتم كل شيء فيكي بالواسطة ومن لا ظهر له لا شيء له أليس هذا هو العجب بعينه. عجيبة يا مصر أن يقيم الملايين من أبنائك في المقابر ويزاحمون الأموات وكبار رجال الأعمال ينهبون الأراضي ويبنون عليها مساكن للقادرين ويبيعونها لهم بأسعار فلكية. عجيبة يا مصر أن تستأثر القاهرة بنصيب الأسد من ثروتك ويحرم منها باقي المحافظات ففي القاهرة مترو الأنفاق والكباري العلوية والمدن الصغيرة الملحقة بها والوزارات والهيئات وأكثر من 15 مليون مواطن وأكثر من عشرة ملايين سيارة حتي اختنقت القاهرة أليس هذا الحال عجباً بل أعجب من العجب؟ ونواحي العجب كثيرة وأكتفي بذلك وهذا من العجب أيضاً.