تترات الأعمال الدرامية جزء لا يتجزأ عنها وغالباً تتضمن لقطات من حلقاتها الأولى إما لأنها لا تكون قد انتهت بشكل نهائي وقت عرضها ، أو حتى لا تكشف تفاصيل عنه ، وفي دراما رمضان اعتدنا أن يستمر التصوير والمراحل التي تعقبه حتى قرب نهاية الشهر الكريم ، غالبا يكون المخرج ومنفذ التتر مضطر للاعتماد على لقطات من الحلقات الجاهزة ليبنى عليها تصوره لشكل التتر ، أما الأغنية أو اللحن إذا اقتصر التتر على موسيقى دون غناء فعلى المؤلف سواء للكلمات أو المؤلف الموسيقي والملحن أن يلم بالأحداث قبل أن يبدأ في عمله ، تميز التتر يجعله أطول عمراً من العمل نفسه لسهولة تداوله ، وكم من أغنيات تترات تعيش في ذاكرتنا بمجرد سماعها تسترسل أحداث العمل والكثير من المطربين وشركات الإنتاج يستثمرون نجاح تلك الأغنيات في ألبومات أو نغمات . المتخصصون تختلف نظرتهم لتتر العمل فماذا قالوا؟ ترى الناقدة ياسمين فراج ( أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون) أن تترات هذ العام كانت ل29 مسلسل انقسمت 20 تتر غنائى وعشر تترات موسيقى بحتة. بالنسبة للتترات الغنائية كان للشاعر ايمن بهجت ووليد سعد نصيب الأسد حيث لحنا ثلاث تترات لمسلسلات وعد والتي غنته كارول سماحة ورأس الغول والذي غناه احمد زعيم لأول مرة في تترات الدراما وهو صوت يتشابه كثيراً في خامته وأداءه وهو مطرب جيد. وتتر مسلسل ابو البنات وغنى الاغنية كورال أطفال البنات وهي فكرة جديدة بالرغم من ان مضمون الدراما هو الذي فرض ذلك ولكنه تتر مميز وضمن الأغنيات النادرة التي تمجد الأب. مدحت العدل وعمرو مصطفى قدما تتري مسلسلي الخروج وهو تتر سياسي اكثر منه مرتبط بموضوع دراما المسلسل. وتتر فوق مستوى الشبهات وغناه محمد رشاد وهو ثاني صوت من الأصوات التي تقدم لأول مرة في تترات المسلسلات. محمد رحيم قدم لحني تتري مسلسلين الاول مع الشاعر محمد صلاح في مسلسل الخانكة وغنته بوسي التي غيرت جلدها من خلال هذا التتر تماماً وظهر صوتها بشكل جديد كما ان توظيف الهندسة الصوتية كان متميز جدا والأغنية عموما متميزة. والمسلسل الثاني هو تتر بداية مسلسل المغني وهو تتر يعتمد على تقنية الميدلي وأول من ابدع هذه الطريقة في تترات المسلسلات كان عمار الشريعي في تتري مسلسل ام كلثوم وقد اعتمد رحيم على عدد من التيمات المشهورة لأغنيات منير مثل الليلة ياسمرة انا باعشق البحر وجزء من اغنية دارت الأيام لمحمد عبد الوهاب وبنى عليها تيمات موسيقية جديدة من تأليفه ولذلك كان ينبغي الإشارة للملحنين الآخرين في التتر مثل احمد منيب وهاني شنودة ومحمد عبد الوهاب. اغلب التترات جاءت في مقامي الكرد والنهاوند وشذ عن ذلك راجح داوود في تتر مسلسل هي ودافنشي الذي قدم لحنا في مقام نادر الاستخدام وهو نواثر ومر على البياني ايضا من كلمات محمد الحناوي وغناء ريهام عبد الحكيم. اما تترات المسلسلات الكوميدية فجميعها شارك في غنائها ابطال المسلسل الى جانب مطرب او ابطال المسلسل فقط. وأفضل تتر مسلسل كوميدي هو نيللي وشريهان من كلمات أمير طعيمه ولحن هشام جمال وتوزيع مادي وهو تتر ابرز التناقض بين الشخصيتين حيث احدهما كلاسي واللحن المميز لها غربي الطابع والأخرى شعبية وعبر عن ذلك بإيقاع المقسوم وآلة الاكرديون بالرغم من ان المقام واحد وهو كرد وكان من الأفضل ان يكون في الشخصية الشعبية مقام يحتوي على نغمة ثلاثة أرباع التون. ويقول الناقد طارق الشناوي : تميزت تترات ثلاث مسلسلات خلال الموسم الرمضاني وهي أفراح القبة وجراند أوتيل وونوس إذ يقف وراءها مخرج يدرك أهمية التتر وارتباطه بالدراما دون أن يكشف تفاصيل الحكاية كما شاهدنا في تترات مسلسلات ك" الأسطورة" الذي كشف جوانب كثيرة من الأحداث ، قتل وانتقام ، على الجانب الآخر شاهدنا مسلسلات الأكشن مثل 7 أرواح والخروج مجرد صخب على الشاشة . في أجيال سابقة كان تتر المسلسل له قيمة تضاف للعمل نفسه ليس فقط لكتابة الأسماء ، وكان يتم الاستعانة بمخرج خاص به ومن هؤلاء المخرج جمال عبد الحميد حيث كان يتم الإستعانة به في إخراج التترات قبل أن يبدأ في إخراج المسلسلات ، أما الآن فيتم تقليص مداه الزمني لحساب الإعلانات والهدف منه فقط كتابة أسماء فريق العمل ، كما أصبح من الطبيعي أن يذكر كل فنان أسماء المساعدين الخاصين به ، فما الذي يعنى المشاهد في أن يرى على الشاشة أسماء هؤلاء المساعدين الذين يتقاضون راتبهم من الممثل ؟ وليسوا ضمن فريق عمل المسلسل وهو ما يطلق عليه مسمى فوضى التترات ، إذ أن فيمة الممثل أصبحت مع الوقت مرتبطة بعدد فريق عمله . أما الفنانة رانيا يحيى (دكتورة بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون) فترى أن تتر البداية في مسلسلس نيللى وشريهان للشاعر أمير طعيمة وألحان هشام جمال رائع وفيه استعراضات والاعتماد على الأبطال فى الغناء عكس الحالة الكوميدية للمسلسل .. وأفكاره الموسيقية واللحنية بسيطة وفيها تباين ما بين البطلتين والفكرة العامة التى يرغب فى توصيلها المسلسل وكان اللحن مترجم لهذه الحالة .. الموسيقى رشيقة وجذابة والجو العام مرح وأداء استعراضى بسيط ومناسب لفكرة المسلسل وجذاب للجمهور هى ودافنشى تتر البداية: الناى يعطى حالة الشجن والانكسار ،شئ من الغموض وفيها مزج بين الغربى باستخدام آلات الإيقاع وبين شرقية الناى كلمات محمد الحناوى والموسيقى والألحان لراجح داوود ، الانتقال بين المقامات الشرقية والغربية مع صوت ريهام عبد الحكيم بجماله ، وتتر النهاية يعتمد على الموسيقى فقط بدون غناء والموسيقى جميلة جدا ومعبرة وبها حالة من الدرامية ،والجمل الموسيقية بها حبكة واستخدام الالات جيد جدا وفيه رقة وانسيابية تعكس الحالة الدرامية. الخروج تتر البداية بيعبر عن أحداث المسلسل ليس من الموسيقى وانما أيضا بالصور الكاريكاتيرية .. الموسيقى والمقدمة فى البداية من البيانو وصولو التشيللو جمالية وغنائية وصوت رامى صبرى معبر والكلمات مدحت العدل وألحان عمرو مصطفى ،والتوزيع الموسيقى جميل ..والأغنية تتماشى مع فكرة المسلسل وقصته والموسيقى حلوة وفيها درامية من خلال تمازج التوزيع مع الصوت الدرامى بالكلمات التى تعكس المضمون الدرامى ، بشكل عام مافيش حاجة مفرقعة خالص أو نقدر نقول واو .. وانما فى رأيى دول أكثرهم تميزا.