أصبحت موسيقى الدراما الرمضانية جزء لا يتجزأ من يوميات شهر رمضان الكريم ، وهانحن هذا العام أمام عشرات المسلسلات الرمضانية التي يقدم من خلالها عشرات التترات منها ماهو موسيقى بحت وما هوغنائي ، ماهودرامي وماهو كوميدي ، يؤديها نجوم الغناء جنبا الى جنب مع الأصوات الجديدة ، حول تترات المسلسلات لرمضان 1435 نستعرض معكم في السطور التالية بعض تترات المسلسلات لتوثيق مستجداتها وظواهرها. من الأحداث الموسيقية الهامة في تترات مسلسلات هذا الرمضان عودة صوت النجمة المغربية سميرة سعيد من خلال تتر مسلسل "سيرة حب" ، التي لم تقدم سوى تتر المسلسل الرمضاني "ألف ليلة وليلة" في الثمانينات لحن جمال سلامة وكان من بطولة نجلاء فتحي وحسين فهمي. أغنية تتر مسلسل السيدة الأولى جاء بعنوان "بأحس بأمان" من كلمات أحمد مرزوق ، لحن محمد رحيم الذي وضعه في نغمات مقام كرد ، تنسيق آلي أحمد عبد السلام الذي إختار نغمات اللحن الممتدة والإيقاع هادئ النقرات فأكسبت اللحن الهدوء الذي يتفق مع كلمات الأغنية الرومانسية ، ولكن الأغنية في مُجملها تقليدية ولم تلق نجاحا كبيرا. وكان للأصوات الخليجية نصيب في غناء تترات المسلسلات المصرية ، فقد قدم لنا الصوت السعودي إبراهيم الحكمي تتري مسلسل "جبل الحلال" من كلمات أيمن بهجت قمر الذي قدم كلمات لتتر البداية تحمل إسقاط سياسي يشير فيها الى الهموم التي سيواجهها رئيس الجمهورية الجديد جراء الفساد الذي طال المجتمع خلال العقود السابقة ويتضع ذلك من المقطع الأول في الأغنية "عيني ع اللي فوق كتفة هموم جبلين/عيني ع اللي علية العين/ والليتلاقي له قريبين تعابين/واتقلبت الآية المزايا عيوب/ واهي ماشيةبالمقلوب/ ومهما يجرى تمليمش قابلين" ، كلمات تتر النهاية رسالة إستفاقة للمجتمع المصري "دي ماشية شمال/ ذنوب بالكوم تكفي جبال/ سباق بيننا على الأحبال/ سباق مجنون/ وكله عمل لنفسه قانون/ وبكرة هيبكي ع الأطلال". أما لحن التترين فهو لوليد سعد ، والتنسيق الموسيقي لأحمد إبراهيم. من الأصوات النسائية الجديدة التي قدمتها تترات الدراما الرمضانية لهذا العام كانت "عزيزة " التي غنت تتري مسلسل "دلع البنات" من كلمات أيمن بهجت قمر، ولحن وليد سعد ، تنسيق موسيقي أحمد إبراهيم. وبالرغم من أن روح نانسي عجرم في اللحن الذي وضعه وليد سعد إلا أن عزيزة إستطاعت أن تغني التترين بشخصيتها المستقلة وخفة ظل. من الظواهر الهامة التي ظهرت في المسلسلات التي كان لها تترات غنائية ، أن أغلب ملحني التترات الغنائية لم يكونوا هم أنفسم ملحني الموسيقى التصويرية ، فقد كانت الموسيقى التصويرية لمسلسل "الإكسلانس" لعمرو إسماعيل بينما لحن تتريه كانا لوليد سعد. مسلسل "فرق توقيت" موسيقاه التصويرية كانت أيضا لعمرو إسماعيل بينما لحن تتريه لمدين. مسلسل "كلام على ورق" الموسيقى التصويرية كانت لعادل حقي بينما لحن تتريه من ألحان تامرعليّ. مسلسل "شمس" الموسيقى التصويرية لخالد داغر بينما لحن تتريه لمصطفى داغر. مسلسل "السيدة الأولى" الموسيقى التصويرية كانت لأمين بوحافة بينما لحن تتريه لمحمد رحيم ، كذلك كان إخراج تتري البداية والنهاية من إخراج هادي الباجوري بينما كان إخراج المسلسل لمحمد بكير. لفت تتر مسلسل الوصايا السبع إنتباه وأسماع المشاهدين نظرا لفكرته الجديدة في المزج مابين آداء الغناء الصوفي وموسيقى الروك الحديثة سريعة الميزان ، فقد إختار المؤلف الموسيقي هشام نزيه أن يكون التتر غنائيا وأختار أحد نصوص الشعر الصوفي التي تنتمي للعصر العباسي لمحيي الدين ابن عربي ، التي تتسم أشعاره بثقل ألفاظها ومعانيها فعلى سبيل المثال تقول كلمات المقطع اففتتاحي لأغنية التتر"فللهِ قومٌ في الفراديس/ مُذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما/ ففي العَجَلِ السرُّ الذي/ صَدَعَت له رعودُ اللظى" ، مع دخول موسيقى الروك السريعة لمصاحبة غناء الكورال ضاعت معاني الكلمات فهما وتفسيراً وأصبح التتر عبارة عن تيمة لحنية فقط يصعب على أي مستمع أو مشاهد أن يردد كلماتها ، وبناء على هذا فقد التتر الغنائي وظيفته ، لأنه من المفترض أن تخدم الموسيقي الكلمة في أي صيغة موسيقية غنائية لإبراز معاني الكلمات ، ولكن ماحدث في تتر الوصايا السبع كان على عكس ذلك. من الظواهر اللافتة للإنتباه أنه للمرة الثانية في تاريخ الدراما العربية نجد تواجد لأحد الملحنين الأتراك في تترات الدراما الرمضانية ، فقد وضع المؤلف الموسيقي التركي "فاهير أتاكوغلو" موسيقى تتر مسلسل "سراي عابدين" وهو نفسه الذي وضع تتر مسلسل "عُمر" في رمضان الماضي ، وهو من المؤلفين الذين يستخدمون آلات الأوركسترا السيمفوني مع آلات الموسيقى العربية في مؤلفاته ، فهل ستكون ألحان المؤلفين الموسيقيين الأتراك منافسا لموسيقى المؤلفين والملحنين المصريين والعرب في تترات دراما الرمضانات القادمة؟ من ظواهر تترات الدراما الرمضانية عبر السنوات السابقة هي غناء بعض فناني الكوميديا تترات المسلسلات التي يقومون ببطولتها وإجبار المشاهد على سماع أصواتهم غير المؤهلة للغناء ، فعلى سبيل المثال قدم الفنان الكوميدي محمد سعد تتري مسلسله "فيفا أطاطا" الذي يعتبر إستنساخ للشخصيات التي قدمها في أفلامه ولا تحمل أي جديد ، والتتر كان من كلمات أيمن بهجت قمر ، لحن عمرو مصطفى ، تنسيق موسيقي توما ، أيضا قدم أحمد مكي تتر مسلسله "الكبيرأوي" للعام الرابع أو الخامس على التوالي وإن كان ذكاء مكي يكمن في آدائه للإلقاء المنغم المعروف شعبيا في الموسيقى الأمريكية بغناء الراب وهو الذي لا يحتاج لصوت جميل لتأديته. في المقابل كان هناك تترات لمسلسلات كوميدية أخرى إستعانت بمطربين ومغنيين لغناء تتراتها أذكر منها تتر النهاية لمسلسل "إمبراطورية مي" بعنوان "هيصة" الذي كتب كلماته أيمن بهجت قمر، لحن وليد سعد، تنسيق موسيقي طارق مدكور. وتتر مسلسل "أنا وبابا وماما" من كلمات فداء الشندويلي ، لحن شريف حمدان ، تنسيق آلي خالد عرفة ،غناء الصوت الجديد على تترات الدراما الرمضانية "سمسم".