لازال الغرب يثبت كل يوم تحيزه الواضح ضد مصر واتباع سياسة ازدواجية المعايير فى التعامل مع الأحداث وهو ما حدث مع كارثة تحطم الطائرة المصرية عندما اطلقت هذه الدول تكهنات دون أدلة بأن السقوط من المرجح أن يرجع لخطأ فني فيما لم تصدر ادانة واحدة لمطار فرنسا الذى أقلعت منه الطائرة كما أدانت قبل ذلك مطار شرم الشيخ في حادث سقوط الطائرة الروسية الذى وقع فى اكتوبر الماضى حيث بادر الاعلام البريطانى باطلاق مزاعم و أدعاءات تبين أن هناك ازدواجية فى التعامل مع الحودث المتشابهة والدليل على ذلك تسرعهم فى الحكم بأن الطائرة الروسية سقطت بفعل عمل ارهابي دون اعتماد على أدلة واضحة لاثبات ذلك ودون انتظار للتحقيقات وأطلقت بريطانيا وقتها تصريحات غير موثقة بأي أدلة بنتها على تكهنات من أن سقوط الطائرة جاء بسبب عبوة ناسفة كما أن رئيس وزرائهم ديفيد كاميرون صرح بوجود فرضية انفجار الطائرة ورجح أنها عمل ارهابى وفى حادث الطائرة المصرية المنكوبة وصل الأمر ببعض أجهزة الاعلام ووكالات الأنباء الى التلميح بأن الطيار المرحوم محمد شقير كان قد قرر الانتحار وذلك على غرار ما فعلوه مع الطائرة البوينج التابعة لمصر للطيران التى سقطت فى أكتوبر عام 1999 أمام ساحل ماساتشوستس الأميركي بعد نحو ساعة من إقلاعها وكان على متنها 217 شخصا وأكدت تقارير وقتها وجود شبهة جنائية حول الحادث وأعلنت مصر رفضها لتقرير هيئة السلامة الأمريكية الذى زعم ان مساعد الطيار الشهيد جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب جملة قالها وهي : " توكلت على الله " وهي جملة لا يقولها منتحر وانما يقولها إنسان يقوم بعمل صعب لا يتم الا بمعونة الله . وليس غريبا أن يتفق الاعلام الغربى مع الاعلام الأمريكى فى اظهار نواياهم السيئة تجاه تعمد الاضرار بالمصالح المصرية فحتى اليوم وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على نكبة طائرة مصر للطيران لم تعلق دولة واحدة رحلاتها إلى مطار باريس وأعلنوا أنهم ينتظرون التحقيقات التى تجرى واستعدادهم لتقديم مساعدات الى مصر كنوع من إظهار تعاطفهم أمام العالم لكنهم لم يفعلوا كما حدث مع كارثة الطائرة الروسية عندما سارعت الدول الغربية لتعليق رحلاتها الى مطار القاهرة لتضرب السياحة المصرية فى مقتل ويرجع ذلك إلى تبني هذه الدول مواقف سياسية تتسم بالانحيازية ضد مصر لتتهمها بالتقصير في تأمين مطاراتها ولتحميل الخطأ للخطوط المصرية حتى تفقد مصر حقوقها في الحصول على تعويضات لضحايا طائرة مصر للطيران. و لاشك فى أن هذه الكارثة الجوية التي طالت قطاع الطيران المصرى تضاف إلى سلسلة الضربات الممنهجة التى تهدف الى تعطيل مصر وايقاف عجلة دوران اقتصادها الذى تمثل السياحة فيه أحد الشرايين الهامة التى تضخ فى قلب اقتصاد البلاد والذى تضرر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب أحداث الارهاب والحوداث المدبرة ومحاولة اظهار عدم الاستقرار لاعاقة مسيرة البلاد نحو البناء والتمية لكن من المؤكد أنه مهما حدث من مؤامرات داخلية وخارجية فان ذلك لن يؤثر على وحدة المصريين واصرارهم على دفع مسيرة تعافي اقتصاد بلادهم الى الأمام والذى يسير بخطى ثابنة نحو التقدم .