" يد تبني ويد تحمل السلاح " هكذا تحتفل مصر هذا العام بذكري تحرير سيناء والتي تختلف احتفالات هذا العام عن مثيلاتها في السنوات السابقة .. ففي الوقت الذي تخوض فيه قواتنا المسلحة معارك شرسة ضد الارهابيين والتكفيريين علي ارض الفيروز تساهم في انجاز العديد من المشروعات التنموية العملاقة التي تخدم اهالي سيناء لأول مرة منذ تحرير الارض منذ 1982 " مناطق ومساكن بدوية – مصانع للاسمدة والاسمنت والرخام – انفاق – سحارة سيرابيوم – وجامعات " "الأخبار المسائي " تنشر سلسلة حوارات مع قادة القوات المسلحة الذين شاركوا في النصر حتي تحرير آخر شبر من سيناء حوار نبيل محرم اللواء مهندس عصام عبد الحليم عبد المقصود الخبير الاستراتيجي و أستاذ هندسة العبور والكباري العسكرية شارك خلال فترة حرب الاستنزاف في بناء حائط الصواريخ خلال مايو ويونيو 1970 وقتها كان ضابطا برتبة ملازم أول قال الخبير الاستراتيجي ان البداية الحقيقية لنصر أكتوبر المجيد تمثلت فى تلاحم الشعب مع الجيش، مشيرا الى أن الشعب خلال ال6 سنوات العجاف التى فصلت بين النكسة والانتصار توقف عن الحديث عن الماضى وأخطائه، وكانت عينه على المستقبل وتوقيت خوض معركة التحرير، فالكل كان ينتظر الحرب ويعمل ويجهز نفسه من أجلها وظل الشعب وأفراد الجيش يتحدثون عن الحرب أكثر من 5 سنوات باعتبارها هى المستقبل.اوضح عبد الحليم انه شاهد تساقط اكبر عدد من طائرات الفانتوم يوم 30 يونيو والذي أصبح عيدا للدفاع الجوى .وأضاف أن سلاح المهندسين العسكريين كان إحدي أهم الركائز الأساسية التى اعتمدت عليها القوات المسلحة فى نصر أكتوبر، مشيرا الى أن المصريين انتصروا على اليهود فكرياً قبل الانتصار العسكرى.لافتا الي ان التخطيط للحرب كان منذ اللحظات الأولى لوقوع النكسة واحتلال سيناء، فقد عزمت القوات المسلحة على الحرب وبذلت مجهودات خارقة خلال ال 6 سنوات التى مرت بين النكسة والنصر، وسلاح المهندسين العسكريين كان إحدى مفاجآت حرب أكتوبر المجيدة، حيث أجمعت دول العالم الصديقة والمعادية على استحالة التغلب على مشكلات عبور قناة السويس وخط بارليف وتنفيذ هذه المهمات مجتمعة ، وقال عبد الحليم كنت رائداً فى الفرقة 19 كتيبة 18 مشاه بالجيش الثالث الميدانى، فى القطاع الجنوبى لقناة السويس، وهنا اذكر ان جميع الممرات إلى شرق القناه تم فتحها باستخدام مدافع المياه، ولكن النقطة التى كانت أمامنا كانت طبيعتها طفلية وليست رملية، ولذلك اضطررنا إلى فتح الممر بالمتفجرات إضافة إلى المياه واستغرق وقتاً أطول.و شكلت قناة السويس مانعاً قوياً للغاية ضد عبور الجيش المصرى لشرق القناة، فلقد انتهى العدو إلى مانع مائى ووجد على الضفة التي يسيطر عليها من القناة كميات هائلة من أعمال تطهير القناة تراكمت على مدار 120 سنة هي عمر القناة حتى هذا الوقت، حيث كانت الحفارات تحمل الأتربة من قاع القناة لتلقيها على البر الشرقي فى الصحراء، والبر الغربي كان به بعض الزراعات وطريق القناة وبعض الإنشاءات. فقام بتعلية هذه الأكوام من الأتربة وحولها إلى ساتر ترابي يرتفع من 8 إلى 20 متراً ودفعه إلى حافة القناة مباشرة بميوله الحادة، وصنع منه ومن الأرض خلفه نقطا قوية تعمل معا في نظام متكامل يعتمد أساسا على دشم للأسلحة المضادة للدبابات والرشاشات وزود الدشم الخرسانية بسوانز قوية التحصين تسيطر بنيرانها على الشاطئ الغربي للقناة, وعلى مياه القناة لمنع أية محاولة لعبورها. وبعد الحرب وبلوغي سن التقاعد استدعيت من وزير التعمير والإسكان لأتولى جهاز تعمير شمال سيناء، وبالفعل كان المشروع القومى لتعمير سيناء مشروعاً جباراً وضخماً، واستمر العمل فى عدد من مشروعات التنمية فى سيناء ولكن سرعان ما توقفت نتيجة اختلاف آراء الحكومات فى تنمية سيناء.ولكن أعتقد أن الجميع يدرك اليوم حجم المخاطر والتهديدات التى يسببها فراغ سيناء وخلوها من التنمية الحقيقية، والقوات المسلحة على يقين بأن تنمية سيناء حل جذرى للقضاء على الإرهاب، وايضا لتحقيق الاستفادة المثلى من هذه المنطقة التى ستظل فى قلب كل مصرى.وعن مشروعات قناة السويس الجديدة والانفاق وشرق التفريعة ومؤخرا قرار بناء جسر سليمان الذي اعلن عنه العاهل السعودي وآثارها على التنمية المستدامة فى سيناء قال اللواء عصام عبد الحليم النظام الجديد فى مصر بعد ثورتين نظام وطنى ويدرك حجم المخاطر والتهديدات، والرئيس السيسى يعطى أولوية قصوى فى هذه المرحلة للملف الاقتصادي الذى أنهك على مدار السنوات الماضية، ولذلك أطلق الرئيس السيسى المشروع العملاق لقناة السويس الجديدة لشحذ الهمم المصرية، وإيجاد مشروع قومى يلتف المواطنون حوله وتم انجازه فى زمن قياسي فضلا عن المشروعات العملاقة المصاحبة كمشروعات شرق التفريعة وأنفاق شرق بور سعيد والمدن الجديدة فضلا عن شبكة طرق ضخمة سيكون لها الأثر البالغ والسريع لإحداث التنمية المرجوة في تلك البقعة الغالية كما جاء قرار بناء جسر سليمان الذي سيربط بين مصر والسعودية والذي من المؤكد سيتضمن مشروعات أخري بجانبه ستساهم في خلق العديد من فرص العمل لأهالي سيناء وستؤدي إلي ازدهار الاقتصاد وزيادة حركة النقل و السياحة