في يوم 23 سبتمبر من عامنا الحالي يكون قد مضي 78 عاما علي توحيد المملكة العربية السعودية الذي تم في مثل هذا اليوم من عام 1932م والذي اصبح عيدا قوميا لها، ولنبدأ الحكاية بكبير البيت السعودي عبدالرحمن آل سعود الذي كان عليه ان يواجه عدوا محليا شرسا هو ابن الرشيد شيخ قبائل شمر وحابك الذي تمكن من الاستيلاء علي الرياض عاصمة البيت السعودي وحاول التخلص من عبدالرحمن ال سعود بالطريقة التي تخلص بها محمد علي في مصر من المماليك حيث دعا الاسرة السعودية بالرياض الي حفل كبير في احد قصورها المغتصبة كبداية صلح وسلم وكانت قصة مماليك محمد علي قد شاعت في الافاق وتظاهر عبدالرحمن ال سعود بالموافقة وذهب ولفيف من انصاره الي الحفل مدججين بالسلاح وكان في المقدمة ابن عبدالرحمن وكان طفلا في العاشرة من عمره وهو الذي عرفناه فيما بعد بالملك العظيم عبدالعزيز آل سعود. وكما توقع السعوديون ماكادوا يدخلون الحفل حتي هجم عليهم رجال ابن الرشيد ودارت معركة حامية بين الفريقين انتصر فيها السعوديون وأجهزوا علي خصومهم وقبضوا علي سالم السبهان مندوب ابن الرشيد حاكم الرياض الغاصب وعلقوه من رجل واحدة علي سبيل الاذلال. كان الذي قبض عليه هو الطفل المعجزة ابن العاشرة عبدالعزيز آل سعود بن عبدالرحمن وهرول ابن رشيد بحملة عسكرية تأديبية لاغاثة نائبه حاكم الرياض ونشبت معركة جديدة اشد ضراوة ومن العجيب المجيد ان عبدالرحمن آل سعود وهو الامام الورع وحاكم الرياض الشرعي العادل استخلص في صراعه اروع قواعد التكتيك العسكري من جوف الصحراء حين لم يترك لقوات ابن الرشيد لحظة واحدة لالتقاط انفاسهم فرفض اية هدنة وامتنع عن الحديث عن النصر قبل ان يكتمل له النصر ورفض ان يكتفي بالجزء دون الكل!! وكان العثمانيون من بعيد يراقبون الموقف جيدا محاولين القفز من فوق مياه الدردنيل للاجهاز علي ابن الرشيد الذي كانوا يريدون الخلاص منه لوقوفه امام اطماعهم فاتصلوا بعبدالرحمن آل سعود عارضين عليه ان يساعدوه في القضاء علي ابن الرشيد ولكنه سألهم: وما المقابل. قالوا له: لوجه الله ونصرة الاسلام!! فسألهم: وما وراء تلك الجملة الطيبة. ردوا بأن كل ما يريدونه منه ان يكون لهم الحق في اقامة حامية عثمانية في الرياض وان يحكم عبدالرحمن آل سعود الرياض كأمير لها تحت الوصاية العثمانية، ولكن عبدالرحمن صرخ في وجه المفاوضين العثمانيين: أتريدون ان اقتل اخي العربي رغم سوءاته بأيدي التركي، سحقا لكم ولزمان يأتي فيه قابيل جديد!! ولم يتركها عبدالرحمن لهم واتصل بقبائل الحسا يؤلبها ضدهم واعتبر العثمانيون عبدالرحمن اخطر من عدوهم السابق بن الرشيد واعلنوا عن جائزة مالية لمن يأتيهم بعبدالرحمن حيا او ميتا وكانت اقل قيمة من جائزة نجيب ساويرس المليون جنيه لمن يأتيه بنبأ عن سارقي لوحة زهرة الخشخاش، ولجأ عبدالرحمن الي الربع الخالي وآه من الربع الخالي!! اقسي مناطق الصحراء هولا وكان العرب قديما يسمونه (ارض النار) فكل ما فيه نار شديد القيظ نادر الماء جهنم الدنيا!! واوعز العثمانيون الي ابن صباح امير الكويت ان يستضيف الاسرة السعودية في الكويت بمنأي من الصراع الي حين استرداد الانفاس ويقرر لهم ابن صباح اقامة بنفقة شهرية قدرها ستين جنيها في حجرات ثلاث متواضعة وقتها كان عبدالعزيز آل سعود قد ودع طفولته وتزوج زيجته الاولي من فتاة بدوية افترش لها الحصير اثاثا وجاء (مبارك آل صباح) حاكما جديدا للكويت اعان السعوديين علي منازلة ابن الرشيد وتحرير الرياض. ولقي عبدالعزيز آل سعود الذي اصبح قائد القافلة اهوالا يشيب لها الولدان الي ان وصل الي الرياض سرا ودارت معركة حامية بينه وبين قوات ابن الرشيد انتصر فيها عبدالعزيز ذبح فيها حاكم الرياض مندوب ابن الرشيد وكان ذلك في 15 يناير 1902- 3 شوال 1369ه ومن يومها وعبدالعزيز عاكف علي تحرير نجد شبرا شبرا وقتل ابن الرشيد بعد ثماني سنوات قتال وفي نهاية عام 1909م كان قد تم القضاء نهائيا علي سلطان ابن الرشيد وفي عام 1913 استولي عبدالعزيز ال سعود علي الحسا وعلي عسير في عام 1921 وعلي حائل وعلي الحوف وفي عام 1925 استولي علي الحجاز وفي عام 1926 استولي علي تهامة. هذه قصة ملك وقصة مملكة شيدها نصل سيف وقلبه اسد!!