صدر عن كتاب اليوم كتاب جديد بعنوان «عبقرية العقاد.. صاحب العبقريات« تأليف الدكتور محمد فتحى فرج الذى يتناول فيه عبقرية العقاد التى أتحفنا بها فى العبقريات الاسلامية التى أتى فيها بالجديد والمفيد حيث كانت العبقريات آية من الإبداع التأليفى حول هؤلاء العظماء الذين قرأنا عنهم كثيراً ،ولكن ماكتبه العقاد كان مختلفاً وجديداً فى منهجه وتناوله لجوانب العظمة فى هؤلاء الرجال الأفذاذ بداية من النبى محمد صلى الله عليه وسلم ثم صحابته رضوان الله عليهم جميعاً، وكان أبرز ما أحتوى عليه كل كتاب من هذه المؤلفات حول هذه الشخصيات الجليلة فصل بعنوان »مفتاح الشخصية« الذى استخدمه العقاد ليستعلم به عن أسرار هذه الشخصيات ويفك بها شفراتها ويفسر به سلوكها وتصرفاتها. مصادرة حق القاريء وقد شهدت القاعة الرئيسية بدار أخبار اليوم حوارات ساخنة خلال ندوة نظمت حول الكتاب.. شارك فيها المؤلف الدكتور محمد فتحي فرج والكاتب الصحفي علاء عبد الوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم ، الناقد الكبير د. مدحت الجيار والسيناريست د. أشرف توفيق أستاذ السينما بأكاديمية الفنون ، الكاتب الصحفي محمد درويش نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار ومحمد القصبي نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار المسائي.. وأدارت الندوة الكاتبة الصحفية حسنات الحكيم.. والتي كثفت رؤيتها للعقاد المفكر والمبدع والإنسان في كلمات موجزة حيث قالت : كتب العقاد الرواية فكانت سارة التي مثلت تجربته في الحب وخلاصة فلسفته أنك لاتحب حين تختار ولاتختار حين تحب.. وأننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نموت.. وحتى.. حين.. نحب. و تطرق محمد القصبي إلى ما يراه إشكالية في عنوان الكتاب.. »عبقرية العقاد.. صاحب العبقريات «.. فمادة الكتاب يقول القصبي - تتناول الحصاد الفكري والنقدي والإبداعي للمفكر الكبير عباس محمود العقاد.. وجل هذا الحصاد كان محصلة رؤى نقدية عميقة.. وهذا ماتعلمناه منذ صغرنا من خلال كتابات المفكر الكبير خاصة مؤلفاته عن عبقريات محمد وأبي بكر وعمر وعلي وخالد بن الوليد والمسيح.. إعمال العقل.. وإخضاع كل الظواهر لمجهر النقد.. هذا فالعقاد لم يسلم بما قرأه أو نقل إليه عن آخرين.. إنما يخضع هذا لمعامل التحليل والتمحيص في رأسه وينتهي من هذه المقدمات إلى رؤى يقدمها لنا في كتبه.. وينتهي القصبي إلى أن العقاد عبر نهجه النقدي هذا أسهم في تحفيز ملكة النقد لقرائه.. وهؤلاء القراء لايقبلون ان يفكر أحدهم مهما كانت سلامة نيته في التفكير نيابة عنهم.. لهذا جانب الصواب المؤلف الدكتور «محمد فتحي فرج « حين قدم في عنوان كتابه « عبقرية العقاد.. صاحب العبقريات « مايراه الحقيقة.. وهو بهذا العنوان صادر حق القاريء في أن يصل إلى هذه الحقيقة بنفسه.. من خلال قراءته للكتاب.. وإخضاع مادته العلمية للتحليل والتمحيص والاستنتاج.. كما علمنا صاحب العبقريات . تامر عرفات قرصة ودن .. «ثقافة» السبهللة فى المترو باغتنا المذيع الداخلي في محطة مترو كلية البنات صباح الإثنين الماضي وعبر مكبرات الصوت المنتشرة في أرجاء المحطة بهذا النداء الغاضب : على السيد الذي يقوم بتصوير رصيف المترو أن يتوجه الآن إلى مكتب ناظر المحطة.. بعد أقل من دقيقة أعاد المذيع النداء بنبرة أكثر غضبا.. يتحول النداء إلى «شخيط «. هبطت إلى الرصيف مسرعا لأرى ماذا هناك.. شخص على الرصيف المقابل يقوم بتصوير أرجاء المكان.. ويتابعه شخصان آخران.. والزعيق لايكف.. ينتهي بنداء عبر الإذاعة الداخلية لأفراد الشرطة بأن يتوجهوا إلى الرصيف وإحضار المصور.. ..يظهر موظف على الرصيف الذي أقف به.. ويبدأ في تعنيف المصور على الرصيف المواجه.. ليرد المصور بأنه زميل له.. وعيب أن يتعامل معه بهذا العنف !مشهد لايمكن أن تراه إلا في مصر! إن كان المصور زميلا.. أي يعمل في الهيئة العامة لمرفق المترو.. ومكلف بتصوير المحطة أليس من المنطقي أن يمر على ناظر المحطة ويبلغه بمهمته ! وصيتك فى عنينا يا خال .. إنشاء شعبة الأبنودى لشعر العامية فى كليات الآداب تأسيس منتدى الخال السنوي لشعر العامية بإشراف اتحاد الكتب ودعم من وزارة الثقافة . منذ مايقرب من 10سنوات -كان ذلك في معرض القاهرة الدولي للكتاب - فاجأنا شاعرنا الكبير عبد الرحمن الأبنودي..بأمسية شعرية في القاعة الرئيسية بالمعرض.. لم يكن الخال فارس المنصة.. بل شاعر آخر بدا مجهولا من كفر الشيخ اسمه سعيد قنديل.. نعم.. كان سعيداً رغم حلاوة شعره مجهولا.. ليس لي.. حيث سبق وأن التقيت به أكثر من مرة في صالون القرضا بضواحي كفر الشيخ والذي ينظمه شهريا الروائي أحمد ماضي ويستقطب فيه أدباء كفر الشيخ والدلتا.. لكن خارج هذا الصالون الشهري.. لم يكن أحد يعرف الشاعر قنديل تقريبا.. ! قدم الأبنودي الشاعر المجهول وأثنى كثيرا على شعره.. ليغرد سعيد.. وترقص قلوبنا على تغريده.. وفرحه بتلك المبادرة من الأبنودي وكتبت حينها مقالا مطولا في جريدة القاهرة عن الحدث الكبير.. ليس في حياة سعيد فقط بل وفي الساحة الثقافية.. حين يستقطع عظيما مثل الأبنودي جزءا من وقته وجهده للأخذ بأيدي الموهوبين الشباب.. فهو حدث كبير ومهم.. وأواخر مارس الماضي.. وعقب خروجه من المجمع الطبي للقوات المسلحة قرر الخال أن يستضيف عددا من شعراء العامية الشباب في قرية الضبعية بالإسماعيلية في منتدى يغردون فيه.. خاصة أنه سبق أن استمع لهؤلاء الشعراء في برنامج تليفزيوني وأعجب بهم.. وأوكل مهمة استضافة هؤلاء الشياب إلى الزميل الصحفي عمرو الديب بجريدة الأخبار للتنسيق معهم وتحديد موعد المنتدى.. ودعا الخال الإعلاميين والنقاد لحضور المنتدى والاستماع إلى هؤلاء الشعراء.. منتدى الخال لكن الأبنودي رحل قبل تنظيم المنتدى.. فهل لأحد من الكبار.. مثل شاعرنا العظيم أن يتولى تنظيم المنتدى.. ! ولماذا لا يكون أحد مشروعاتنا الثقافية.. منتدى ينظمه اتحاد كتاب مصر.. لاكتشاف المواهب المجهولة من شعراء العامية.. وتتم إقامته سنويا في فروع الاتحاد بالتناوب.. و كل أربع أو خمس سنوات يقام مهرجان رئيسي بمقر الاتحاد لشعر العامية.. يغرد فيه الكبار المعروفون والكبار غير المعروفين.. بالطبع لو قرأ أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب اقتراحي هذا فسوف يصيحون احتجاجا : ومن أين؟ وأتذكر ما قاله لي شاعرنا الكبير د. علاء عبد الهادي خلال حوار سوف ينشر العدد المقبل بإذن الله أن الاتحاد لكي يقوم بدوره في حاجة إلى دعم الدولة.. لذا أقول أن على الدولة أن تبادر بدعم الاتحاد للتأسيس لمشروع منتدى الخال.. نعم ليكن هذا اسمه.. منتدى الخال لشعر العامية ! أين النقاد ؟ لكن هل هذا يكفي لتخليد اسم شاعرنا الكبير ؟ شعر العامية تقريبا مثل أدب الأطفال.. بلا ناقد.. نقاد الأدب يمنحون رعايتهم للشعر وفن الحكي.. قصة قصيرة ورواية.. لذا يكون على شعراء العامية متروكا للمستمع.. باعتبار أن شعر العامية في الغالب يتلقى سماعيا.. وهذا أمر في صالحه لأن اللغة العربية بطبيعتها لغة سماعية.. لذا في المنتديات الأدبية يتملك الشعراء القلوب بإلقائهم.. أما كتاب القصة فحظهم قليل.. ويشرد من بين أناملهم الجمهور.. ويكون الفشل الذريع من نصيب شعراء الحداثة.. فقصيدة النثر سلعة بائرة إن ألقيت على الأسماع.. وكثيرا ما كنت أقول أن الله لو منح الأبنودي حنجرة أخرى وصوتا صافيا.. وبنفس مخزون شعره من الجماليات لما حقق تلك الحظوة في القلوب.. تلك البحة الخفية في صوته والتي نشعر بها بوجداننا حتى لو لم تلتقطها آذاننا.. وأيضا لكنته الصعيدية تخصبان الفنيات بجمال استثنائي.. لذا لا نشعر بمتعة أشعار الأبنودي إن قرأت مثلما نشعر بها إن سالت من وجدانه عبر حنجرته الذهبية إلى وجدان المستمع مباشرة.. وطريقة إلقاء الأبنودي ليست متعمدة.. هو يلقي الشعر بعفوية كعفوية أحاديثه العادية . لكن ثمة نقيصة في مشهد شعر العامية.. الناقد.. فلا يكفي أبدا أن نطلق آهات الإعجاب كلما استمعنا إلى شيء من جواهر بيرم التونسي أو صلاح جاهين أو فؤاد حداد أو أو أحمد فؤاد نجم.. أو سيد حجاب أطال الله عمره.. أو أي من الكبار المعروفين من شعراء العامية أو غير المعروفين.. لابد من أن تسهم الدراسات النقدية في تخليد الأبنودي وغيره من الكبار المعروفين والكبار غير المعروفين من شعراء العامية.. ثمة خصومة غير مبررة بين النقاد والباحثين من جهة وشعر العامية من جهة أخرى.. بل إن أقسام اللغة العربية وآدابها في الجامعات المصرية والعربية نصبت العداء مع هذا الجنس الأدبي المهم.. وآن الأوان لإنهاء هذه الخصومة.. وليكن بمبادرة من إحدى جامعاتنا بتأسيس شعبة لشعر العامية.. إحدى مهامها إخضاع شعر العامية لمجهر النقد والبحث.. وليطلق إسم الأبنودي على الشعبة.. ومواطنو جمهورية الأدب يعرفون جميعا أن كل الكبار.. من هوميروس وشعراء الجاهلية.. ومرورا بشكسبير ولامارتين.. وحتى محفوظ وجونتر جراس وجارسيا ماركيز.. كل هؤلاء أسهم النقد والكتابة المتواصلة عن أعمالهم في تخليدهم.. ومساء الخميس الماضي ناقشنا كتاب « عبقري العبقريات « للكاتب في قاعة أحمد رجب.. وبعد وفاة العقاد بأكثر من نصف قرن.. وفي العدد الماضي من الواحة تناول الكاتب أحمد عبد الرازق أبو العلا في مقالة له السؤال الذي طرحه عميد الأدب العربي من ثمانية عقود في كتابه « مستقبل الثقافة المصرية « : هل لدينا ثقافة مصرية ؟ إذن لتكن تلك وسيلتنا لتخليد عبد الرحمن الأبنودي.. بل والارتقاء بشأن شعر العامية.. أما مقالات التابين والرثاء والمدح والتقريظ.. فتكتسب أهميتها إن أعقبها فعل جاد لتخليد الخال.. ودون هذا فلن تزيد على كونها هوجة.. أو فقاعة صابون سرعان ما تتلاشى.. فإن اكتفينا بها لا نحقق للخال وصيته الأخيرة للمصريين : ماتنسونيش !