قد لا تمر مناسبة، إلا ويؤكد الرئيس فيها، علي حق الإثيوبيين في التنمية، والسعي بقوة من أجل الرخاء، لكنه ومن ناحية أخري، يجدها فرصة مواتية، للتشديد علي عدم اغفال حق المصريين في الحياة، والحفاظ عليها، وهي رسالة لا يتواني السيسي عن الإشارة اليها تصريحا وبالفم المليان ، ما ذكرسد النهضة وحق الأشقاء الإثيوبيين، في التنمية والإزدهار. في حواره للتليفزيون الإثيوبي خلال زيارته لأديس أبابا مؤخراً- نشره على موقعه الإلكترونى، الاثنين الماضي، ركز الرئيس علي إبراز شاغل، يتوجس منه الشعب خيفة، ويشعر معه بالقلق، خلاصته أن حصته من المياه ليست كافية، وأن من الضروري، إزالة كل الشكوك المتعلقة بملف المياه للمصريين، حيث قال لمحاوره: «لا نتحدث عن تنمية وتطوير الحياة، بل عن الحياة نفسها، لا يوجد لدينا بديل آخر»، فرد عليه المذيع: «والإثيوبيون يقولون إنهم يحتاجون الكهرباء وبناء السد وتحسين الحياة، ألا تعتقد أن مطلب إثيوبيا شرعى؟»، فقال الرئيس: «طبعاً، وأنا قلت كده من سنتين». في حوار التليفزيون الاثيوبي مع الرئيس، كان تركيز السيسي كما يبدو، عاليا كما نقول، مع محاوره، الذي حاول أن يأخذه الي مناطق حرجة وشائكة في الأسئلة، منها مثلا، سؤال حول ما نص عليه الدستور المصرى، بشأن الحفاظ على حق القاهرة في المياه استناداً للاتفاقيات الدولية، فألجمه الرئيس بإجابة أذكي من السؤال حين قال : «لا نريد في هذه المرحلة ونحن نعيد بناء الثقة وإعادة الطمأنينة أن نتكلم في موضوعات ومسائل قد لا يدركها المواطن العادى بالمعنى والمستوى الدقيق، وهذا ليس تقليلاً من المواطن بل حرصاً على بناء الثقة». كنت قد اشرت في نفس المكان عدد السبت الماضي، تحت عنوان" حبابكم عشرة"، الي ان الحصة المقررة دوليا- 55مليار متر مكعب - لا تكفي شعبا تعداده بقترب من 90 مليون نسمة، ويحتاج كل فرد فيه – وفقا للخبراء- 1000 متر مكعب، وهو ما يعني حاجة الشعب االمصري لنحو 90 مليار متر مكعب سنويا، وليس 55 فقط، وهو مايعني أيضا عدم رفاهية توفير كوب ماء لكل فرد بمفرده، انما يقتسمها مع آخر، وقلت أن مصر تحصل علي نصف احتياجتها من مياه نهر النيل، في الوقت الحالي، متسائلا عن االحال إذا ما تأثرت بالنقصان هذه المخصصات الدولية، التي لا تكفي نصف االشعب؟! نهايته، أعيد ما سبق ان أشرت اليه السبت الماضي، وهو أن الرهان الأثيوبي علي شرط استمرار التعاون لبناء الثقة، والعمل كشركاء في التنمية، وثالثهما وجود المصالح المشتركة، كضامن كفيل بإلتزام الجانب الاثيوبي، تجاه حصول مصر علي حصتها كاملة من المياه دون نقصان- ان لم تكن بالزيادة لمجابهة الزيادة السكانية الي الضعف- سيظل مثيرا للقلق ، وإن أكد رئيس وزراء إثيوبيا، علي أن الغرض من بناء سد النهضة، هو توليد الكهرباء وليس تخزين المياه!! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.