من أهم الكلمات التي قيلت في مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادي ، إن لم تكن أهمها في تقديري ، ما قاله هيلا ماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا، واذا كان المؤتمر، قد حمل عنوان" مصر المستقبل" للترويج له، فلعل "مصر الحياة" يكون هو العنوان المناسب، الذي ينبغي أن يتصدر الحديث عن حصة المصريين في مياه نهر النيل، علي خلفية الإعلان عن توقيع مصر وإثيوبيا والسودان ،علي وثيقة مباديء سد النهضة والتي تقرر له الإثنين المقبل بالخرطوم.، وفقا لتصريحات وزير الخارجية السوداني علي كرتي مؤخرا. بداية.. أذكر المتخوفين من بناء هذا السد، بما قاله لي الدكتور حسام المغازي وزير المارد المائية والري، وكتبته في هذا المكان يوم السيت الماضي، من أن "هذه الوثيقة ليست نهاية المطاف، وأنها مجرد اتفاق مبدئي علي المسار السياسي، يجيب علي شواغل دول المصب في مصر والسودان، وأنها سترفع إلي رؤساء الدول الثلاث لدراستها، فإذا كان في محتواها ما يضمن حفظ حقوق المصريين في مياه النيل، فسوف يتم الموافقة عليها، وإلا فإن مصر ستعارض أي مشروع من شأنه تهديد تدفق مياه نهر النيل علي أرضها ". لعل مضمون ذلك، قد جاء بصيغة أخري، علي لسان رئيس الوزراء الإثيوبي في كلمته بشرم الشيخ، حين أكد- وحتي اشعار آخر- علي أن مصير مصر وإثيوبيا واحد، " إما نغرق معا أو نعوم سويا"، قبل أن يداعب الرئيس السيسي قائلا: " ان إثيوبيا اختارت السباحة سويا"، وهو ما أثار- وللمرة الثانية- حفيظة الدكتور محمد نصر علام آخر وزير للري في عهد مبارك، مطالبا في المصري اليوم، أن تتضمن الوثيقة بندا صريحا للتفاوض حول سعة السد للوصول الي الحجم المناسب الذي يحقق أهداف التنمية الإثيوبية، و" لا يلحق أضرارا جسيمة إذا ما تم بناؤه بالسعة المقترحة البالغة 74مليار متر مكعب، وإلا ستسبح اثيوبيا منفردة، وتغرق مصر". كنت قد فاتحت مغازي خلال إتصاله الأسبوع الماضي، بتخوفات علام، فور الاعلان عن الاتفاق الثلاثي، وقوله ل" اليوم السابع " في حينه، بأنه في حالة امتلاء سد النهضة عن آخره فلن تصل لمصر نقطة ماء، و" ان المباحثات أجريت بمستوي لا يليق وخطورة الموقف في ظل غياب مفاوضات حقيقية وتوقف دراسات الجدوي منذ مايو 2013"، فاستغرب مغازي وتعجب، قائلا عبر الهاتف: هذا كلام غير صحيح بالمرة، ولا أعرف من أين أتي به الوزير الأسبق، وتساءل: هل كان يريد أن يكون عضوا باللجنة التي شكلت للتفاوض حتي يكون شاهدا علي هذه المفاوضات، التي يزعم علي غير الحقيقة توقفها؟ ثم زاد متعجبا فقال: في مصر 15 وزير أسبق للري، لم يعترض منهم أحد او يتحفظ علي الاتفاق حول وثيقة سد النهضة، أو يقول بكلام الدكتور علام، وتساءل: فما هو غرضه؟ فقلت له ضاحكا : الله والحكومة أعلم، فقال: لا أريد أن أشتبك فنيا، مع من يعترض لخدمة أغراض سياسية تخصه، سيكشف عنها المستقبل القريب !! صحيح.. لماذا يسبح "علام " بمفرده ضد تيار وثيقة سد النهضة؟! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.