- وان هناك امتداد للعلاقات سواء الاقتصادي شتى المجالات سواء الاقتصادية او السياسية او الثقافية او السياحية ........ وقد تطرق السفير الارمينى للحديث فى مجالات وقضايا عديدة خلال حواره مع جريدة المسائية حوار - فاطمة بدوى ماهى اخر التطورات بين البلدين فيما يخص العلاقات الثنائية ؟ يمكننا وصف العلاقات الأرمنية المصرية بإنها ممتازة وودية وتأسست على روابط تاريخية وتقاليدية متينة بين الشعبين. ويوجد حوار سياسي بناء بين بلدينا في جو من التفاهم المتبادل التام والبناء. وكذلك تعاونا نشيطا ومثمرا في إطار المنظمات الدولية، ونحن مستعدون لتوسيع هذا الحوار والتعاون السياسى فى المرحلة القادمة. و تمت مناقشة امكانيات تعزيز هذا التعاون خلال اللقاء بين وزير خارجية أرمينيا السيد أدوارد نلبانديان و وزير خارجية مصر السيد سامح شكري في ميونيخ, في اطار المؤتمر الأمني الدولي في فبراير الماضي . و تدعم أرمينيا عملية التحول الديموقراطي في مصر. و أدانت أرمينيا على المستوى الرسمي العمليات الارهابية الوحشية التي حققها تنظيم داعش و المنظمات الارهابية المرتبطة بها في سيناء و ليبيا و سقط ضحايا لها الأبناء المصريون الأبرياء . و أعربنا عن تأييدنا للاجراءات المتخذة من جانب السلطات المصرية لمواجهة الارهاب و حماية مواطنيها. و شددنا على أنه ينبغي للمجتمع الدولي القضاء على هذا الطاعون الذي يهدد الإنسانية المتحضرة ، وينبغي اقتلاع قنوات التمويل والدعم والرعاية له. وفيما يخص العلاقات بين البلدين فى الشأن الاقتصادى ؟ أما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية والتجارية، مع الاسف لم يتم حتى الآن استخدام القوى الداخلية الكامنة في ذلك المجال بيننا. ولا يزال حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين لا يتجاوز عدة ملايين من الدولارات. ومع ذلك, أعتقد أن إعادة الاستقرار فى مصر و كذلك انضمام أرمينيا الى الاتحاد الاوروأسيوي الاقتصادي مع روسيا و بيلاروسيا وكازاخستان بداية من أول يناير 2015 سيفتحا فرصاً جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتحفيز رجال الأعمال من البلدين للتعاون مع بعضهما. وهناك امكانيات كبيرة للتعاون المفيد خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والأدوية والزراعة والمأكولات والسياحة وقطاعات البناء والتشييد و الخ... ومهم جدا أن وفداً بمستوى عال من أرمينيا سوف يُشارك في عمليات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في منتصف مارس الحالي . وما هى اخر التطوارت فى الشأن الثقافى بين البلدين ؟ تتسم العلاقات بين أرمينيا و مصر في المجال الثقافي بالطابع المتميز. خصوصاً وأن حكومتا البلدين قد أعطيتا للتعاون في المجال الثقافي اهتماماً ملحوظاً، هذا و يمكننا القول بكل ارتياح أن التعاون في هذا المجال يسير بشكل متناسق و منظم ، وذلك لتشابه الخصائص و القواسم التي تربط شعبينا. و شاهدنا خلال السنوات الماضية الكثير من فعاليات التبادل الثقافي الناجح بين البلدين بما فيها إقامة الأيام الثقافية الأرمنية بالقاهرة و الأيام الثقافية المصرية بيريفان, عاصمة أرمينيا و المعارض الفنية و الحفلات الموسيقية و المهرجانات السينمائية و المسرحية وغيرها. و تمت الموافقة بين وزارتي الثقافة المصرية والأرمنية لإقامة الأيام الثقافية الأرمنية القادمة في القاهرة خلال سبتمبر المقبل، و سوف تشمل الموسيقى والرقص القومي و الأفلام و المعرض الإثنوغرافي و ألخ . وماذا عن انشاء مركز للدراسات الارمينية ؟ لقد بدأ مركز الدراسات الأرمنية بكلية الآداب بجامعة القاهرة نشاطه فى سبتمبر 2007 . و بعد تجميد عملياته في فترة قصيرة في 2013-2014 تمت اعادة افتتاحه حاليا . و حقق المركز خلال الأعوام الماضية دورات دراسة اللغة الأرمنية و إقامة خمسة مؤتمرات علمية دولية و القاء محاضرات منفصلة بجامعة القاهرة متخصصة في التاريخ والثقافة، وكذلك نُظمت محاضرات فى مؤسسات علمية وتعليمية أخرى بالقاهرة والاسكندرية. كما طُبعت كتب أدبية باللغة العربية و إلخ . و سوف تشمل نشاطات المركز في المستقبل القريب مجالات جديدة للدورات الدراسية و البحث العلمي و غيرها . وماذا بشأن الاحتفال بالذكرى المئوية هذا العام للابادة الجماعية الارمينية ؟ في 24 أبريل 2015، ستُقام الذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية. إن أرمينيا والشعب الأرمني يسعيان إلى الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية عام 1915، و كذلك إدانة هذه الإبادة والقضاء على عواقبها. ولا تُمثل هذه المسألة مجرد إعادة العدالة أو الواجب الأخلاقى تجاه 1,5 مليون أرمنى ضحايا فحسب، ولكنها مسألة الأمن، حيث سيكون الأمن في منطقتنا دائماً معرضاً للخطر فى حالة عدم ندم صريح من جانب تركيا واعترافها بالإبادة الجماعية. أما محاولات نفي الإبادة الجماعية، فهي نوع من استمرار هذه الإبادة. وجدير بالذكر أن أكثر من عشرين دولة قد سنَّت حتى الآن قرارات تعترف بالإبادة الجماعية الأرمنية وتُندد بها. ومع ذلك، ترفض تركيا حتى الان أن تُواجه التاريخ الخاص بها من خلال الاعتراف بالإبادة الأرمنية. وبالتالي، تخفيف هذا العبء الثقيل من فوق أكتاف الأجيال القادمة. و نأمل أن الاعتراف وإدانة الإبادة الجماعية للأرمن من طرف تركيا سيكون بمثابة نقطة انطلاق لتحقيق المصالحة التاريخية للشعوب الأرمنية والتركية. و بدلا من السير فى هذا الاتجاه، تُواصل تركيا تمسكها بموقفها النافى و تبذل كافة الجهود من أجل صرف انتباه المجتمع الدولي عن مئوية الابادة الجماعية الأرمنية . و أبرز مثال على هذا كان اعلان الرئيس أردوغان 24 أبريل – يوم ذكرى المئوية للابادة الأرمنية _ كيوم احتفال المئوية لمعركة جاليبولي، رغم أن تركيا دائما تحتفل بتلك المناسبة في 18 مارس . و دعا اردوغان 102 من رؤساء الدول لحضور هذا الاحتفال بمسعى واضح لمنع حضور هؤلاء الرؤساء في نفس اليوم الاحتفالات المئوية بيريفان . (سؤال عن السياسة التركية) ان مشكلة تركيا أنها ليست شريكا موثوقا به. و نحن في أرمينيا نعرف ذلك من خبرة خاصة بنا. وأنه من سلوكيات السياسة الخارجية لتركيا هو الاستبعاد من الموافقات السابقة و الاهمال الخالص لمصالح شركائها. ونتيجة لذلك أدت "سياسة تصفير المشاكل مع الجيران" لأنقره إلى صفر نتائج . وماذا بشأن موقف ارمينيا من القضية الفلسطينية ؟ يحَظي الشعب الفلسطيني بالتعاطف والدعم الكاملين من قبل الشعب الأرمني لتحقيق طموحاته بإنشاء دولة مستقلة. وخلال السنوات الماضية، قامت أرمينيا بتأييد المطالب الفلسطينية في إطار المنظمات الدولية. وكذلك في نوفمبر 2012 صوتت أرمينيا لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة. إن أرمينيا قريبة جغرافياً من منطقة الشرق الأوسط، وبالطبع من مصلحتنا أن نرى السلام و الاستقرار يعمان هذه المنطقة، و لذلك نُولى أهمية بالغة إلى الجهود المبذولة في هذا الاتجاه. ونحن نرحب بكل المبادرات التي تهدف لحل المشاكل المعاصرة بطريقة عادلة وتسوية مقبولة لكل الأطراف. و أغتنم هذه الفرصة لأشيد بالدور الإقليمى الذي تلعبه مصر في تسوية القضية الفلسطينية. الكثير لا يعلم معلومات عن قضية ناغورنو كاراباخ وماذا بشأن حلها ؟ أعتقد أنه من المستحيل حل قضية ناغورنو كاراباخ إلا بالوسائل السلمية. وأرمينيا ملتزمة بعملية السلام والمفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي المبنية على أساس مبادئ القانون الدولي مثل عدم استخدام القوة أو التهديد بها، ومساواة حق الشعوب، وحق تقرير المصير و وحدة الأراضي. ولكن أذربيجان ترفض كافة خيارات المبادئ الأساسية لتسوية النزاع المقترحة من قبل رؤساء مجموعة مينسك، (الولاياتالمتحدة و روسيا و فرنسا), بما في ذلك المقترحات المقدمة في مؤتمرات القمة في كل من سانت بطرسبورغ و استراخان في 2010، و سوتشي و وكازان في 2011. و رفضت أذربيجان كذلك كافة الاقتراحات لإزالة التوتر و منع تصعيد الوضع في المنطقة و اتخاذ تدابير بناء الثقة . و تستمر أذربيجان فى انتهاكات نظام وقف إطلاق النار واستفزازاتها المتكررة بطول خط التماس مع ناجورنو كاراباخ والحدود مع أرمينيا. وتُؤدى مثل هذه التصرفات إلى تقويض عملية السلام، وتُقلل من فرص حل النزاع. وتُكرر القيادة الآذرية أنها ستحل القضية من خلال وسائل عسكرية متفاخرة بزيادة 27 بالمئة من ميزانية أذربيجان العسكرية، حيث تصل الى 4.8 مليار دولار في عام 2015، أكثر بثلاثين مرة من ميزانية عام 2003. و تشجع باكو علناً الكراهية ضد الأرمن، حيث أعلن الرئيس الأذري أن الأرمن في جميع أنحاء العالم هم "العدو الأول" لأذربيجان. وأصبح الهلع من أرمينيا (أرمينوفوبيا) يحتل مكانه في الحياة السياسيةبأذربيجان. وصار كل من يتمتع بالجرأة الكافية ويعارض السياسة الرسمية يختفي بسرعة من الساحة. وقد وصلت الأساليب المستخدمة من قبل أذربيجان لتشويه التاريخ والحملات الترويجية إلى درجة عالية من النفاق والكذب حيث تزعم أن أرمينيا ومدينة يريفان القائمة منذ آلاف السنين هي أراض آذرية منذ القدم، وهو الأمر الذى تنفيه بجدارة كل الكتب المقدسةوالتاريخية، وكذلك الخرائط التاريخية المعتمدة دولياً