لم أقصد قتله، فهو صديقى الذى تعلمت منه معنى الحياة والسعادة، فكم كان كريما معى، وصديقا لا يمكن أن تعوضه الأيام، وهو الوحيد الذى أروى له أدق الأسرار، ولم أفكر فى خيانتهن إلا أن حظى العثر جعلنى أفقده بطلقة طائشة، عندما جلست بجواره أنظف سلاحى الذى أستخدمه فى عملى، وفى تلك اللحظات أيقنت أننى ارتكبت جرما كبيرا فى حق نفسى قبل حق صديق العمر، الذى راح عن عالمى وتركنى وحيدا أغرق فى الحياة وسط أمواجها المتلاطمة، بهذه الكلمات جلس المتهم بقتل صديقه يروى تفاصيل الواقعة المريرة التى راح خلالها صديقه ضحية بطلقة طائشة دون قصد، فأمرت النيابة العامة بالخانكة، بإشراف المستشار مؤمن سالمان، المحامى العام الأول لنيابات شمال القليوبية، بحبس المتهم، كم صرحت النيابة بدفن الجثة بعد توقيع الكشف الطبى عليها. كانت البداية عندما تلقى العميد أسامة عايش، رئيس المباحث الجنائية، إشارة من المستشفى العام بالخانكة، بوصول حسن جمعه، 26 سنة، سائق، جثة هامدة غارقة فى بحيرة من الدماء الغزيرة، نتيجة إصابته بطلق ناري خرطوش، وبإخطار اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، أشرف اللواء عرفة حمزة، مدير إدارة البحث الجنائى، على تشكيل فريق للبحث والتحرى، حول الواقعة، والذى شكله المقدم أحمد الخولى، رئيس مباحث مركز الخانكة، بمعاونة النقيب أسامة ندا، معاون المباحث، حيث توصلت التحريات إلى أنه أثناء تواجد المجنى عليه بصحبة أحد أصدقائه ويدعى، عبد العزيز محمد، 25 سنة، خفير خصوصى، وأثناء قيام الأخير بتنظيف فرد خرطوش، خرجت منه طلقة استقرت فى جسد المجنى عليه، الذى لقى مصرعه فى الحال. وبتقنين الإجراءات البحثية تمكن العقيد عبدالحفيظ الخولى، رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة، من ضبط المتهم، وبمواجهته انهار واعترف بارتكابه الواقعة، وأرشد عن مكان إخفاء السلاح المستخدم فى الجريمة، وهو عبارة عن فرد خرطوش محلى الصنع و [ 3 ] طلقات نارية، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التى تولت التحقيق.