ماهو الفرق بين الوصية والميراث ؟

السؤال:هل هناك علاقة بين الوصيه والميراث المحدد بالافراد والانصبة؟!
** يجيب الشيخ عبد العزيز عبد الرحيم حسن مدير ادارة شمال بأوقاف الجيزة:الأصل في استخلاف المال أن يخضع كلية لنظام الشارع المتعلق بتنظيم الميراث. وهذا الأصل يقوم علي سند قوي من أدلة الشرع. كما يبرره العقل القويم والمنطق السليم.. ذلك أن من يملك الأرض وما عليها. وما الإنسان الا مستخلف فيما يتملكه بتنظيم الشارع . وإذا كان الله تعالي هو مالك المال حقيقة يكون من لوازم تلك الحقيقة أن ينفرد بتقرير وجوه استحقاقه. وقد بين الشارع الحكيم ذلك في نظام المواريث. حيث بين اصناف المستحقين له. ومقدار أنصبتهم بنصوص قاطعة في ثبوتها ودلالتها. وأمر باحترام ذلك التنظيم. كما حذر من مخالفته. وبين أن ما قرره الله فيه يمثل حدوداً لا يجوز التعدي عليها فقال عز من قائل: "تلك حدود الله. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين". حيث تضمن هاتان الآيتان الكريمان أساليب الترغيب في احترام تلك الحدود. والتحذير من مخالفتها ما لا يخفي في حين انه إيا كان الأصل أن تنظيم الشارع للميراث يستوعب كل مفردات التركة بالنسبة لكل مورث بحيث يشمل جميع أملاكه المالية. إلا أن الله تعالي رأفة منه بخلقه. ومراعاة لما يعتري حياة الكثيرين من تقصير في القيام بأوامره. والكف عن نواهيه. أتاح لهم فرصة لتعويض ذلك القصور أو تداركه ببعض ما يملكون من أموال وليتخذ أسلوب صلاحه انفاق هذا البعض من المال في وجوه الخير عن طريق الوصية التي تضطلع لوضع هذا الجزء من التركة في مصرف مشروع وليكون الخير الناشيء عن هذا التصرف عوضا عما ينشأ من قصور في وجوه أخري. وذلك بعض من جوانب الحكمة في مشروعية الوصية حيث يقول النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو الدرداء . قال: "إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في حسناتكم ليجعلها لكم زيادة في أعمالكم" حيث أفاد هذا الحديث أن مشروعية الوصية تقوم من ضمن ما تقوم عليه مراعاة اصلاح ما بدر من الموصي من قصور. وأن الله تعالي قد تصدق بذلك علي الموصي إذ الأصل كما رأينا أن التصرف في جميع المال بطريق الاستحلاف أنما هو حقه الخالص سبحانه. وذلك ثابت عقلا وشرعا.
المصدر: جريدة "المساء" المصرية.