دعاة سنة وخبراء .. الفتنة تتجه بلبنان إلى كارثة محيط - خاص شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي عواصم: ناشد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف اللبنانيين الإبتعاد عن كل قول أو فعل يؤدى لإشاعة الفوضى والإضطراب لما لذلك من عواقب سيئة تأتى بأثارها السلبية على لبنان وشعبه، معربا عن أمله فى أن يجنب الله لبنان والعرب جميعا "الفتن ما ظهر منها وما بطن". جاء ذلك فى بيان لمجمع البحوث الإسلامية عقب إجتماع طارىء عقده اليوم السبت بمشيخة الأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر وبحضور كل من الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية والدكتور محمود حمدى زقزوق وزيرالأوقاف والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الازهر وأعضاء المجمع. وطالب المجمع أبناء الشعب اللبنانى ، على إختلاف أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم، بأن يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وأن يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا حتى لا يتأثر وطنهم بسوء. كما ناشدهم أن يعملوا على حل مشكلاتهم بالحوار الحكيم والقول الكريم الطيب والفعل الإيجابى السليم الذى يعيد إلى لبنان الأمن والرخاء والإستقرار. وكانت مشيخة الأزهر قد أصدرت أمس (الجمعة) بيانا مماثلا ناشدت فيه الشعب اللبنانى التمسك بوحدته ، ونبذ أى خلافات تضر بمصالحه ومستقبله. يذكر أن مجمع البحوث الإسلامية هو أعلى مؤسسة دينية فى مصر ويضم الأزهر الشريف ودار الإفتاء وجامعة الأزهر وكبار العلماء ورجال الدين فى البلاد. من جانبه، أعرب المجلس القومي المصري لحقوق الانسان عن قلقه الشديد للتدهور الذى لحق بالأوضاع فى لبنان، محذرا من تردي الأوضاع إزاء البدء فى سلسلة من المواجهات بين الأطراف اللبنانية العديدة وما يمثله ذلك من تهديد خطير لحقوق الانسان اللبنانى. كما حذر المجلس من الاستخدام المفرط للقوة العسكرية من قبل الأطراف اللبنانية والذى ينذر بإشتباك مسلح يكون ضحيته بالأساس الانسان اللبنانى. وقال الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان، فى تصريح له اليوم السبت، إن هذه الأزمة اللبنانية تأتى فى إطار أزمات متعددة يعانى منها العالم العربى، مؤكدا أن باب الأمل مازال مفتوحا ومعقودا على القيادات الشعبية والحكومية فى لبنان وفى العالم العربى والإسلامى لحماية هذا القطر العربى من نذر التمزق الذى يصيب الدولة ويصيب المجتمع كله. وأوضح أن قلق المجلس القومى لحقوق الانسان فى مصر يزداد بسبب ما تحمله هذه المواجهات من تهديد خطير لحقوق الانسان فى لبنان، موضحا حرص المجلس على أمن واستقرار لبنان وعلى تحقيق جو للسلام السياسى والاجتماعى فى البلاد . وأشار إلى أن أعضاء المجلس القومى لحقوق الانسان يتابعون بقلق بالغ تطورات الأزمة اللبنانية وآثارها السلبية على حقوق المواطن وحريته وفى مقدمتها الحق فى الحياة الأمنية المستقرة . الأزمة بالصحف لبنان يحترق من ناحية أخرى، احتلت تطورات الأزمة اللبنانية اليوم مساحات كبيرة من صفحات الصحف العربية والتي حذرت من أن لبنان يمر بمنعطف خطير يمكن أن ينتهى إلى حرب أهلية. وقالت الصحف إن لبنان غرق خلال اليومين الماضيين في مستنقع فتنة جديدة تدق ناقوس الخطر لإيقاظ الغافلين من أبناء الأمة العربية وتنبههم إلى أن الأمن الوطني والقومي بات في خطر حقيقي بعد أن اتسع الفتق بين أبناء الوطن على الراتق مهما علت حكمته ونضجت خبرته. وأضافت إن شبح الحرب الأهلية وفتنة الفوضى غير الخلاقة تستعر نيرانها ويؤججها نافخون أجانب ومحليون ويسابق آخرون الزمن لتحويلها إلى فتنة مذهبية طائفية بين أبناء الإسلام ولا يتنبه أبناء وطننا إلى الفخ الذي نصب للجميع متناسين درس العراق وإجادة المحتل لتكتيك التلاعب برقعة الشطرنج المذهبية والطائفية وكيف أتاح لطائفة مسلمة قمع وسحق أخرى قبل أن ينقلب على الأولى. وطالبت الصحف جميع قادة الطوائف والتيارات اللبنانية بتغليب الروح الوطنية لإنقاذ لبنان من هذه الفتنة، مشددة على ضرورة التأكيد على بسط الحكومة الشرعية فى لبنان لسيادتها وسلطاتها على كافة الأراضى اللبنانية. واللافت للنظر أن غالبية هذه الصحف حملت زعيم حزب الله حسن نصر الله مسئولية انفجار الأوضاع وخروجها عن نطاق السيطرة، واتهمت إيران وسوريا بالوقوف وراء ما قام به الحزب مما كان له أبلغ الأثر فى اشتعال الأزمة بهذا الشكل الدراماتيكي. وحذر المحللون من أن الجيش اللبنانى وإن بقى لا حكوميا ولا مليشياويا أو طائفيا فإنه فى تكوينه يضم عناصر ربما هى محايدة فى ظل ظروف التهدئة، لكن لو انتشرت شرارة الخلافات إلى مناوشات بالسلاح فسيذهب كل عسكرى إلى طائفته وحزبه ومعه ما يملك من سلاح. وأعتبروا أن ما يحدث فى بيروت هو كارثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، محذرة من أن تيارات الولاء الخارجى ، في إشارة ضمنية لحزب الله، تصر على التمرد على الشرعية ساعية بذلك إلى تهديد الإستقرار والعيش السلمى فى البلاد. وأشارت بعض الصحف إلى أن اللبنانيين يعيشون أحرج لحظات تاريخهم منذ الحرب الأهلية الأولى .. محذرة من أن دوران النخب السياسية فى فلك المصالح الضيقة حزبيا أو طائفيا يجر الشعب إلى دوامة الحرب الثانية. وذكرت صحف أخرى إن سيطرة حزب الله على مفاصل بيروت بقوة السلاح يعد انقلابا صريحا على الحكومة القائمة وفرض وصاية على لبنان بالكامل .. مشيرة إلى أن حزب الله ضرب من خلال مغامرته استقرار وأمن لبنان والمنطقة برمتها فى مقتل، بعد أن استغل قوته المسلحة التى كانت محل اتفاق على أنها مخصصة للمقاومة وليس لتحقيق أجندة أطراف خارجية. وطالبت اللبنانيين بضرورة لملمة الأزمة وتطويق نيران الفتنة قبل أن تمتد النيران لتحرق كل حقول الأمل والاستقرار العربى الهش أو المهدد دوما بتحديات وتدخلات أجنبية.