نظمت إدارة اللجان الشبابية بالأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض، محاضرة عن "ثقافة النهضة" ألقاها المفكر الإسلامي الدكتور عبد الكريم بكار، وذلك ضمن سلسلة الندوات والمحاضرات لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم. وقال د. بكار أن المشروع النهضوي الذي يخالف سنن الله في الخلق ليس مشروعاً، وأكد ضرورة التأصيل لمشروعاتنا النهضوية، بحيث لا تصطدم مع حكم شرعي أو إجماع. وطالب بضرورة النظر في ضرورات المرحلة التي تعيشها الأمة، قائلا: "لا تتسع مرحلة سابقة لمرحلة لاحقة، لأن الحياة تتسع وتتعدد مجالاتها، وهناك مستحدثات وقضايا نوازل". وأكد على أهمية الدقة والإتقان باعتبارها أعمدة الحضارة الآن وأن الإتقان أساس من أساسيات الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن التنظير السائد في مسألة النهضة ينصب على الاقتصاد، والحديث عن زيادة دخول الأفراد، والناتج القومي، والمرافق الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي، وهذه أشياء من الضروريات ولا يمكن لأي مجتمع الآن أن يستغني عنها، لأنها قضايا جوهرية من قضايا التنمية، ولكن هذه كلها جزء من العملية التنموية، لأن التنمية في الأساس تنمية القيم في المجتمع الإسلامي، وعلينا أن نفرق بين ما هو هدف وما هو شرط لتحسين البيئة حتى يستجيب الناس لأمر الله". ثم تحدث عن الإعلام والتعليم والتنمية، وطالب بضرورة الارتقاء بالمؤسسات القائمة على هذه المجالات، وتناول بعد ذلك مفردات ثقافة الفرد على مستوى الأفراد والمجتمع والبيئة، وشدد على ضرورة العمل المؤسسي والالتزام باللوائح والنظم، وتوفير البيئة "الذهبية" للعمل والإنتاج والجودة، ومجاهدة النفس والتحصيل العلمي وتوزيع الثروات العادل.