ندوة قاهرية عن الأسطورة وأثرها في الحياة جانب من الندوة محيط - شيرين صبحي نظم معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته لهذا العام ندوة بعنوان "استخدام الأسطورة في الأدب المعاصر" شارك فيها بن أوكري، مارينا وارنر، وأدارتها هالة سامي. في البداية أعربت الكاتبة مارينا وارنر عن سعادتها بالحضور إلي القاهرة التي عاشت بها حتي سن السادسة، وقالت اتذكر النيل بوضوح وهو نهر أسطوري، والأسطورة وسيلة لإعادة تقديم المجتمع والتاريخ بصبغة أسطورية حينما نستخدم هذه اللبنات من التراث. وأضافت أن الاسطورة تنطوي علي حقيقة تستطيع أن تأخذنا فيما وراء المفاهيم الثابتة، ما يهم بالنسبة لي هو الخيال القائم علي العقل، نحن نتعامل معهما كضدين ولكن يجب المزج بينهما، وأكدت أن الأسطورة تتغير ولكن هناك الاستمرارية والثراء والغني. بدوره قال بن أوكري أننا نقيم حوارا في مصر حول الأسطورة، ومصر بالنسبة لي بلد يغلب عليه جو من الأساطير. وأضاف " الأسطورة تمثل بالنسبة لي حياة واعتقد انه من الأفضل أن ندرك قوة وأثر الأسطورة في حياتنا، فلن نفهم ذاتنا ما لم نفهم الأسطورة.. فهي عبق الجوهر واستبعاد الأمور غير ذات القيمة، نراها في الأحجار التي عبر بها الشعب الزيمبابوي عن أحلامه". وأكد أوكري أن الأسطورة ترتبط بالحلم العظيم، حلم الإنسانية، إن الأدب برمته يصبح أدبا لأن به المجال المغناطيسي بصورة أخري للأسطورة. وهناك جانبان للأسطورة قد تكون قوي للإبداع أو التدمير. وفي مداخلة تساءل الكاتب بهاء طاهر من المسئول عن قتل الأسطورة؟ وقال: اتذكر أني كنت أشاهد أحد الأعمال الدرامية حول إحدي الأساطير المصرية "ايزيس واوزوريس" وكان موضوع المسرحية أن إيزيس أصبحت تمثل مصر وأوزوريس يمثل أحد الرؤساء، والمسرحية بها إسقاط يعني أن الحب بين إيزيس وأوزوريس لصالح مصر. وأضاف: كان رد الجمهور حكيما وبدأ بمغادرة القاعة حتي أصبحت خالية علي عروشها.. لكن هذا الاستخدام الخاطىء يؤدي إلي قتل الأسطورة. وعلقت الكاتبة مارينا أن الأسطورة تستخدم كنوع من الدعاية بشكل غير مقبول، وعلينا أن نجد لغة للتعامل مع هذا الاستخدام المدمر للأسطورة. بينما أكد أوكري أن الأسطورة تمثل هيكل قوي في داخلنا، وعندما يتم استخدامها بطريقة سيئة فإنها لا تتؤام مع الروح البشرية وتموت الأسطورة. ولد الشاعر والروائي بن أوكري في عام 1959 في مينّا بشمال نيجيريا، لأم تنحدر من منطقة اجبو بالجنوب الشرقي من نيجيريا، وأب من منطقة يورهوبو بالجنوب. ونشأ في لندن قبل العودة إلى نيجيريا مع أسرته في عام 1968. تناقش كثير من أعماله الأولى العنف السياسي الذي شهده بنفسه أثناء الحرب الأهلية في نيجيريا. وغادر البلاد حينما حصل على منحة من الحكومة النيجيرية مكنته من قراءة الأدب المقارن بجامعة أسكس بإنجلترا. عمل محررا للشعر بمجلة "وست إفريقيا" 134، كما عمل بهيئة الإذاعة البريطانية بصورة منتظمة في الفترة بين 1983 و 1985. وعين عضوا بقسم الفنون الإبداعية بترينتي كولدج، كمبردج في عام 1991، واحتفظ بهذا الموقع حتى 1993. وأصبح عضوا بالجمعية الملكية للأدب في عام 1987، ومنح الدكتوراة الفخرية من جامعتي وستمنستر (1997) وأسكس (2002). في عام 1991، مُنح أوكري جائزة بوكر للقصة عن روايته "طريق الجوع"، كما مُنح وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 2001 م. وهو نائب رئيس المركزي الإنجليزي للقلم الدولي، وعضو بمجلس إدارة المسرح القومي الملكي. أما الروائية والناقدة والمؤرخة الثقافية مارينا ورنر فقد ولدت في لندن في 9 نوفمبر 1946 لأب إنجليزي وأم إيطالية. وتلقت تعليمها بليدي مارجريت هول، أوكسفورد حيث درست اللغتين الفرنسبة والإيطالية. قامت بتأليف عدد من الأعمال القصصية وغير القصصية، بما في ذلك الدراسات النقدية، والروايات، وكتب الأطفال. كما تشارك بكتابات مقالات، وعروض نقدية بالصحف، والدوريات، وكتالوجات الفنانين. وتعني في الكثير من أعمالها بتحليل الأسطورة، والفن الشعبي، والنماذج الأصلية التي تحيط بالمرأة عبر التاريخ.