أرجع حضور ندوة صالون الدكتور عبد المنعم تليمة الثقافي، الذي ناقش رواية "إسطاسية" للروائي خيري شلبي، سبب عدم قراءتهم للرواية إلي دار "الشروق" التي لم تمنح الكاتب نسخا مجانية كافية ليهديها لأصدقائه، اعتذر خيري شلبي عن عدم الحضور رغم وصوله بالفعل إلي الصالون لظروف صحية. أعدت الدكتورة أماني فؤاد أستاذ الأدب العربي دراسة نقدية حول رواية "إسطاسية" قالت فيها: الرواية تدور حول مأساة "إسطاسية"، تلك المرأة المسيحية التي قُتل ولدها، بعد أن تآمر عليه عدد من الأفراد، الذين يمثلون عائلات تدور بينهم صراعات اقتصادية، فتظل تبكيه خمس سنوات، وتشعر أن حقه لم يسترد كاملا، فتيأس "إسطاسية" من عدل الأرض وأنظمتها، وتلجأ إلي السماء، وبالفعل تتوالي سلسلة من الأحداث تستنزل لها العدل والانتقام. وأضافت: نسج شلبي خيوط روايته المحملة بأفكار العدل والحق والخير، من خلال مجموعة من الشخصيات البسيطة التي تمثل الطبقة الوسطي الريفية الصاعدة، فقدم رؤية شاملة لقضية العدل من خلال المزج بين أفكار العدل في التاريخ والأديان السماوية والموروث الشعبي. وأكملت: شخصية "إسطاسية" تمثل رمزا ومعني وقيمة من القيم التي ينبغي أن تبقي، وقد أضفي عليه الكثير من التشويق مع الطقس الجنائزي، الذي يسيطر علي حركة الدراما في النص، بالرغم من أنها لم تظهر في الرواية كشخصية حقيقية لها أحداث ومشاهد سوي في المشهد الأخير من العمل. وأضافت: لقد صنع الكاتب أسطورته الخاصة التي تتلاقي مع الأسطورة الفرعونية "إيزيس وأوزوريس"، وقد استبدل خيري شلبي الأم إسطاسية بالزوجة إيزيس، وجعلها تجمع لا أشلاء ابنها وأجزائه مثلما فعلت إيزيس مع زوجها.. الدكتور حامد طاهر أستاذ الفلسفة الإسلامية قال: أي عمل أدبي يحتاج إلي ثلاثة أشياء؛ الموهبة وتلك متوافرة عند شلبي، والتكنيك الفني ومن الطبيعي أن يكون خيري شلبي له تكنيك خاص، أما الأمر الثالث فهو الرسالة التي يريد توجيهها للمجتمع والناس والرسالة هنا في الرواية يبدو أنها رسالة مؤقتة خاصة بالظروف التي تمر بها مصر حاليا من أحداث وفتن طائفية، وتنبأ للرواية بالتحول سريعا إلي عمل درامي. أما الدكتور عبد المنعم تليمة فعلق علي الرواية بإيجاز تلخص في نقطتين، الأولي أن معظم تجليات الفساد الموجودة في الرواية تتبدي علي أشخاص عملوا في الخليج وعادوا بأموالهم وفسادهم، ولم يكن الخليج هو المسئولة عن هذا الفساد، ولكن عن الأموال التي أفسدت هؤلاء العائدين، أما النقطة الثانية فهي أن كل أشخاص الرواية ينتظرون عدالة السماء أو عدالة الأرض، دون أن يكون لهم فاعلية علي الإطلاق فلم يحاو أحد اتخاذ موقف لرفع الألم عنه أو عن غيره، كما أن انعدام الدافع البشري بدا واضحا عند أشخاص الرواية، وإنني أتساءل أين الدافع البشري وفاعلية المظلومين.