القاهرة: أخفقت الفضائيات المصرية في تغطية إضراب السادس من أبريل الذي دعت له قوى المعارضة من أجل رفض الفساد ورفع الأسعار، فجاءت تغطية القنوات الخاصة مفرغة من السخونة الإعلامية التي اعتادها المشاهدين ، في حين انطلق العنان لجمهور الإنترنت لنقل ونشر وبث كل ما كتمته الجرائد والفضائيات واختبأ في صدور الناس، وسرعان ما ربط المحللون بين هذا "البرود" الإعلامي في الفضائيات وبين وثيقة البث الفضائي العربي التي بدأ ضحاياها يتساقطون واحدا تلو الآخر. فعلى عكس التقارير الجريئة التي اتسم بها برنامج العاشرة مساءا الذي يذاع على فضائية "دريم 2" المصرية ، جاءت تغطية الإضراب بلا تقارير ميدانية ولا صور للحشود التي تظاهرت بقلب العاصمة والمحافظات اوإظهار التواجد الأمني الكثيف بمعظم المناطق الحيوية بالبلاد واكتفت بنقل "مانشيتات" الصحف المختلفة ثم تحدثت عن يوم 6 إبريل في الهند في القرن الماضي !!!. أما برنامج "90 دقيقة" على فضائية المحور والذي اكتوى من قبل بنيران تطبيق وثيقة البث الفضائي حين تم منع بث فقرة من إحدى حلقاته تتناول قانون الارهاب في مصر قام فقط بتغطية الإضراب من وجهة نظر مسئول بجريدة قومية يتكلم بلسان السلطات التي رأت أن "قلة من أعداء الوطن" فشلت في التأثير على المواطنين. وقد تخلفت قناة "اليوم" الفضائية المشفرة التابعة لشبكة "أوربت" ، عن ركب إخفاق الفضائيات في تغطية الإضراب ، وقامت بنقل الاحتجاجات الشعبية بشكل جيد لأنها لا تقع تحت طاولة التهديد بوقفها من القمر المصري الخاضع للحكومة "النايل سات" ولها تردد على أكثر من قمر صناعي. أما فضائيتي "الجزيرة" و "العربية" فلم تنتقل كاميراتهما لمكان الحدث واعتمدتا في تغطيتهما على المدونات الإليكترونية ، في المقابل نقلت الشبكة العنكبوتية العملاقة لنقل المعلومات (الانترنت) كل الانفعالات والمطالبات التي كتمتها الفضائيات والجرائد بعد تكبيلها ، وأشعلت مواقع "الفيس بوك" و"يوتيوب" والمدونات والمنتديات وبعض المواقع الإخبارية والاجتماعية والمجموعات البريدية ، شرارة البدء في الإضراب، فكانت المتنفس الأكثر قوة وجرأة وسرعة لتغطية الإضراب وبثت روح الحماسة لدى المواطنين عامة والشباب على وجه الخصوص خاصة وأنهم الفئة الأكثر تصفحاً للإنترنت. وأشارت أحد الإحصائيات أنه تم تبادل نحو نصف مليون رسالة بالبريد الإليكتروني عن الإضراب أمس. ورأى محللون أن وثيقة البث الفضائي التي تسمح لسلطات الدول العربية بسحب ترخيص أي قناة تتناول قادتها ومسئوليها بالتجريح ، هي المتهم الأول وراء هذا التضيق والفشل الذي لاحظه المشاهد في تغطية إضراب السادس من أبريل. وكانت قناة "الحوار" الفضائية المصرية هي آخر ضحايا وثيقة البث الفضائي بعد أن أوقفتها السلطات المصرية ومنعت بثها من القمر الصناعي "نايل سات" الأمر الذي أثار الأوساط الإعلامية في مصر وخارجها محتجين على القرار. وتنص الشروط التي تم وضعها مؤخرا للبث على القمر الصناعي المصري (نايل- سات) ضرورة حصول القناة الفضائية على إذن مسبق من الأمن القومي في البلاد قبل السماح لها بالبث، وهي موافقة تستخرجها هيئة الاستثمار للفضائيات العاملة على القمر المصري. ويقول أكاديميون إن ميثاق وزراء الاعلام العرب الذي ينص على احترام حرية التعبير اشتمل على تعبيرات فضفاضة قابلة للتأويل، مما يضيق هامش الحرية إلى حد يضع القائمين على الفضائيات تحت طائلة تشريعات مكبلة.