الرياض: أكد الداعية الإسلامي والمشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم الشيخ الدكتور سلمان العودة أن هناك آيات كونية وآيات شرعية هي الكتب التي انزلها الله سبحانه وتعالى على رسله عليهم أفضل الصلاة والسلام فيما الآيات الكونية التي هي الوقائع التي تحدث وتكون بإذن الله تعالى وبمشيئته وقدره وذكر بأن الآيات الكونية فيها آيات ثابتة. وقال العودة إن الآيات تذكر الناس بالانسيابية في الحياة البشرية وتذكرهم بالنعم التي يغفلون عنها وأن الآيات الكونية التي تقع في الكون هي تحدث للخلق كله للمسلم وغير المسلم وتقع للبشر جميعا وعلى الناس أن يبذلوا وسعهم في تفادي الأضرار التي يمكن أن تنتج عنها. وأبان بأنه لا يوجد تعاند بين الأسباب الشرعية والأسباب القدرية فعلينا أن لا نفترض التعاند ما بين الجانب الشرعي وأن هناك أسبابا شرعية وقال بأن على من يتكلمون عن الأسباب الطبيعية ويحللونها أن لا يستبعدوا القدرة الآلهية وأنه ربما بالدعاء والاستغفار والتضرع تستدفع بعض هذه المصائب. وتساءل الشيخ الدكتور العودة لماذا مايقع من زلازل وبراكين هي عقوبة أو ليست عقوبة؟ وأجاب: ألا يمكن أن نجمع بين عدة أشياء؟ وأجاب أيضا بأن الزلازل والبراكين لها حكم عظيمة فقد تكون رحمة وقد تكون بركة فهذا كلام ابن مسعود رضي الله عنه كما في الدارمي والطحاوي وسنده صحيح حيث قال (لقد كنتم تعدون الآيات تخويفا ونحن نعدها بركة) وعلى سبيل المثال الطاعون حيث ذكر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بأنها رحمة لأمته صلى الله عليه وسلم إذا أصيبوا به يصبرون وإن كان هذا لا يعني أن من يصيب بها أن لايبحث عن معالجته وإزالة آثاره إذ يمكن أن تكون هذه الأسباب رحمة. وأوضح، بحسب جريدة "المدينة" السعودية، أن من مظاهر الرحمة أن تكون سببا في أن يعود الناس إلى ربهم فالزلزال حين يقع يذكرنا بقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) وأيضا قوله تعالى (إذا زلزلت الأرض زلزالها) فالمؤمن بالآخرة لا بد أن يستذكر هذه المعاني حينما يرى الزلزال حتى وإن شاهد ذلك في وسائل الإعلام ليس ضروريا أن يحس به في بلده لأن الإحساس في بلده له معنى آخر فقد تكون هذه الأشياء تخويفا كما قال تعالى (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فيكون من المعاني أيضا التخويف وقد يكون تذكيرا بالله وبخلقه وبحكمته وبرحمته وبنعمه التي عنها الناس غافلون. وأوضح الدكتور العودة بأن الزلازل والبراكين أو الطوفان أو الفيضان أو الجراد أو غيره قد يكون عقابا فكل هذه الأشياء واردة.