طنطاوي :الفرق بين الارهاب والجهاد واضح

القاهرة : قال شيخ الأزهر فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي أن الفرق بين الجهاد في الشريعة الإسلامية وبين الارهاب واضح كالفرق بين السماء والأرض، موضحا بأن الشريعة الإسلامية تحض على الجهاد وتدعو اليه لان شُرع لأمرين هما:
أولا: الدفاع عن الدين والمقدسات والنفس والوطن والعرض والمال وكل ما أمرنا الله تعالى بالدفاع عنه، وثانيا: لنصرة المظلوم.
وأستطرد قائلا: أما الإرهاب فهو ما ترفضه وتمنعه الشريعة الإسلامية لأنه يروع المدنيين الأبرياء الآمنين دون أي ذنب ، وبالطبع الإسلام يرفض كل أشكال الاعتداء على النفس الآمنة البريئة ويرى أن من يعتدي على نفس واحدة ويقتلها فكأنما قتل الناس جميعا.
وأشار شيخ الأزهر في حديثه لصحيفة (عكاظ) السعودية بأن الأديان والحضارات تتعاون وتتحاور فيما بينها عند العقلاء ، ولا تتصارع كما يقول “ الأغبياء “ فنحن لا نؤمن مطلقا بهذه النظرية الفاسدة التي لا تهدف إلا للخراب والتصادم والتدمير ونشر الشر ، فالحوار بين الأديان والحضارات لا يأتي إلا بالخير والنفع للبشرية لأن التعايش والتحاور والتعارف بين الأمم من حكم الله تعالى لقوله عز وجل ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )، فالمولى عز وجل لم يقل هنا يا أيها المؤمنون وإنما قال يا أيها الناس فالنداء هنا عام لكل البشر ، ومن هنا فنحن نقول لكل العقلاء في مختلف أنحاء العالم على اختلاف أديانهم وحضاراتهم وثقافاتهم وإن الإسلام يرى في تعدد الشرائع والملل والقوميات والثقافات سنة من سنن الله تعالى وقانونا كونيا لا تبديل له ولا تحويل ، والتحاور والتعارف بين الأمم والشعوب هو السبيل لبقاء هذه التعددية.
وذكر بأن علاج التطرف الديني والفكري يبدأ من البيت والمدرسة والمسجد وتساهم في ذلك المؤسسات التربوية والإعلامية والدعوية المسؤولة عن توجيه توعية الإنسان والارتقاء بسلوكياته ، لأن اعتداء المتطرفين على أرواح الأبرياء وعلى أموالهم وممتلكاتهم جريمة حقيرة يرفضها الإسلام دائما ، وإذا أردنا أيضا مواجهة الفكر المتطرف فعلينا بنشر الفكر الوسطي المعتدل وأن يستمع المسلمون إلى المتخصصين من العلماء والفقهاء ويبتعدوا عن “ الدخلاء “ الذين يتحدثون عن الدين وهم لا يعرفون عنه أي شيء.
ووصف من يطلقون على أنفسهم “ القرآنيين “ بأنهم مجموعة من الجهلاء الذين لا يفقهون الدين الإسلامي ولا يعرفون مبادئه ، وقال: أن السنة النبوية المطهرة جاءت شارحة وموضحة لما جاء في القرآن الكريم ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها وتجاهلها وإنني أسأل هؤلاء الجهلاء كيف تؤدون الصلاة من القرآن فقط وكيف تؤدون مناسك الحج وفرائض الإسلام من القرآن فقط