لندن : كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن جنود الاحتلال البريطاني في العراق لا يدركون كيفية التعامل مع المدنيين العراقيين من السجناء وأنهم "بحاجة إلى معرفة الفرق بين الصواب والخطأ". وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ، أمرت السلطات العسكرية باجراء التحقيق بعد وقوع عدد من التجاوزات بشأن معاملة السجناء من جانب الجنود البريطانيين وبعد مقتل بهاء موسى، العامل في أحد فنادق البصرة في سبتمبر/ أيلول 2003. وكان موسى قد أصيب 93 اصابة أثناء احتجازه من طرف القوات البريطانية، كما اسيئت معاملة 8 عراقيين آخرين. وأوضح التقرير أن الاتهامات الموجهة للبريطانيين تشمل استخدامهم خمس وسائل محظورة هي: دفع السجناء للوقوف لمدة طويلة بجوار الحائط، إرغام السجناء على ارتداء قلنسوات تحجب رؤوسهم، إزعاج السجناء عن طريق تعريضهم للأصوات الصاخبة والضجيج، الحرمان من النوم، والحرمان من الطعام والشراب. هذه الوسائل محظورة بموجب القوانين الدولية، إلا أنها لاتزال تمارس من طرف الجيش كما يقول التحقيق المنشور. ويشير التحقيق أيضا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ادوارد هيث كان قد اضطر على اصدار قانون يحظر وضع قلنسوات حاجبة فوق رؤوس السجناء بعد أن نظر أمر تلك الممارسة أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسبب ما وقع من تجاوز، على هذا النحو مع السجناء في أيرلندا الشمالية. وقال وزير الدفاع البريطاني ديس براون أمام البرلمان إن مزيدا من التحقيق سيجري بشأن ما أطلق عليه "هذه الحوادث المخزية"، مضيفا أن الجيش لايزال ينظر فيما إذا كان سيتخذ "إجراء إداريا" يتراوح من التوبيخ إلى الطرد من الخدمة، ضد أولئك المتورطين في قضية بهاء موسى.