واشنطن : يعقد مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم الأربعاء جلسة تستمر طوال الليل ، بهدف تمرير تشريع يطالب بانسحاب مبكر للقوات الأمريكية من العراق. ويتطلب القانون المطروح للتصويت، والذي اقترحه عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطيان كارل ليفين وجاك ريد، سحب أغلب القوات الأمريكية من العراق بنهاية أبريل/نيسان 2008، بينما تبدأ عمليات إعادة الانتشار في غضون 120 يوما من تمرير القانون. وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " يأمل الديمقراطيون في إقناع المترددين من الجمهوريين بالانشقاق عن موقف حزبهم وحتى الآن لم يتمكن الديمقراطيون من حشد 60 صوتا وهو العدد المطلوب من الأصوات للانتقال إلى تصويت نهائي. وقد رفض الزعماء الجمهوريون الجلسة الليلية الماراثونية واعتبروها عملا مسرحيا ، مشيرا إلى أن الديمقراطيين يفعلون ذلك دون مضمون حقيقي لتهدئة النشطاء المعادين للحرب الذين انتقدوا الحزب لعدم تمكنه من إحراز تقدم فيما يتعلق بتغيير المسار الخاص بسياسة العراق منذ الانتخابات النصفية التي جرت العام الماضي وأحرز فيها الديمقراطيون تفوقا هامشيا على الجمهوريين. ومن المقرر أن يجري الأربعاء التصويت على إنهاء النقاش والانتقال لإجراء تصويت نهائي على تمرير مسودة القانون. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أصر على أنه يتعين اتاحة مزيد من الوقت لاستراتيجيته المتعلقة برفع مستوى الوجود العسكري الأمريكي في العراق قبل أي تغيير في المسار. ويتصاعد الضغط على الرئيس بوش مع قيام عدد من النواب الجمهوريين بسحب تأييدهم لسياسته، ومع صدور تقرير أولي غير حاسم بشأن ما تحقق من تقدم في العراق. وقال بوش إنه يتعين على الكونجرس الانتظار حتى صدور التقرير النهائي في منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل بشأن الاستراتيجية الأمريكية في العراق، التي تم بموجبها إرسال تعزيزات بلغت 30 ألف جندي، قبل النظر في أي تغيير في الاستراتيجية. وحتى في حالة تمرير التشريع فقد هدد الرئيس بوش باللجوء لاسخدام حق الفيتو للاعتراض عليه. ويقتضي أن يحصل الديمقراطيون على أغلبية الثلثين في مجلسي النواب والشيوخ للتغلب على الفيتو الرئاسي. وكان المجلس قد وافق على قانون مشابه يقضي بسحب القوات المقاتلة من العراق قبل الأول من أبريل/ نيسان 2008. ومن المقرر أيضا أن يتم التصويت على مقترح ثالث الأسبوع الجاري يطالب بأن تتبنى الولاياتالمتحدة التوصيات التي تقدمت بها في أواخر العام الماضي مجموعة دراسة الوضع في العراق.