منعت كتلة حزب الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش مساعى من جانب الديمقراطيين كان من شأنها إعادة جميع القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية ابريل نيسان 2008 مختتمة بذلك جولة مناقشات نادرة جرت على مدار الساعة في مجلس الشيوخ يوم الاربعاء. وفي تصويت كانت نتيجته 52 صوتا مؤيدا لمشروع القرار مقابل 47 صوتا رافضا لم يتمكن الأعضاء من الوصول الى نسبة الستين صوتا اللازمة لتجاوز عقبة اجرائية للمضي قدما في تمرير الاجراء الذي يعارضه البيت الابيض. ودعا منتقدو الحرب الى جلسة مطولة لمدة 24 ساعة تميزت باستخدام أغطية ووسائد وبيتزا وخطب مبالغ بها للديمقراطيين المحبطين بسبب عدم قدرتهم على الحفاظ على حملتهم التي بدأوها عام 2006 وتعهدوا فيها بانهاء الحرب التي تتناقص شعبيتها باضطراد. إلا أن الديمقراطيين وصفوا النقاش بأنه صحوة حقيقية للضغط على الجمهوريين المترددين الذين يسعى الكثير منهم لاعادة ترشيحهم العام المقبل ليفكوا ارتباطهم بالرئيس بوش ويطالبوا بتغيير في مسار الحرب. وحث زعيم الديمقراطيين عن ولاية نيفادا السناتور هاري ريد على دعم الاجراء الذي كان من شأنه ان يبدأ بسحب القوات خلال 120 يوما .وكان الديمقراطيون يأملون أن يكون هذا التصويت لحظة حاسمة في الخلاف الحالي مع الرئيس بوش حول حرب العراق. وجذبت المناقشات التي استغرقت ليالي طويلة وتزامنت مع مسيرة شموع قام بها معارضو الحرب قرب مقر المجلس عددا كبيرا من اعضاء مجلس الشيوخ الا انها لم تنجح في تغيير اراء الكثير منهم. وانتقد المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو أعضاء الكونجرس الذين تراجع معدل موافقتهم الى اقل من 25 بالمئة وهو اقل حتى من معدل الذين يوافقون على الرئيس بوش الذي لايتمتع بشعبية. والى جانب سحب جميع القوات المقاتلة بحلول 30 ابريل نيسان عام 2008 تضمن اقتراحه الاحتفاظ بعدد غير محدد من القوات غير المقاتلة للمساعدة في تدريب القوات العراقية للقيام بمهام مكافحة الارهاب وحماية الدبلوماسيين والمنشات لاامريكية. وفي تراشق ناري أشار الديمقراطيون الى ان مقتل أكثر من 3600 جندي في الحرب التي دخلت عامها الخامس الآن وقالوا انه كانت هناك حاجة لتغيير الاستراتيجية مع تصاعد الحرب الأهلية. وحذر الجمهوريون من أن سحب القوات سيعزز قوة الارهابيين ويزيد من احتمال تعرض الولاياتالمتحدة لهجمات. وحث البيت الابيض ومعه أغلبية النواب الجمهوريين على وقف اي تغيير في السياسة الامريكية في الحرب على العراق الى سبتمبر ايلول المقبل على الاقل عندما يفترض أن تكون وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون قد تمكنت من تقييم مدى فعالية مقترح الرئيس بوش بزيادة القوات الامريكية في العراق بنحو 30 الف جندي إضافي. وسعى الديمقراطيون الى إلحاق التعديل الخاص بسحب القوات الى بقانون سياسة الدفاع. لكن ريد أعاد النظر بعد التصويت الاخير في وضع هذا القانون في الاعتبار وقال ان المجلس لن يعود اليه الى أن يسمح الجمهوريون عبر التصويت بأغلبية بسيطة بأعادة انتشار القوات. وانشق اربعة جمهوريين عن بوش وصوتوا لصالح تمرير القرار وهم سوزان كولينز واوليمبيا سنو من ولاية مين وشوك هاجل من نبراسكا وجوردون سميث من اوريجون. وانضم السناتور المستقل جوزيف ليبرمان من ولاية كونيتيكيت الذي يصوت عادة مع الديمقراطيين لكنه يؤيد الحرب الى الجمهوريين في هذا التصويت.