محيط: اتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تعنى بحقوق الإنسان الأجهزة الأمنية التابعة لحركتي فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء بالقيام بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان . ويأتي التقرير بعد يوم واحد من صدور تقرير عن منظمة "الحق" الفلسطينية غير الحكومية يؤكد أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية وأجهزة حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة ترتكبان خروقات خطيرة . ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن تقرير المنظمة:" أجهزة الحركتين ترتكبان خروقات خطيرة لحقوق الإنسان، بينها التوقيف الإداري دون توجيه تهم والتعذيب للعناصر المناوئة خلال العام المنصرم". وحددت المنظمة أجهزة الأمن الوقائي والاستخبارات العامة التابعة للسلطة الوطنية، والشرطة التابعة لحماس، على أنها الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، وقالت إن على الولاياتالمتحدة وأوروبا اللتين تمولان فتح، وعلى سوريا وإيران الداعمتان لحماس التدخل لديهما لربط المساعدات بشرط احترام تلك الحقوق. ورصدت المنظمة في تقريرها المؤلف من 113 صفحة الكثير من الانتهاكات بين الحركتين، حيث استهدفت عناصر حماس مناصرين تابعين لفتح في قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ يونيو/ حزيران 2007، في حين يتعرض مؤيدو حماس للأمر عينه من قبل فتح في الضفة الغربية، وذلك إلى جانب تعرض كل طرف لوسائل إعلام وتجمعات الطرف الآخر. ونقل التقرير عن جو ستورك، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الدولية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها قوله : " لقد تسبب الصراع السياسي بين حماس وفتح تعديات خطيرة على حقوق الإنسان في غزة والضفة.. لقد استهدفت قوى الأمن التابعة لكل منهما نشطاء الفريق الآخر، ونتج عن ذلك ضحايا في صفوف الفلسطينيين من مختلف الاتجاهات، وأضعف سلطة القانون" . واتهم التقرير أجهزة فتح باعتقال المئات من مناصري حماس دون مذكرة توقيف رسمية، وقال إن عناصر الأمن ارتدوا أقنعة لإخفاء وجوههم خلال عمليات الاعتقال، وامتنعوا عن توضيح سبب التوقيف للموقوفين. كما فشلت السلطات في الضفة بتأمين محامين للسجناء كي يمثلوا أمام المدعي العام في خلال 24 ساعة، كما ينص القانون الفلسطيني، وتجاهلت أحيانًا تنفيذ أوامر إخلاء السبيل التي أصدرها القضاء. ورأت المنظمة أن أجهزة فتح في الضفة دأبت على تعذيب المعتقلين خلال التحقيقات، وتسبب ذلك بحالة وفاة واحدة على الأقل، وتضمنت أساليب التعذيب الإعدام الصوري واللكم والضرب باستخدام العصي والأنابيب البلاستيكية والخراطيم المطاطية. ولفتت المنظمة إلى أن أجهزة حماس ترتكب الاعتداءات نفسها في قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ أكثر من عام، وذلك عبر تنظيمها حملات اعتقال بحق الذين يعارضون سياستها وضرب الحريات، بما فيها حق التجمع والتعبير. ولفتت "هيومان رايتس ووتش" إلى مفارقة تتمثل في أن فترات تعذيب المعتقلين في غزة تقل عن مثيلتها في الضفة، إلا أن مستوى العنف فيها أقوى بكثير. ووثقت المنظمة ثلاث حالات على الأقل شهدت وفاة المعتقلين خلال فترة اعتقالهم، وذلك تحت التعذيب على الأرجح، إلى جانب إطلاق النار على القدمين من على مسافات قريبة في حالتين على الأقل. وقالت "هيومان رايتس" إن رئيس الأمن الوقائي، زياد هب الريح، مسؤول أمام وزير الداخلية عبدالرزاق اليحيى، المسؤول بدوره أمام رئيس الوزراء سلام فياض، بينما يمثل رئيس الاستخبارات، توفيق طيراوي، مباشرة أمام رئيس السلطة، محمود عباس. أما في غزة، فإن النسبة الأكبر من الخروقات وقعت من جانب قوات الشرطة، المعروفة أيضاً باسم الأمن الداخلي، والتي تعنى بالجرائم السياسية والأمنية، وتقول المنظمة إن تلك الأجهزة كانت تحت سيطرة القيادي البارز في حماس، سعيد صيام، الذي تولى لاحقاً منصب وزير الداخلية.