للمرة الأولى منذ عام 1967 الاحتلال يعترف بإصابة مروحية عسكرية بصواريخ "القسام" محيط - وكالات صواريخ القسام فلسطينالمحتلة: اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة مروحية إسرائيلية بالمضادات الأرضية التابعة ل "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء أمس، في تطوّر ميداني لافت للانتباه وهو الأول من نوعه داخل فلسطين منذ سنة 1967. كانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق بأن لديها أشرطة وأدلة تؤكد قيام حركة حماس بإعداد منصات تحت الأرض تستخدمها في إطلاق الصواريخ ما يمكنها من التملص من مراقبة طائرات الرصد، ونجاة مطلقي الصواريخ من عمليات الملاحقة والاغتيال. ونشر التلفزيون الإسرائيلي تقريرًا مصورًا يُظهر وجود فوهات على وجه الأرض المفتوحة أو تحت السدود أو في المناطق الزراعية، وقالت: إنها الفوهات التي تستخدمها حماس في إطلاق الصواريخ, كما وصف المعارك المتواصلة يوميًا مع غزة بأنها حرب استنزاف طويلة. رعب في إسرائيل في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية إسرائيلية أنها تنظر بخطورة بالغة الى إصابة الطائرة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، والذي لم يحدث من قبل منذ احتلال قطاع غزة عام 1967، مشيرة إلى أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تفحص الآن نوعية السلاح الذي أصاب الطائرة. وأكدت ، أنّ مروحية إسرائيلية هجومية أصيبت للمرة الأولى الجمعة بنيران فلسطينية، بينما كانت تنفذ "مهمة روتينية" فوق قطاع غزة. وقالت القناة العبرية الأولى أنّ طاقم المروحية التي عادت لاحقاً إلى قاعدتها أفاد أنها أصيبت بالفعل. في هذه الأثناء، أكدت كتائب القسام في بيان لها أنّ وحدة الدفاع الجوي التابعة لها "تمكنت بما تمتلك من أسلحة متواضعة"، من إطلاق النار من المضادات الأرضية، وهي رشاشات ثقيلة ومتوسطة، من عدة جهات تجاه طائرة مروحية إسرائيلية حلّقت بعد عصر أمس في الأجواء الشرقية من شمالي قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان لها بثه موقعها الالكتروني: "أصابت المضادات الأرضية الطائرة بشكل مباشر، ما أدى إلى مغادرتها أجواء الشمال فوراً وهبوطها اضطرارياً في أحد المواقع المحاذية لقطاع غزة". وأضاف البيان "إننا في كتائب القسام إذ نعلن عن هذه المهمة الجهادية؛ لنؤكد مواصلتنا التصدي لطائرات الاحتلال وآلياته وجنوده بكل ما أوتينا من وسائل وأساليب، ولن نسمح للاحتلال بالتغوّل على أبناء شعبنا دون ردٍ قوي ورادع"، وفق تأكيده. كما أكدت القناة الثانية العبرية، أنّ مروحية إسرائيلية مقاتلة أصيبت مساء الجمعة برصاص من وصفتهم بمسلحين فلسطينيين أثناء تحليقها في أجواء قطاع غزة. وقال التلفزيون العبري إنّ "مسلّحين فلسطينيين" أطلقوا نيران مضادات أرضية تجاه مروحية إسرائيلية كانت تحلق في أجواء شمال قطاع غزة، ما أسفر عن إصابتها بصورة مباشرة، زاعمة أنها هبطت في قاعدتها داخل الأراضي المحتلة منذ سنة 1948 بسلام.
كانت دراسة إسرائيلية أكدت في وقت سابق أن صواريخ القسام وقذائف الهاون تشكل اليوم السلاح الفلسطيني المركزي وتتوقع تزايد عددها وطول مداها وارتفاع مستوى دقتها وخطورة انفجارها. وقدم مركز "المعلومات للاستخبارات والإرهاب" رؤية إسرائيلية لاستخدام الفلسطينيين صواريخ القسام وقذائف الهاون منذ عام 2000 بشأن حجمها والسياسات المعتمدة من خلفها ونتائجها ومدى أثرها على سكان النقب الغربي. ولفتت الدراسة إلى أن إطلاق الصواريخ والقذائف بدأ عام 2001 وأشارت إلى أنها تحولت تدريجيا لواحد من التهديدات المركزية للمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة، وكشفت أن عددها بلغ حتى اليوم 2383 صاروخا 40% منها استهدفت مستعمرة سديروت. وبحسب الدراسة، فإن المنظمات الفلسطينية ترى في القسام والهاون جوابا بسيطا ومتوفرا ورخيصا للتفوق العسكري الإسرائيلي قادرا على تشويش حياة المدنيين وزعزعة النسيج الاجتماعي وتجاوز الجدار. وأضافت كما يستطيع هذا الجواب خلق "ميزان رعب" يصعِّب محاولات الإحباط والوقاية الإسرائيلية. وترى الدراسة أن الفهم الفلسطيني الاستراتيجي هذا مستوحى بالأساس من نموذج حزب الله، وتشير إلى أن الفلسطينيين في القطاع يستعينون بإيران وسوريا في مجالات التدريب وامتلاك الصواريخ.