رام الله: أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم الاثنين عن رغبته في الدخول في هدنة مع الإسرائيليين لوضع حد للمواجهات الدامية بين الطرفين والتي أسفرت عن مقتل 116 فلسطينيا وإصابة 350 آخرين بجروح في قطاع غزة. وكان عباس قد عرض في السابع من الشهر الماضي التدخل للعمل من أجل وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، لكن حركة حماس رفضت دعوته. من جهته، قال محمود الزهار القيادي في حماس إن الحركة متمسكة بخيار المقاومة ورفض التفاوض المباشر مع إسرائيل. وأضاف: "نحن لسنا على استعداد لإجراء مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، غير أننا قمنا بالفعل بإجراء اتصالات عن طريق طرف ثالث لبحث جميع المسائل العالقة، ومن بينها وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفتح المعابر ليتسنى لمواطنينا العيش كغيرهم من البشر". ونقل راديو سوا عن إيغال بالمور الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية قوله: إن بلاده تتطلع لرؤية حركة حماس وهي تدفع باتجاه التهدئة مع إسرائيل، غير أنه قال "للأسف لم نتلق أي رسالة من حماس سواء مباشرة أو عبر وسطاء، أنها تنوي بحث موضوع وقف إطلاق النار. في الواقع إن الإعلان الوحيد الذي سمعناه هو أنها مصممة على مواصلة الحرب مع إسرائيل حتى تختفي عن الوجود". وأعرب بالمور عن أمله في أن تتخذ حماس خطوة للتهئِة مع إسرائيل " نأمل حقا من حماس التنبه وأن تسعى إلى التفاوض لوقف إطلاق النار، حتى يتمكن الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني من العيش بسلام". وكان يوسي بيلين زعيم حزب ميريتس الإسرائيلي قد دعا الاثنين إلى الدخول في حوار مع حركة حماس لوضع حد لأعمال العنف المتزايدة في قطاع غزة. وقال: "ليست هناك وسيلة لوقف إراقة الدماء الإسرائيلية والفلسطينية إلا بوقف إطلاق النار، وتلك مسألة تخدم مصلحة حركة حماس وإسرائيل في الوقت نفسه، وليس هناك ما يحول دون التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن". بدوره، دعا خبير الأممالمتحدة لشؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة جون دوغارد إلى ضرورة بدء محادثات مباشرة مع حماس من أجل وضع حد للعنف في غزة. وأضاف دوغارد: "إن الأممالمتحدة هي الهيئة المناسبة لإطلاق مثل هذه المحادثات بين حماس في غزة والحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية في رام الله". واتهم دوغارد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل بمنع الأممالمتحدة من التحدث إلى حماس، الأمر الذي جعلها غير قادرة على القيام بمهمتها الرئيسية وهي حفظ السلام الدولي، حسب قوله. في السياق ذاته، قال وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير إنه لا سبيل إلى تسوية الأزمة في الشرق الأوسط إلا عن طريق التفاوض وإقامة الدولة الفلسطينية، وأضاف كوشنير: "ثمة حل واحد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويستند، بطبيعة الحال إلى استئناف المفاوضات والتي ينتج عنها تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، وهذا أمر مهم".