القدس المحتلة: تبدأ قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي مطلع الاسبوع المقبل حملة اعلامية تدعو من خلالها الجمهور في اسرائيلي الي البدء فورا للاستعداد لحالة طوارئ واحتمال نشوب حرب. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان قيادة الجبهة الداخلية ستبث عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية وعلي مدار الاسابيع الثلاثة المقبلة برامج ارشاد حول طرق الاستعداد لاحتمال نشوب حرب وتعرض اسرائيل لهجمات صاروخية كما سيتم توزيع كراس ارشادي بهذا الخصوص علي كل بيت في اسرائيل. وجاء في مقدمة كراس الارشاد انه في 14 آب/ اغسطس 2006 انتهت حرب لبنان الثانية وتعرض خلالها شمال اسرائيل الي حوالي 4000 صاروخ ادت الي تشويش مجري الحياة بشكل كبير، واصابت مواطنين كثيرين وسقط 42 قتيلا بين المواطنين اليهود والعرب و119 قتيلا من جنود الجيش الاسرائيلي . وشدد الكراس - الذي يأتي صدوره ضمن استخلاص عبر قيادة الجبهة الداخلية من احداث حرب لبنان الثانية- علي انه من اجل الاستعداد بأفضل شكل فانك مطالب منذ اليوم بتنفيذ عدد من الخطوات . ويستعرض الكراس معلومات حول انواع الصواريخ التي قد تتعرض لها اسرائيل في حال نشوب حرب وامكانيات الحماية منها مثل وجود غرفة آمنة مبنية من الاسمنت المسلح في المنزل والملاجئ واعداد غرفة آمنة من هجمات بأسلحة غير تقليدية. ويوجه الكراس تعليمات الي المواطنين الذين يسكنون في الطوابق العليا في البنايات المرتفعة مشيرا الي قدرة الصواريخ علي اختراق اسطح المباني، ونصح الكراس هؤلاء المواطنين بانه في حال تعرض اسرائيل لهجمات صاروخية فان عليهم مغادرة شققهم والنزول الي طوابق سفلي. كذلك اوصي الكراس المواطنين الذين يسكنون في الطوابق السفلي باستضافة جيرانهم من الطوابق العليا. ويطالب الكراس المواطنين باعداد غرفة محكمة الاغلاق تحسبا من هجمات صاروخية تحمل اسلحة غير تقليدية، وبين التعليمات بهذا الخصوص تغطية نوافذ الغرفة بقطع من النايلون ووضع شريط لاصق عليها مثلما جري خلال حرب الخليج الاولي ضد العراق في العام 1991 عندما تعرضت اسرائيل لنحو 50 صاروخا عراقيا. ويشدد الكراس ايضا علي ان الدخول الي الغرف الآمنية والغرف المحكمة الاغلاق للحماية من اسلحة غير تقليدية سيتم بموجب تعليمات توجهها في حينه قيادة الجبهة الداخلية من خلال وسائل الاعلام. ونقلت "احرونوت" عن مصادر امنية اسرائيلية قولها تعقيبا علي اصدار الكراس ان حالة الاستنفار لم ترتفع وليس هناك تحذير من حرب قريبة وانما باعداد وحسب لسيناريوهات متطرفة وتوفير الامكانية امام الجمهور للاستعداد في الايام العادية وليس في حالة طوارئ . ويأتي الحديث عن اعداد الجبهة الداخلية لاحتمال نشوب حرب في ظل استعدادات مكثفة تجريها اسرائيل، حيث كشفت "يديعوت احرونوت" امس الخميس عن اعمال بناء جارية سرا في الفترة الاخيرة في مقر الاقامة الرسمي لرئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت في القدسالغربية لحماية ساكني المنزل من هجوم بأسلحة غير تقليدية. وقالت مصادر في الحكومة الاسرائيلية انه يفترض بالملجا ان يوفر حماية ليس من هجوم بأسلحة كيميائية فقط وانما ايضا يوفر حماية جزئية في حال تعرضت اسرائيل لهجوم نووي. ونقلت "احرونوت" عن مدير عام شركة اسرائيلية تعمل في مجال تحصين المباني قوله انه قبل شهر اهتم طرف ثالث، يبدو انه جهاز مخابرات اسرائيلي، بجهاز تنقية الجو الذي يتم استخدامه في ملاجئ نووية لوضعه في منزل رئيس الوزراء لكن طلبية تنفيذ العمل لم تصل بعد . ونفت مصادر في مكتب رئيس الوزراء وجود اعمال بناء ملجأ نووي وادعت انه يتم فقط تحويل احدي غرف منزل رئيس الوزراء الي مجال آمن وان هذه الاعمال تأتي علي اثر توصية من اجهزة الامن تم تقديمها منذ سنوات عدة وليس بموجب طلب اولمرت. وتجري هذه الاعمال منذ ثلاثة اسابيع وينفذها عمال يهود تحت اشراف ومراقبة جهاز الامن العام (الشاباك)، وشملت الاعمال حفريات وزيادة سماكة عدد من الجدران وتم وضع جهاز لتطهير الجو وتحييد مواد كيميائية. الجدير بالذكر ان هذه الاعمال تأتي في وقت يواصل الجيش الاسرائيلي تدريبات مكثفة في جميع مناطق اسرائيل استعدادا لاحتمال نشوب حرب في المستقبل، علما ان تقرير شعبة الاستخبارات العسكرية الاخير والذي شمل تقييما للاوضاع و التهديدات الاستراتيجية علي اسرائيل بأنه لا يتوقع نشوب حرب في السنة المقبلة. ورفضت اسرائيل نتائج تقرير المخابرات الامريكية الذي قال ان ايران اوقفت مساعيها لانتاج سلاح نووي في العام 2003، وقال تقرير الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان ايران قد تتمكن من امتلاك قدرة لصناعة قنبلة نووية في العام 2009.