طلب وزير النفط في دولة جنوب السودان من نظيره السوداني خلال زيارة إلى الخرطوم الأحد المساعدة في إصلاح آبار النفط التي تضررت من المعارك الدائرة في جنوب السودان بين القوات الحكومية والمتمردين، بحسب الإعلام الرسمي. وبحسب "وكالة الأنباء السودانية" الرسمية "سونا" فإن وزير النفط السوداني مكاوي محمد عوض اتفق مع نظيره الجنوب سوداني ستيفن ديو- داو على "جملة من القضايا التي تدفع باستدامة الإنتاج النفطي بجنوب السودان وسريانه عبر الأراضي السودانية، وذلك عبر التعاون الفني ومد جنوب السودان باحتياجات صيانة الآبار التي توقفت عن العمل بحقول الوحدة نتيجة الأحداث الأخيرة بمناطق البترول بدولة الجنوب". ونقلت الوكالة عن الوزير السوداني تأكيده "جاهزية السودان لمعاونة الجنوب في المجال الفني، مشيرة إلى أنه "وجه بتشكيل فريق عمل فني من الجانبين لبحث القضايا المشتركة". وأتت زيارة الوزير الجنوب السوداني إلى الخرطوم غداة استعادة جيش جنوب السودان السيطرة على مدينة بنتيو النفطية في شمال البلاد بعدما كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الذين أكد زعيمهم أن الانسحاب من المدينة يهدف "لتفادي سقوط مدنيين"، فيما قدرت الأممالمتحدة أن عدد النازحين سيبلغ حوالي نصف مليون شخص بحلول أبريل. ويشهد جنوب السودان معارك كثيفة منذ 15 ديسمبر بسبب الصراع بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي أقيل من منصبه في يوليو. ويتهم كير زعيم المتمردين بالقيام بمحاولة انقلاب ضده، فيما ينفي مشار ذلك متهماً الرئيس بالسعي لتصفية جميع معارضيه. هذا وقال المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث إن مطالبة زعيم المتمردين في جنوب السودان ريك مشار بإطلاق سراح جميع المعتقلين ما يزال حجر عثرة أمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار من أجل وقف العنف في البلاد. ورغم أن الجانبين عقدا محادثات في الأيام القليلة الماضية في أديس أبابا في مسعى لوقف إطلاق النار إلا أنهما لم يحرزا تقدماً كبيراً بعد رفض كير طلب المتمردين بإطلاق سراح 11 محتجزاً اعتقلوا في ديسمبر لصلتهم بمزاعم عن محاولة انقلاب. والقتال هو الأسوأ في جنوب السودان منذ استقلالها عن السودان في 2011 في إطار اتفاق سلام أنهى واحدة من أطول الحروب الأهلية في إفريقيا. وتسببت الاشتباكات في تشريد أكثر من 200 ألف شخص وتراجع صادرات النفط.