عباس يدعو لانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة محيط ووكالات عواصم: بعد يوم من دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحوار, رفض الأخير أي حوار مع ما أسماهم ب"الإنقلابيين", واصفاً سيطرة الحركة على غزة بالعملية السخيفة والحقيرة ، مشيراً إلى أن المجلس المركزي سيتخذ مراسيم بشأن انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة على أساس القائمة النسبية. فيما أعلنت كتلة حماس البرلمانية نيتها سحب الثقة من حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض, التي قالت أنها جاءت بقرارات غير شرعية من الرئيس عباس . يذكر أن المجلس المركزي يعتبر احد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتم تفعيل دوره بعد سيطرة حماس على غزة يوليو/حزيران الأمر الذي خلق جدلا قانونيا حول شرعية القوانين الصادرة عنه أو حتى اعتباره مرجعية تشريعية. اكاذيب مضللة وقال الرئيس الفلسطيني أن حماس تخلت عن مقامة الاحتلال, وترتكب القتل في صفوف الشعب الفلسطيني, متهما الحركة بخلق الأكاذيب, واستغلال الدين لتبرير أفعالها التي وصفها ب"الاجرامية", فضلاً عن أنها تحاول بكل الوسائل تبرير فعلتها, ليقولوا أنهم لم يكونوا على خطأ, وبعدها زعموا أنهم كانوا مضطرين. ودافع عباس عن قرار إقالة حكومة اسماعيل هنية, قائلاً "قمنا بما يجب علينا القيام به من أجل أن نحقن الدم الفلسطيني, وأن نمنع الانزلاق نحو الحرب الاهلية, وقد ذهبنا إلى مكةالمكرمة وحلفنا اليمين هناك, إلا أن الإنقلابيين - في إشارة إلى حماس - بغزة كانوا يجتمعون معنا في السعودية , وفي ذات الوقت يحفرون الخنادق تحت بيتي وفي الطريق لاغتيالي, وعندما انكشف مخططهم, قالوا أن هذه المتفجرات أعدتها المقاومة لإسرائيل, الإ أن جرائمهم سرعان ما انكشفت . واتهم عباس قادة حماس باحتراف خلق الأكاذيب الشيطانية, قائلاً:" إن طرفين مختلفين من حماس بعثا لي بالشريط الذي يكشف ما قال إنها عملية لاغتياله, وطلبا مني عدم المجئ لغزة لأن الطريق الى هناك مفخخاً, وقد ارسلت الشريط لخالد مشعل, الذي نفي استلامه, واتهم حركة فتح بتسويق الاتهامات لحركته الانقلابية". مراسيم انتخابية وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنه "طلب من المجلس المركزي اتخاذ أية مراسيم بشأن الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة, وأن كل الاطراف في فتح متفقة على أن تكون هذه الانتخابات على أساس القائمة النسبية, لأننا لن نتظر حتي يقول القابعون في غزة رأيهم في منظمة التحرير, فهذا الأمر لايهمهم, لأنهم لايريدون سوى مصالحهم الشخصية والانقلاب على السلطة والشرعية, وأنني متأكد أن الاسلام برئ مما يفعلون ويرتكبون". وأضاف عباس:" لقد قضوا (حماس) بفعلتهم هذه على اتفاق القاهرةومكةالمكرمة والحوار الآن لن يتم إلا بين المنظمات الفلسطينية المنطوية تحت لواء منظمة التحرير، زاعماً :أن حركة حماس اختطفت الشعب الفلسطيني في غزة, ويجب ان تعاقب حماس على فعلتها الشنعاء تلك". أزمة العالقين وحمل عباس حماس مسئولية أزمة العالقين على المعابر الفلسطينية, مشيراً الى أن انقلاب حماس هو السبب في ذلك، حيث قال:" لأن إسرائيل عندما وافقت على الانسحاب الأحادي الطرف, قال الأوربيون أنهم لن يقبلوا أن يكونوا في معبر تسطير عليه وزارة الداخلية برئاسة سعيد صيام, واضطرنا الي ارسال حرس الرئاسة إلى هناك بموافقة الحكومة, الا أن هنية سرعان ماقال انني اعطل صلاحياته". ووصف عباس حماس ب"الرعاة والغوغائيين", قائلاً:" لا حوار الا بعد أن يعودوا عن كل ما فعلوه, ونحن نطالب حاليا في لقاءاتنا بالجانب الاسرائيلي والامريكي ببدء مفاوضات للحل النهائي, ودولة فلسطينية متصلة قابلة للحياة في حدود 1967, وعاصمتها القدسالمحتلة, بالاضافة لحل عادل لقضايا اللاجئين". دعوة حماس وفي المقابل قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن ما جرى في غزة هو نتيجة سلسلة من المؤامرات وعدم الاعتراف الفعلي بالحكومة الفلسطينية التي شكلتها الحركة، مضيفا أن حماس دفعت للقيام بما فعلته في غزة، رافضا الاعتذار عما جرى، ووجه مشعل دعوة لحركة فتح للعودة لطاولة الحوار ، مؤكدا أن حماس تريد الحوار لكن لا تستجديه من أحد. وأكد مشعل أمس في لقاء مع فضائية "الجزيرة" الإخبارية إن ما قامت به حماس لم يكن موجها ضد فتح أو قيادتها، وإنما كان موجها ضد تيار إنقلابي داخل فتح رفض الاعتراف بالشرعية واستقوى بالاجنبي ضد ابناء وطنه. وحول ما اشيع عن استعداد حماس وتخطيطها للسيطرة على غزة، قال مشعل إن هذا الكلام غير صحيح ، واننا لم نبادر بالعدون واستعدادنا كان لمقاومة الاحتلال الذي عاث في قطاع غزة فسادا بعد اسرنا للجندي جلعاد شاليط . ورفض مشعل بشدة تحميل مسؤولية ما جرى في القطاع لحركة حماس ، قائلا إن ما جرى تتحمل مسوليته الادارة الامريكية والاحتلال الإسرائيلي، وإن مصيبة الشعب الفلسطيني تكمن في اتفاقية اوسلوا، وفي رسالة إلى حركة فتح قال مشعل ، إن الحوار ولا شيء غير الحوار الحل الوحيد لحل الازمة الفلسطينية ، وحول ما اشيع عن لقاء مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني احمد يوسف بمسؤوليين إسرائيليين في أوروبا ، قال مشعل إن هذا الكلام عار تماما عن الصحة ، وأن ما جرى هو قيام الاخ يوسف بلقاء بعض الاوروبيين ولم نجري اي حوار مع مسؤوليين إسرائيليين. سحب الثقة وعلي صعيد اخر أعلن الدكتور يحيى موسى نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية أن الكتلة قررت حضور جلسة المجلس التشريعي التي دعا إليها الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة يوم الأحد القادم لمناقشة منح حكومة سلام فياض الثقة البرلمانية، مؤكداً أنه ستحجب الثقة عن هذه الحكومة . وأضاف:" كتلة حماس ستحضر جلسة التشريعي لكنها لن تصوت لصالح حكومة فياض هذا الرجل الذي تساوق مع المراسيم الرئاسية المخالفة للقانون الأساسي ومع الأجندات والإملاءات وكل ما صدر عنه في الفترة الأخيرة نعتبره معادياً للتطلعات شعبنا وللمقاومة الفلسطينية", مؤكداً على حرص كتلة حماس على الإجراءات القانونية وأن تسير الجلسة بشكل طبيعي، مشدداً على أن حكومة فياض لن تتمكن من نيل الثقة البرلمانية في حال أحجبت كتلة حماس الثقة عنها، كون أن الحكومة تحتاج لأغلبية المجلس المطلقة أي 67 نائباً من إجمالي النواب. وأشار نائب رئيس كتلة حماس إلى أن الرئيس عباس سيكون مطالباً بتكليف شخص أخر لتشكيل حكومة جديدة وعرضها على الحكومة، مشدداً على أنه لا يمكن أن تتشكل حكومة أو يجرى تسمية وزير دون نيل ثقة المجلس التشريعي, كما انتقد موسى تصريحات عزام الأحمد رئيس كتلة حماس البرلمانية التي أعلن فيها أن الكتلة ستقاطع جلسة نيل الثقة للحكومة ما لم يجرى عقد جلسة افتتاح الدورة الثانية وانتخاب هيئة رئاسة جديدة للتشريعي. وأكد على أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير لا يمكن أن يكون بديلاً عن المجلس التشريعي "لأن الذي ينظم العلاقة بين السلطة والشعب هو القانون الأساسي الذي جعل حصرياً الأمور التشريعية للمجلس التشريعي وبالتالي لا ولاية للمجلس المركزي على السلطة أو التشريعي وكل هذا الممارسات غير مقبولة وهي غير شرعية بقانون منظمة التحرير". وثيقة سرية كما كشفت مصادر صحفية مصرية النقاب عن أن قيادياً في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أجرى أمس الثلاثاء اتصالاً هاتفياً مع مسؤول بجهة سيادية مصرية أطلعه خلاله على آخر مستجدات الوضع في قطاع غزة، بعد مرور أكثر من شهر على فرض الحركة كامل سيطرتها على القطاع بما فيها مؤسسات السلطة الفلسطينية ومقرات الأجهزة الأمنية. وأرسل القيادي البارز في حماس للمسؤول الأمني المصري وثيقة سرية تكشف عن تورط قيادة أمنية فلسطينية بارزة ومقربة من رئيس السلطة محمود عباس، وعناصر الأجهزة الأمنية التابعة له، في عمليات تجسس لحساب الكيان الصهيوني قادت إلى اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (رئيس حركة حماس عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين) في عام 2004، وقبلها اغتيال الدكتور إبراهيم المقادمة قائد الجهاز الأمني التابع للحركة في عام 2003. وكشفت الوثيقة التي تعد ضمن الكنز الاستخباري التي عثرت عليه "حماس في أعقاب سيطرتها على مقرات الأجهزة الأمنية التابعة لفتح" أن عدة اجتماعات أمنية تمت بين أجهزة فلسطينية وأمريكية نوقشت خلالها تحسين قدرات التجسس على أبرز قادة حماس من بينهم الرنتيسي والمقادمة، وأحمد الجعبري أحد أبرز القادة العسكريين في كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحماس, كما أظهرت الوثيقة محاولات اغتيال هنية وتورط ذات الشخصية الأمنية المقربة من اسرائيل وواشنطن في تتبع ورصد مخازن أسلحة حماس وجمع معلومات حولها وتقديمها إلى جهات اسرائيلية.