القاهرة: لوحت جيبوتي أمس الاثنين، بإمكانية مشاركة فرنسا إلى جانبها في مواجهة القوات الاريترية التي اتهمتها الأسبوع الماضي بشن حرب مفاجئة على منطقة رأس دوميرا الحدودية المتنازع عليها بين الطرفين. ووفقا لما ورد بجريدة "الشرق الاوسط" ، أبلغ محمود علي يوسف وزير الخارجية الجيبوتى بأن القوات الفرنسية ستشارك متى تطلب الأمر ذلك إلى جانب القوات الجيبوتية في هذه الحرب الحدودية الجديدة ضد اريتريا، مشيرا إلى أن الطائرات الفرنسية بدأت تحلق فوق أجواء المنطقة الحدودية. وقال يوسف :" إن اشتراك فرنسا إلى جانب القوات الجيبوتية ضد نظيرتها الاريترية يعتبر تطبيقا لاتفاق التعاون والتفاهم العسكري المبرم بين جيبوتي وفرنسا منذ سنوات". وتلقى يوسف يوم السبت الماضي، مكالمة هاتفية من برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي، أكد له خلالها أن فرنسا التي تعزز قواتها لدعم القوات المسلحة الجيبوتية بعد سلسلة الحوادث الأخيرة على الحدود مع اريتريا، وستواصل عملها طالما كان ضروريا. ونقل يوسف عن كوشنير قوله:" إن فرنسا بدأت بإرسال تعزيزات قوية لمساندة جيبوتي في هذه الأوقات الصعبة "، بالإضافة إلى إرسال طواقم طبية إضافية وإجلاء جرحى وإقامة وسائل عسكرية في المنطقة وتكثيف الطلعات الاستطلاعية. ولفت يوسف إلى الدور الذي لعبته فرنسا في تبني مجلس الأمن الدولي مؤخرا اعلانا رئاسيا يدين العمل العسكري الذي قامت به اريتريا ضد جيبوتي ويطالب بوقف المعارك. وأعرب كوشنير عن أمله في أن يهدأ الوضع بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن هذا الموقف تم إبلاغه أيضا للحكومة الاريترية. وتتمركز قوات فرنسية قوامها نحو ثلاثة آلاف مقاتل في قاعدة لومير العسكرية شمال جيبوتي، علما بأنها جيدة التسليح وتتفوق بمراحل على القوات الاريترية، خاصة في مجال سلاح الجو والمشاة. وأعلنت وزارة الدفاع الجيبوتية أنها أسرت مائة جندي اريتري في المواجهات التي أسفرت حتى الآن عن سقوط قتيلين وجرح 40 جنديا من جيبوتي مقابل ثلاثة قتلى وستين جنديا من اريتريا. وكان التليفزيون الجيبوتي قد عرض لقطات مصورة لنحو (21) جنديا اريتريا قالوا :" إنهم هربوا بمحض إرادتهم من ساحة القتال ودخلوا الأراضي الجيبوتية تعبيرا عن رفضهم لهذه الحرب الحدودية مع الجارة جيبوتي ". وأخفقت جهود وساطة بذلتها ليبيا وقطر في الحيلولة دون اندلاع الاشتباكات الحدودية بين اريتريا وجيبوتي، فيما أكد وزير خارجية جيبوتي أن بلاده لن تتوان عن الدفاع عن نفسها في مواجهة ما وصفه بالعدوان الاريتري الغاشم، واتهم المجتمع الدولي بالتباطؤ والتلكؤ في معالجة هذه الأزمة الحدودية منذ اندلاعها قبلا نحو شهرين.