اتهمت جيبوتي على لسان رئيسها "إسماعيل غيلة" جارتها إريتريا ببدء الاشتباكات على الحدود بين البلدين والتي اندلعت أمس، لافتة إلى أن القوات الإريترية هي التي توغلت في حدود جيبوتي وبدأت بإطلاق النار وتعهدت جييوتي بمقاومة القوات الاريترية بكل شراسة وقد جاءت تصريحات "غيلة" خلال اجتماع أديس أبابا لرؤساء الدول الأعضاء في مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف "إيغاد" التي تنتمي إريتريا إليها لكنها تقاطعها حاليا. وقال غيلة إن القتال الذي بدأ يوم الثلاثاء واستمر يومين قتل خلاله 12 جنديا من جيبوتي وأصيب 55 آخرون. وأضاف للصحفيين "كانت لنا معهم دائما علاقات طيبة ولكنهم احتلوا جزءا من بلادنا بعدوانية وهو عدوان نحن نقاومه". من جانبها لا تزال إريتريا تلتزم الصمت وترفض التعليق على كيفية بدء الاشتباكات، غير انها تنفي تمامًا أي انتهاك لحدود جيبوتي وفي نفس السياق، أعلنت فرنسا أنها نشرت مائة من جنودها في شمال جيبوتي، ملمحة انها قد تدخل المعارك لدعم جيبوتي ضد اريتريا طبقًا لاتفاقيات الدفاع المشترك بين فرنسا وجيبوتي، علاوة على ارسال فرنسا للفرقاطة البحرية "سوركوف" إلى شواطئ جيبوتي. وقال المتحدث باسم هيئة أركان القوات الفرنسية كريستوف برازوك إن القاعدة أقيمت بعيدا عن منطقة المعارك وستتولى توفير الوقود والمؤن وسبل النقل إلى القوات الجيبوتية، مشيرا إلى أن قوة برية قتالية أخرى من الحامية الفرنسية وضعت للتدخل في حال الضرورة. وتؤوي جيبوتي أكبر قاعدة عسكرية فرنسية دائمة في الخارج تضم نحو 2900 عسكري إلى جانب قوات أميركية وألمانية تقوم بدوريات في البحار المحيطة في إطار ما يعرف بمكافحة الإرهاب. وفي تصريحات لاحقة تعهد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في اتصال مع نظيره الجيبوتي محمود علي يوسف بأن بلاده ستواصل "العمل ما دام ذلك ضروريا" في إشارة ضمنية إلى الانتشار العسكري شمال جيبوتي. وذكّر بالدور الذي لعبته فرنسا في تبني مجلس الأمن الدولي الخميس "إعلانا رئاسيا يدين العمل العسكري الذي قامت به إريتريا ضد جيبوتي"، ودعا إلى "وقف المعارك".