ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن حركة حماس أقامت من جديد قيادة كتائب القسام الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربيةالمحتلة ، ولكنها تدار من قطاع غزة عبر أسرى محررين في صفقة "وفاء الأحرار" الموقعة في أكتوبر 2011، أبعدتهم إسرائيل من الضفة إلى القطاع. وأشارت الصحيفة - في تقرير مطول نشرته في عددها الصادر اليوم الجمعة ، ونقلته عنها وكالة صفا الفلسطينية المحلية - إلى أن أذرع الأمن الإسرائيلية توصلت الى استنتاجات مفادها أن حماس وضعت على رأس تلك القيادة أسرى محررين من الضفة تم ابعادهم الى غزة في صفقة "وفاء الأحرار". وأضافت أن المنسق العام لنشاطات كتائب القسام في الضفة الغربية هو الشيخ صالح العاروري والذي أبعدته إسرائيل إلى سوريا ، وبعدها انتقل إلى تركيا وذلك قبل إتمام صفقة " وفاء الأحرار". ووفقا ل"هآارتس" ، فإن العاروري يقود العمل مع مجموعة من مفرجي الصفقة ، حيث يقود اثنان منهم الدائرة القيادية المصغرة لكتائب القسام في الضفة ، وهما أحد الأعضاء المركزيين في خلية صوريف ويدعى عبد الرحمن غنيمات حيث قامت خليته بتنفيذ عمليات مؤلمة للإسرائيليين في سنوات التسعينيات. أما القائد الآخر لتلك الدائرة - حسب الصحيفة - فهو مازن فقها ، الذي قام في عام 2002 بإرسال فلسطيني ليفجر نفسه في إحدى الباصات الإسرائيلية الأمر الذي أدى لمقتل تسعة إسرائيليين. وأشارت إلى أن الاثنين وبالتعاون مع مبعدين آخرين يقومان بإعطاء التوجيهات وتحويل الأموال للخلايا العاملة في الضفة الغربية وذلك على مدار الساعة وبصورة موسعة . وقالت الصحيفة إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تمكنت من إحباط ثمانين مخططا لتنفيذ العمليات في الضفة الغربية قادمة بتوجيهات من غزة خلال العاملين الأخيرين ، حيث اعتقلت الكثير من نشطاء حماس الذين سافروا إلى القطاع وتلقوا التدريبات على إقامة مختبرات المتفجرات وتدربوا أيضا على كيفية استخدام السلاح ، وأضافت أن خطة حماس طموحة جدا ، " حيث كشف جهاز الأمن العام (الشاباك) عن أن جزءا من العمليات المحبطة كانت تسير نحو القيام بعمليات تفجيرية وخطف وإطلاق نار، إلا أن مصادر الشاباك قالت إن مستوى التنفيذ لا زال متوسطا". وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة كتائب القسام في الضفة والمتواجدة في غزة تتلقى المساعدة أحيانا من وزير الداخلية في غزة فتحي حماد ، بينما تبدو القيادة السياسية في القطاع كرئيس الحكومة إسماعيل هنية أقل ضلوعا في تلك النشاطات ، أما قيادة الكتائب في غزة فقد أوكلت مهمة توجيه النشاطات العسكرية في الضفة لأبناء نفس المناطق والمبعدين إلى غزة. وترسم "هآرتس" صورة الهرم العسكري الجديد لكتائب القسام في القطاع ، حيث يشغل القيادي مروان عيسى منصب (وزير الدفاع) غير الرسمي للحركة وهو المسئول عن التنسيق بين الجناح العسكري والمستوى السياسي في الحركة. أما قائد الأركان الحقيقي للقسام – وفقا للصحيفة - فهو محمد ضيف ، وهو أقدم مطلوبي حماس ، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية ويعتبر مسئولا عن المشاريع المركزية التي أدت إلى تعاظم قوة حماس وعلى رأسها مشروع إنتاج الصواريخ. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن حماس لا تهمل خططها الأخرى كحفر عشرات الأنفاق الدفاعية تحت مدن القطاع إلى جانب الأنفاق الهجومية التي ستستخدمها وقت الحاجة لإدخال نشطائها المسلحين إلى الأراضي المحتلة عام 48 ، كما يعكف مهندسو حماس على تطوير طائرات بدون طيار بعد أن وجه الجيش ضربة لهذه الخطة خلال غاراته الجوية في نوفمبر 2012 ، وتعكف حماس أيضا على استكمال نشر وسائل مراقبة على طول الحدود مع إسرائيل للاستعداد جيدا لما يدور خلف الحدود.