- ياسر : نصوص نجيب محفوظ سجينة زمنها .. و الفن يكفر بقيم الواقع - ياسر : " أولاد حارتنا " تحض على الإيمان فلما يهاجمها الإسلاميين ؟ - عبد النبى : " المرايا "و " حديث الصباح و المساء " معجزات إبداعية - أمانى فؤاد : سنسعى لنقل الصالون للجامعات و المحافظات انطلق مساء أمس بالمجلس الأعلى للثقافة " صالون نجيب محفوظ " مفتتحا أولى ندواته ب " أحفاد نجيب محفوظ " أحفاده من الروائيين الشباب الذين تشربوا أدبه و تناولوه بالنقد و التحليل ، منهم من سار مبتعدا عن خطاه و منهم من تشرب قلمه بالإبداع " المحفوظى " . و بعد استمتاعنا بحكاوى القعيد عن صديق العمر عرض " أحفاد نجيب محفوظ " شهادات عن أدبه ، و أعد الروائى ياسر عبد الحافظ مشروع " مسائلة لأعمال محفوظ " ينقد الأعمال بشكل مبتكر ، متسائلا إلى متى يمكن لكتابات نجيب محفوظ الصمود ، و قال أن رغم موهبة محفوظ اللافتة و لكن " النص سجين زمنه " . أما عن واقعية نجيب محفوظ و الإيقاع الصوفى فقال ياسر أن النص الروائى نص مستقل عن الواقع و قد يدير ظهره للواقع تماما ، مع الاشتباك معه ، و أشار أن الرواية ليست حكى فقط فهى عالم من مستويات اللغة ، و أن ميزة الفن أنه يسمح لك بأن تكفر بقيم الواقع الحالى لا يأبه بالأخلاق أو الدين أو السياسة يتناولها و لكنه ليس مضطرا للاستجابة لشروطها . و تابع أن الدقة و الانظباط و الاحترافية الروائية لدى محفوظ تأثر بهم دون الاستغراق فياسر يعد الفن لا قانون له و عبثه فوق كل القوانين و المخططات، و تابع أن أعمال محفوظ تقع فى ثنائية بين التقديس و الإنكار ، و أنه يعد نفسه وسطا بينهم . و ختم حديثه بتعجبه من مهاجمة الإسلاميين لرواية " أولاد حارتنا " ، قائلا الكنيسة تقوم بعمل أفلام تحض على الإيمان و رواية محفوظ تقوم بهذا الدور ، و تابع أن الرواية تتحدث عن الأديان بشكل جيد ، و تعد نقل للفكرة الحياتية التى آلفناها الوظيفة و الدين و السياسة و غيرهم . و من جانبه تساءل المترجم و الروائى محمد عبد النبى صاحب رواية " شبح الشيخ " التى وصلت للقائمة الطويلة فى البوكر ، هل لو لم يحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل هل كنا سنحتفى بذكرى ميلاده ووفاته كل عام بهذا الانتظام ؟ و أعرب أنه يجب إعادة تسليط الضوء على شخصيات كنجيب محفوظ بطرق مبتكرة ، و أعطى مثال بأعمال كافكا التى تم نشرها فى شكل روايات " جرافيك " وأتخيل أولاد حارتنا و الحرافيش فى هذا الشكل ، و اقترح دعم الشباب للتفاعل مع أعمال محفوظ برؤيتهم الخاصة فى شكل مسرحى ، و إلا نتوقف فقط عند إعادة انتاج الكتب و الندوات . و تابع أنه مع ذكرى نجيب محفوظ أعاد قراءة أعماله بترتيب نشرها بدءا من همس الجنون و ينقص له القليل لينتهى من الأعمال كاملة ، و قال محمد أنه تأثر بتطور أسلوب محفوظ و أنه تسرب لقلمه ، و استطاع أن ينجح فى تطوير أسلوبه للمنمنمات و رسمه للشخصيات فى شكل بورتريه و تلخيص حياة بأكملها فى صفحتين . و أشار أن نجيب محفوظ لا يعيد إنتاج نفسه باتخاذ أسلوب واحد و الاستكانة له و كذلك بالنسبة لبنية الرواية بل أنه خلق أشكال إبداعية جديدة فى روايتيه " المرايا " و " حديث الصباح و المساء " ووصفهم محمد ب " المعجزات " ، و عنة إشكالية درجة تناول الواقع لدى نجيب محفوظ ،قال محمد عبد النبى أن محفوظ كان يحب شخصياته كما لو كانوا حقيقيين و يتعاطف معهم رغم ضعفهم و انحرافهم مثل شخصيات " القاهرة الجديدة " . و أضاف أن هناك من يرون أعمال نجيب عقبة و تعجيز ، فى حين يراها آخرون عامل مساعد يتعلمون منه و يبنوا عليه ، و ختم بقراءة جزء من رواية " أولاد حارتنا ". و ختمت أمانى فؤاد مديرة الندوة أنها تأمل هى و الكاتب يوسف القعيد إلا يتوقف الصالون فقط على إبداعات نجيب محفوظ بل يتناول الرواية بشكل أوسع ، و يخرجوا من الحيز الضيق للجامعات و المحافظات و إن كان تطبيق ذلك فى الواقع صعب ، و لكن أكدت أنهم سيحاولون تحقيقه ، و أن الصالون سيتضمن ورش للكتابة للتفاعل مع أعمال نجيب محفوظ حتى لو بالمغايرة .