تم ذكر الفساد في القرآن الكريم في أكثر من خمسين موضعا كلها تحذرنا منه وتتوعد الفاسدين بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة . وينقسم الفساد الى عدة أنواع منها فساد السلطة الحاكمة وينتشر هذا الفساد في أغلب دول العالم الثالث المتخلف ومنها بالطبع الدول العربية ، وفساد المؤسسات وهو مرتبط بفساد السلطة ، وفساد الأفراد نتيجة التضليل والجهل وقلة الوعي . وفي مصر استطاع الرئيس المخلوع مبارك الذي تولى السلطة لمدة ثلاثين عاما أن يجعل الشعب المصري يتجرع كل أنواع الفساد حتى قامت ثورة 25 يناير 2011 وتفاءل المصريون خيرا بعد أن استطاعوا اختيار رئيسهم بانتخابات حرة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث ( أيا كان هذا الرئيس ) ، ولكن الفاسدون كانوا لهم بالمرصاد مدعومين من حكومات للأسف كنا نحسبها صديقة نتكلم لغتها وندين بدينها ثبت بالدليل القاطع أنها حكومات فاسدة ، وكان رأس الحربة في القضاء على الشرعية هم العسكر الذين كان ولاؤهم للرئيس المخلوع وأسيادهم في الغرب والشرق ، وسقطت الشرعية وعاد الفساد يطل علينا بوجهه القبيح وبصورة فجة وقحة لم يشهد الشعب لها مثيل وخاصة فساد المؤسسات والنخبة التى صدعت رؤسنا بالديموقراطية ، وظهرت أبشع صور الفساد في القضاء الذي سخر فيه الفاسدون هذه المؤسسة العريقة للانتقام ممن اختارهم الشعب ليحكموه حقدا من عند أنفسهم وحرصا على استمرار المناخ الفاسد الذي تربوا فيه ، وكان للاعلام المأجور هو الآخر دور كبير في عملية تضليل واسعة وتوجيه الشعب في اتجاه معين دون وازع من ضمير مهني أو ضمير انساني وقام بتمويله الفاسدون من أصحاب الأموال المنهوبة من قوت الشعب ومقدراته . أما فساد الأفراد فحدث ولاحرج عن الرشوة والبلطجة والادمان وتجارة المخدرات والممنوعات وقلة الضمير الا مارحم الله ، وقد اتخذوا لأنفسهم جميعا ستارا يتخفوا وراءه بتأييدهم لقائد الانقلاب ورفع صوره على أوكارهم بهدف التضليل والاستخفاف بالعقول . واذا كان الله سبحانة وتعالى قد حذرنا من الفساد والمفسدين فان استمرار الوضع الحالي على ماهو عليه دون مراجعة للنفس سوف يؤدي الى مصائب لاتحمد عواقبها سوف يمتد أثرها الى جميع دول المنطقة ، فهل آن الأوان لكي يراجع الجميع أنفسهم !!