لا حوار مع الإخوان الذين تآمروا على إسقاط هيبة الدولة أقول لصاحب "البرنامج": ليس هكذا ترود الإبل يا باسم! الإبراشي ولميس يريدون فرض آرائهم علينا وكأنهم في موقع رئيس الجمهورية وصف دكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية المشهد الذي تعيشه مصر حالياً بأنه مشهد محزن وتنبأ في حواره مع "محيط" بأن مصر لن تشهد استقراراً أو امناً قريباً في ظل حكومة ضعيفة ومرتعشة تحاصرها الأزمات الاقتصادية، وهي بذلك في رأيه لا تختلف كثيراً عن حكومة هشام قنديل في عهد مرسي. وتوقع أن يوافق الشعب على الدستور القادم، مهاجماً باسم يوسف والإبراشي ولميس الحديدي، معتبراً لأن الإعلام الآن يحاول أن يفرض علينا رأيه كما كان يفعل الإخوان وكان الشعب استجار من الرمضاء بالنار. وثمّن اللاوندي التقارب المصري – الروسي مؤكداً أنه لا يمكن أن يصبح بديلاً عن واشنطن، متقبلاً فكرة "شيطنة" الإسلاميين في الإعلام باعتبار أنه أقل وصف يستحقونه..إلى نص الحوار. كيف ترى المشهد السياسي المصري الآن؟ المشهد الذي تعيشه مصر محزن وسيريالي بل غير مفهوم يكتنفه غموض، فما نراه الآن هو أن القوتين المؤيدة والمعارضة للرئيس المعزول محمد مرسي يواجهان بعضهما. وما رأيناه في ذكرى محمد محمود كان بسبب قيام قوى سياسية معينة بالحشد، لا يمكنني تحديدها هنا، ولا يمكنني أيضاً أن أشير بإصبع الاتهام إلى الإخوان أو مؤيدي مرسي، لم نعرف من هذه القوة إلى الآن. لكن ما نراه بوضوح على المشهد السياسي أن تنظيم الإخوان يقف بشكل أو آخر وراء ترويع المواطنين، ومن ثم إذا كان يجب تحديد متهم في المشهد فهم مؤيدي مرسي، خاصة أن قبل ذكرى محمد محمود بيوم واحد حدث اغتيال المقدم محمد مبروك الضابط المسئول عن ملفات الإخوان بجهاز الأمن الوطني، وقد صرح قيادات الجماعة من قبل أن الاغتيالات قد حان موعدها وها هم يبدأون به من أجل عودة مرسي رئيساً. وقد اعتبرت الداخلية أن التحدي سافراً ومن ثم ستواجه بشكل أكثر تحدياً، لذلك يمكنني التأكيد أن الفترة المقبلة لن تشهد استقرار أو أمناً أو آماناً، خاصة مع وجود أزمة اقتصادية تواجه مصر وتعصف بها، فقد خطف" الإخوان مصر لمدة عام كامل، وغلبوا المصلحة الحزبية الضيقة على المصلحة العامة لمصر، لذلك الشعب المصري بأكمله يدفع ثمن هذا. بسبب كل هذه المشكلات التي تواجه مصر...هل ترى ان المصالحة مع "الإخوان" هي الحل لتتفرغ السلطة لبناء مصر؟ اعتقد أنه لا حوار مع من تآمر على سقوط هيبة الدولة، وقد كنت مؤخراً مع وزير التضامن الاجتماعي أحمد البرعي الذي أكد أنه لا توجد نية مصالحة مع الإخوان، وإن حدث هذا سيستقيل من الحكومة كما قال لي، كما أن رئيس الحكومة د.حازم الببلاوي أعلن أنه لا حوار مع من تلوثت يديه بدماء المصريين. الإخوان بسبب ما تمر به مصر يهددون باستمرار المظاهرات التي تبعد الاستقرار، لذلك نحن نواجه مرحلة صعبة، والكل يراهن على ضرورة وجود مواجهة حقيقية مع الذين لم يرتدعوا إلى الآن، ويصرون على تصعيد نيران الحرب والعنف خاصة في الجامعات، لذلك التحدي الأكبر هو كيف ننقذ مصر من الفوضى؟. هل الحكومة تستحق نداء الشعب برحيلها؟ هناك هجوم ضاري على الحكومة من الشعب، الذي يصفها بأنها حكومة مرتعشة، وبطيئة جدا، وهو ما يضايق المصريين، لأن الحكومة لم تقدم شيئاً ملموساً إلى الآن. الحكومة في رأيي تسير في الطريق الصحيح لكن ببطء، ونتيجة لتقصير الحكومة يحدث تراشقات ومناوشات، فالحكومة تدشن نصب تذكاري للشهداء بالتحرير، والشعب يشوهه، وهو أمر يدل على العبث وعلى أننا نعيش صفحة غريبة لا تمت لمصر بصلة، بالإضافة إلى وجود أزمة هروب الاستثثمارات من مصر، والأزمة الاقتصادية الطاحنة التي نعيشها والتي أرجئت قليلاً بسبب المعونات. هناك تحديات اقتصادية كبيرة تواجه الحكومة خاصة بعد تصريحات مسئولين كبار بدول الخليج أن الدعم لن يستمر لمصر مدى الحياة، ووجود الفوضى وعدم الأمان الذي يتسبب في بعد المستشمرين عن مصر، صحيح أن الحكومة لن تستطع ان تغير شيئاً بين طرفة عين وانتباهتها، لكنها أيضاً لم تفعل شيئاً. فالمصريون يواجهون صعوبات منذ كان الإخوان في الحكم وإلى الآن، فالحكومة الحالية ضعيفة لا تختلف كثيراً عن حكومة هشام قنديل في عهد مرسي، وإذا تغيرت الحكومة لن تصحح شئ، فما نعيشه الآن هو صورة أخرى لمشكلات قديمة كانت تواجه مصر، وإذا لم تتخذ الحكومة خطوات جادة لإنعاش اقتصاد مصر سنجد أنفسنا في سوق عكاظ حيث الفوضى هي السمة الغالبة. هل تشجع التقارب المصري – الروسي وهل يعد ذلك بديلاً عن الولايات المتحدة؟ أرى أن التقارب تأخر كثيرا لانه لم يكن هناك مبرر للقطيعة مع روسيا، إلا أن الرئيس السادات سامحه الله طرد الخبراء، وقال أن 99 % من أوراق اللعبة في يد أمريكا، لذلك أصبحنا نسير معصوبي الأعين مع امريكا تذهب بنا حيث تشاء. رغم أن امريكا لم تحترم إرادة الشعب المصري في 30 يونيو، على العكس من الرئيس الروسي بوتين الذي أكد أن الشعب المصري هو وحده من يملك أن يقرر مصيره. ولأن روسيا أقل من امريكا كثيرا، لا يمكن اعتبار موسكو دولة بديلة عن واشنطن، لكن التقارب كان ضرورياً من أجل خلق علاقات دولية جديدة على اساس متوازن، حتى تشعر أمريكا أن هناك قطب آخر يمكننا أن نسير معه، لقد خسرت أمريكا 2 مليار دولار في صفقات السلاح مع مصر، كان البديل عنها هو روسيا، حتى أن لوبي السلاح في أمريكا ضغط على اوباما من أجل أن يبدي كثير من المرونة في علاقته بمصر ويضغط على اوروبا كذلك لتتفهم موقف مصر. وكان حرياً بالدول الأوروبية ان تمد مصر بالسلاح والدعم العسكري لمساندتها في حربها على الإرهاب، لكنهم منعوه. ما رأيك في لجنة الخمسين وهل تتوقع أن يحظى الدستور الناتج عنها بتوافق شعبي؟ لجنة الخمسين كالحكومة بشكل أو بآخر، بطيئة رغم التزامها بالتواريخ التي حددتها، لكن عملها ليس بالحماس الكافي. الشعب ينتقد اللجنة رغم أنها تسير في مسار صحيح، وسينتج عنها دستوراً أيّاً كان شكله لكنه يختلف عن دستور الإخوان، ويرسي دعائم دولة ديمقراطية وخارطة طريق واستحقاقات رئاسية وبرلمانية، ومن الخطأ تحميل اللجنة ما لا تحتمل، فلا يمكن أن يشتمل الدستور الناجم عنها على كافة التفاصيل، فهو يتحدث في الخطوط العامة، ولا يمكن ذكر كل فئات المجتمع به. وأتوقع أن لجنة تشكيل الدستور ستنجح في إقراره، وأن تجعله يحظى بتوافق مجتمعي وسيوافق عليه الشعب، لأن هناك إصرار من أصحاب القرار أن تسير اللجنة في الطريق المرسوم لها، واتوقع أن يعيش الدستور لمدة 20 عاماً. هل انت موافق على ما يقوم به الإعلام من "شيطنة" للإسلاميين؟ هناك شيطنة بالفعل لكنهم يستحقونها، فقد فرضوا أنفسهم أوصياء علينا، ما يرونه هو الصحيح والعكس خاطئ، ويحتكرون الحديث عن الاسلام، لذلك يتعامل معهم الإعلام من منطلق أنهم "شياطين فعلا" وهي صفة يستحقونها فتصريحات قادتهم لا تغلب المصلحة العامة، واعتقد أن "الأبلسة" هي أخف الصفات التي من الممكن أن يوصفوا بها. ومع ذلك أرى ان الإعلام يرتكب خطأ فادحاً حين يتصور نفسه رئيس الجمهورية، فمثلاً وائل الإبراشي ولميس الحديد يفرضان آرائهم على المشاهدين، رغم ضرورة أن يكونا محايدين، وهم في ذلك يتشابهون مع الإخوان الذي كان الرأي الأوحد هو ديدنهم ، فالمواطن المصري أصبح كالذي يهرب من الرمضاء بالنار. وأنا مع الإعلام الموجه في المراحل الانتقالية، لأن متطلباتها تختلف عن المراحل العادية، فالشعب يريد معرفة الحقائق كما هي دون آراء او سخرية، كما كان يفعل باسم يوسف في برنامجه، فسخريته من الجيش أمر غير مقبول، فنحن نحب الجي ولا نرغب في ان نصبح مثل العراق، الذي أول ما تفكك فيه هو الجيش، وكذلك ليبيا، ولولا أن الجيش تولى المسئولية في مصر لكنا مثل هذه الدول، لذلك حين حين سخر باسم يوسف من الجيش لم يتقبل ذلك الشعب، لأن باسم يوسف طبيب ولا يعرف الإعلام جيداً، ويريد استفزاز المواطنين بالسخرية والضحك وأقول له: "ليس هكذا تورد الإبل يا باسم". ما الجديد المنتظر صدوره؟ انتظر صدور كتابي "على مقعد توفيق الحكيم" حيث أجلس على مكتب الراحل العظيم توفيق الحكيم في جريدة الأهرام، والكتاب يتحدث عن علاقة جيل السبعينيات بتوفيق الحكيم حيث جمعت بعض المقالات التي كتبها الراحل من مكتبه هذا. الأهم الذي انتظر صدوره هو جريدة "صوت القرية" في المنصورة، فقد لاحظت أننا نولد في القرية ثم نتقل للعيش في المدينة، ثم نعود للقرية لندفن فيها، لتصبح القرية هي مكان الميلاد واللحد. وبدأت بنفسي ان أفعل شيئاً لقريتي، واتمنى ان يفعل ذلك كل منا، فلوعاد كل مواطن لقريته وحاول تنميتها مجتمعياً لأصبحت كل القرى مدناً، ماذا لو محا كل منا امية أهل قريته سواء في القراءة او الكمبيوتر. وأدعو أن نحتذي حذو الجنرال الفرنسي شارل ديجول الضي طلب ان يدفن كمواطن عادي في قريته وليس كرئيس سابق، فقد حوّل قريته إلى مزار، علينا ان نفعل ذلك وألا ننظر للقرية باعتبارها جانب فلكلوري، فمعظم الأفندية في مصر حين يسافرون للقرية يتعاملون معها بتعالي، وهو ما ادعو للتخلي عنها، من هنا نشأت فكرة "صوتالقرية" التي أشرف برئاسة تحريرها ومجلس غدارتها، ومنتظر صدور أول عدد في ديسمبر المقبل.