تحدث باسم يوسف الإعلامي المصري الساخر لمدونة "ذا ليد" التابعة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس الثلاثاء، عن مستقبل برنامجه الذي تم توقفه بعد مزاحه بالجيش المصري والوضع السياسي في مصر، في الحلقة الأخيرة، وقال يوسف أثناء تواجده في مدينة نيويوركالأمريكية لقبول جائزة لحرية الصحافة من لجنة حماية الصحفيين، إن برنامجه مجرد مرآة لما يحدث في مصر، مضيفا "بعض الناس ترغب في النظر للبرنامج كسلاح تضرب به أو تهاجم به من لا يحبونه ولكن القضية ليست كذلك". وأضاف "البرنامج سياسي ساخر وبعض الناس يعتقدون إنني لم انتقد بالقدر الكافي جماعة الإخوان أو الوضع الحالي في حين أن البعض الأخر يرى أنني قد تخطيت كل الحدود". وتعليقا على ازدياد المعارضة تجاه الحكومة الحالية في الأيام الأخيرة قال يوسف إن هناك أشخاص يحبون الحكومة ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والجيش بشكل متزايد وهناك آخرون على عكس ذلك بالإضافة إلى من يتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين ومن يفتقد تلك التعاطف ويكرهونهم مؤكدا أن اللعبة السياسية في مصر "إما نحن أو هم". وأشار يوسف إلى أن الخطأ يتمثل في قول إن "الناس" تفعل تلك أو ذاك لان كلمة "الناس" مصطلح عام للغاية ومصر بلد ضخمة ومتنوعة. ويرى يوسف أن الحكومة الحالية تفتقد بعض الشعبوية من قبل العديد من الناس بسبب غباء بعض وسائل الإعلام التي تستفز الناس وتدفعهم إلى الاتجاه الآخر. وردا على سؤال عن مدى تحقيق أهداف ثورة 2011 من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية قال يوسف أن البعض ما زال يسعى وراء هذه المطالب أما الآخر فيسعى للتفكير في الانتقام. وبخصوص الاتهامات الموجهة ضده بإهانة الجيش أشار يوسف إلى أن هناك قرابة 70 اتهام ضده ولكنه لم يتم استدعائه من قبل النيابة العامة ولم يطلب منه الامتثال للتحقيق. وأضاف يوسف أن هناك تأييد له من داخل مصر وخارجها وسط هذه الاتهامات في حين أن البعض سعيد انه سيتم استجوابه وخاصة جماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين المتعصبين للجيش المصري "لذلك أعتقد أن الشيء الذي يجب أن أفعله هو الذهاب بعيدا". وقال يوسف إن الإخوان لم يستمعوا إلى التحذيرات العام الماضي موضحا أنه في الخطابين الأخيرين أظهر مرسي أنه متحالف مع الإسلاميين، والجهاديين والمتعاطفين مع تنظيم القاعدة لذلك كان من الصعب للغاية بالنسبة لكثير من الناس رؤية رئيسهم مدعوم بهؤلاء، حسب قوله. ويرى يوسف أن أسوأ سيناريو يتمثل في أن الكثير من الناس الذين يواجهون خيارا بين حكومة دينية أو ديكتاتورية مدعومة من قبل الجيش، سيختارون الجيش لأنه على الأقل سيترك لهم مساحة شخصية ولكنه سيضيق المساحة السياسية في حين أن الحكومة الدينية ستقوم بإغلاق كافة المساحات. وقال يوسف إن مرسي أثار نفور الجميع من وسائل الإعلام، والمشرعين حتى من دعموه في البداية، حسب وصفه. وبخصوص تعليق برنامجه قبل بث الحلقة الثانية من الموسم الأخير، قال إن "الرواية الرسمية لهذا هو أسباب مالية و"نحن لم نفهم ذلك لأننا سلمنا الحلقة كما يجب أن يكون كما أنهم لم يعطونا فرصة للالتزام بالعقد وقد أكدوا أنهم لم يتعرضوا لضغوط ولا يوجد أي دليل على أن السلطات العليا أملت عليهم ذلك وربما تكون السلطات الأقل قامت بذلك لمصلحة السلطات العليا لا اعرف". وأوضح يوسف أن قناة CBC قالت إنهم لم يحترموا الاتفاق المبرم في حين أن لديهم حلقة ولم يعرضوها وأوقفوا البرنامج بأكمله مستعجبا "ما هو تعريفهم للقضايا المالية". وعن مستقبل برنامجه قال يوسف إن هذا البرنامج يمثل عمل جاد لكل من يعمل به ومن العار أن يتوقف لذلك "سأبذل قصارى جهدي لإعادة بثه على قناة أخرى" كما نفى المزاعم أن برنامجه سيبث على قناة دويتشيه فيلا الألمانية. وأوضح يوسف "تلقينا العديد من العروض من داخل مصر من القنوات المصرية والقنوات العربية ومقرها مصر، مثل MBC وروتانا، ونحن ندرس كل العروض" منوها أن "المصدر الأساسي الخاص يجب أن يكون مصريا أو يبث على شاشة عربية من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر وسيظل لدينا مسرح في وسط مصر بجانب ميدان التحرير، ولا يمكننا تغيير ذلك على الرغم من عرض الكثير المال". وقال يوسف إن الكثير من المذيعين ذهبوا لأقصى الحدود من استخدام لغة استفزازية، للتحريض على مزيد من العنف والكراهية منوها إلى أن ما يزعجه في ذلك عدم وجود كفاءة مهنية والاعتماد على الأخبار المزيفة وهذه عدم أمانة. وأشار يوسف إلى أنه يفرض على نفسه رقابة ذاتية في كل وقت حتى أيام مرسي لأنها كانت أمور حساسة تتعلق بالدين كونه خط أحمر والآن تتعلق بالجيش أيضا. ويرى يوسف أن الأوقات الحالية صعبة، وربما أسوأ وقت لعرض هجاء سياسي لعدم توافر بيئة مريحة موضحا "لديك عنف طائفي وعنف في الشوارع، كيف يمكن أن تسخر من ذلك وهذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لي, أن أجعل الناس يضحكون أثناء ذلك صعب جدا". وأوضح يوسف أن الكوميديا هو السلاح السري المذهل للتعبير عن النفس بطرق غير معتادة ربما تخرج التوتر وتجعل الناس تعيد النظر في مواقفها من خلال الكوميديا، مؤكدًا أنه مسار صعب جدا. ونوه يوسف إلى أن الدرس المستفاد منذ ثورة 2011 وحتى الآن هو أن الوضع المصري لا يمكن التنبؤ به، مؤكدًا أن عمله جيد ومثير للغاية ودائما تهتم به الأخبار. وتوقع يوسف عدم استمرار إعجاب الكثير من الناس ببرنامجه في الوقت الراهن لأنه كان يعلم انه سيغضب الكثيرين، مضيفا "اعلم إنني سأغضب المتطرفين من كلا الجانبين وذلك يعد وسيلة جيدة لتصفية جمهورك في حين أن كافة الجمهور سيشاهد البرنامج وهو شئ جيد". ويرى يوسف أنه شئ عجيب أن المشاهدين للبرنامج في تزايد سواء من يحبونه أو يكرهونه.