تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض متفق ومختلف مع قرار قناة "CBC " بوقف برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف والذي أثار ضجة كبيرة في موسمه الأول الذي كان أثناء حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر، وكما أشعلت الحلقة السابقة التي عرضت في 25 أكتوبر الماضي. كانت شبكة قنوات "CBC " قد أصدرت بيان أكدت فيه أن وقف برنامج "البرنامج" بسبب مشكلات فنية وإدارية الخاصة بالبرنامج، وجاء في البيان " فوجئنا بأن محتوى الحلقة الخاص بحلقة اليوم من برنامج "البرنامج" مخالف لما جاء في البيان السابق"، وان مجلس الإدارة يؤكد أن مخالفات حلقات اليوم تشير إلى إصرار منتج ومقدم البرنامج لمخالفة ما تم الاتفاق عليه. من جانبه أكد رجل الأعمال محمد الأمين رئيس مجلس إدارة قنوات "CBC "، عرض الحلقة على "يوتيوب" مخالف للعقد ولابد من العودة لباسم قبل اتخاذ هذا الإجراء، مشددا على أن ما حدث ليس إلغاء للبرنامج، ولكنه تحدث عن تعليق عرض الحلقات، لحين حل المشكلات الفنية والتجارية". وعقب دقائق من إذاعة بيان القناة تنوعت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المداخلات الهاتفية واللقاءات في البرامج المختلفة. موقف الحكومة وقال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، إن مؤسسة الرئاسة تحترم حرية الرأي والتعبير، موضحا أن إيقاف بعض المحطات أو القنوات، لأي من برامجها هو مسألة داخلية. البرنامج كان لابد من وقفه وكانت غادة عبد الرازق أولى المغردات عبر "تويتر" وقالت في تغريده قصيرة "اللهم لا شماتة، اللهم لا شماتة.. وقف إذاعة البرنامج ". من جانبه أكد مصطفى بكرى الكاتب الصحفي والبرلماني السابق، أن وقف البرنامج هو الرد الطبيعي علي الابتذال والإساءة المتعمدة لقيم المجتمع ورموزه، واصفا باسم يوسف بالارجوز الذي لا يعرف حدود الحرية والمسئولية. وقال بكري :" لقد ثار المصريون علي تعمده الإساءة لرموز شريفة وللوطن"، زاعما أن باسم تعمد الوصول إلى حد الاستفزاز وإجبار القناة علي اتخاذ هذا القرار لأن هناك عرضا آخر ينتظره في الطريق بأسعار أعلي. فمن جانبها قالت صفحة "أنا آسف يا ريس" أكبر الصفحات المؤيدة للرئيس المخلوع مبارك، متعجبة: " أن المسئول عن قرار إلغاء البرنامج هي القناة، ولا علاقة للسلطة بالقرار من قريب أو من بعيد". فيما أشاد المستشار رفاعى نصر الله مؤسس حملة "كمل جميلك"، بالقرار معتبرا أن ما حدث هو أبسط رد فعل لشخص يستهزئ بجيش وطنه، مطالبا بإسقاط الجنسية المصرية عن باسم يوسف. كما وجه مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، تحية لقناة"CBC " على قرار وقف البرنامج وذلك لمخالفته شروط التعاقد، قائلا:" يجب ألا ننزعج من أمور وأحكام اتخذت في إطار قانوني وليس سياسي". من جانبه أكد الفنان عزت العلايلي، أنه مع وقف برنامج "البرنامج"، طالما خرج مقدمه عن النقد البناء، موضحاً أن حلقته الماضية تضمنت ألفاظا جنسية مباشرة وصريحة لا يجوز أن تدخل البيوت المصرية. ووجه تيار الاستقلال الشكر إلى مجموعة قنوات "CBC " على هذا القرار، مشيراً إلى الدعوى القضائية التي أقامها أحمد الفضالي ضد باسم بتهمة "الإساءة لثورة 30 يونيو والشعب المصري". وقف البرنامج تكميم للأفواه وحرية التعبير من ناحية أخرى قال الفنان احمد حلمي :" النظام اللي يخاف من إعلامي ويمنعه أنه يتكلم يبقى أكيد نظام فاشل، وعارف إن هو فاشل"، ووجه قوله لباسم يوسف "اليوتيوب" منها وإليها نعود، وهو ما أيدته فيه الإعلامية دينا عبد الرحمن التي تظهر على قناة "CBC ". من جانبه استنكر خالد علي، المرشح الرئاسي السابق، قرار قناة "CBC " قائلا :"القمع لا يقتل الفكرة لكنه يخلدها"، مستشهدا بإحدى رباعيات الراحل صلاح جاهين التي تقول: "قومتوا ليه؟ خوفتوا ليه؟.. لا في أيدي سيف ولا تحت مني فرس". كما أعلنت حركة شباب 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية"، عن مقاطعتها لقناة "CBC " عقب منع حلقة برنامج "البرنامج" في تحد صارخ لكل الحريات، مؤكدةً أن هذا الموقف نابع من ثوابتها في الدفاع عن الحريات العامة للمواطنين وعن الحريات الخاصة بالإعلاميين. واعتبر مصطفى النجار البرلماني السابق، هذا القرار خسارة للقناة قائلا :" خسرت قناة CBC بإيقافها برنامج باسم، وخسرت حرية الرأي والتعبير وخسر من مارسوا الضغوط لإيقاف البرنامج". وقال الدكتور شهاب وجيه المتحدث باسم المصريين الأحرار، " إن حرية التعبير حق لا يمكن المساس به طالما لا يحرض على العنف أو الكراهية، مؤكدا أن القناة ستخسر الكثير في نظر جماهيرها ومشاهديها، لافتاً إلى أن "يوسف" سيجد أكثر من فرصة في أكثر من قناة. من جانبه أكد حسن شاهين عضو المكتب السياسي لحركة "تمرد"، أن المستفيد الوحيد من هذا القرار هي الجماعات الإرهابية. وعلق الإعلامي عمرو أديب، على القرار قائًلا: "أنا ضد إغلاق برنامج باسم وضد إغلاق أي برنامج، لقد شربت من نفس الكأس من قبل وأعرف معنى المنع". وقال منتصر الزيات محامى باسم يوسف إن العقد المبرم بين القناة وباسم يوسف لا يقيد حرية اختياره للموضوعات قائلا: "ربنا يسترها معاك يا باسم في الجولة الجديدة"، مؤكدا أنه فوجئ بقرار وقف البرنامج وأن العقد الذي بين باسم والقناة تم تعديله بخصوص تحمل باسم يوسف مسئولية ما يعرض عبر البرنامج. وانتقد المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أبو العزيز الحريري القرار، واصفاً القرار بأنه غير مُنصف وخاضع لضغوط ربما تكون شعبية، مؤكدا إن باسم يوسف لم يكن يقصد إهانة مصر ولا المصريين ولكن أراد أن يعبر عن فكرة النقد وتقبل السلطة لها. وأعلن حسام الدين علي الأمين المساعد لحزب المؤتمر، مقاطعته لشبكة قنوات "CBC "، واصفا قرارها بوقف برنامج "البرنامج" بالمشين وانه يعتبر سقطة للقناة لن تمر أبداً، قائلا:" لن نكرر أخطاء أنظمه سبقت وتجبرت واستخدمت أزرعها لكبت الحرية.. تلك الحرية التي أخرجها مارد الشعب ولن تقيد بعد اليوم". ومن جانبه قال الدكتور محمد البرادعي، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، :"إن حرية التعبير هي أم الحريات، وإذا اقتصرت على من نتفق معهم فهي شعار أجوف"، مضيفا "الشجاعة هي في الدفاع عنها الحرية وليست في قمعها".