اتهمت جماعة الإخوان المسلمين حكومات دول الغرب وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية بتحريض الجيش على التدخل لعزل الرئيس محمد مرسي وإنهاء النظام. وقالت الجماعة، في بيان أصدرته اليوم، إن الرئيس الأمريكي أوباما تنكر للوعود التي قطعها على نفسه في جامعة القاهرة بتحسين العلاقة مع العالم الإسلامي والتمسك بمبادئ الديمقراطية، عندما انحاز للديكتاتورية وتعاون مع الانقلابيين القتلة، على حد وصفها. وزعمت الجماعة أن مقابلات تمت بين قادة الجيش وعدد من السياسيين، الذين راح بعضهم يروج في الغرب لقبول انقلاب عسكري، وتم التخطيط لهذا الانقلاب بأن يخرج المعارضون لنظام الحكم في تظاهرة شعبية يتلوها عزل الرئيس واختطافه وإخفاؤه وتعطيل الدستور وتعيين رئيس مؤقت وإغلاق قنوات مؤيدة للرئيس وشن حملة اعتقالات واسعة لقادة الإخوان، على حد تعبيرها. واتهمت الجماعة أمريكا "بإنفاق مئات الملايين من الجنيهات من أجل إجهاض النظام والثورة، إضافة إلى مليارات أنفقتها بعض الدول العربية الخائفة من الديمقراطية تحت سمع وبصر الغرب ومباركته". وقالت إن رؤساء وسفراء عدد كبير من دول الغرب "ضغطوا على الرئيس الشرعي المنتخب كي يتخلى عن صلاحياته الدستورية لرئيس وزراء (حددوه بالاسم) ويبقى هو رئيسا شرفيا، وذلك ليجهضوا مشروعه التحرري والاستقلالي بطريقة ناعمة". ووصفت الجماعة رفض دول الغرب الاعتراف بأن ما حدث في مصر انقلاب عسكري بأنه "قمة النفاق الذي يتناقض مع كل ما يفتخر به العالم الغربي"، رغم أن "الرأي العام الشعبي والإعلام والمؤسسات العلمية والبحثية في الغرب تقطع بأن ما حدث إنما هو انقلاب عسكري ديكتاتوري دموي". وأعربت الجماعة عن دهشتها من قيام سفراء ومسئولي كثير من دول الغرب ببذل "محاولات مستميتة لإقناع قادة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بالكف عن التظاهر وفض الاعتصامات وقبول الأمر الواقع والتعامل مع الانقلابيين الفاشيين القتلة، ضاربين عرض الحائط بكل المبادئ وحقوق الإنسان التي صدعوا رؤوسنا وهم يفتخرون بها ويتعالون على كل دول العالم". وتساءلت "إذا كانوا يدعمون العسكر، فهل يمكن للعسكر أن يقيموا نظاما ديمقراطيا؟ إذا فهم يدعمون الديكتاتورية في الوقت الذي يبشرون فيه بالديمقراطية، وهذا هو النفاق بعينه". وقالت "لا يحسبن أحد أننا نريد الغرب أن يقف معنا أو يدعمنا فنحن نرفض أي تدخل أجنبي في شئون بلدنا، كما أننا نسعى للاستقلال والتحرر من أي هيمنة أجنبية، ولكن ما نريده أن تقف الحكومات الغربية موقفا يتسق مع ما يعلنونه من مبادئ، وألا يدعم الديكتاتوريات مثلما فعل كثيرا وطويلا حتى لا يسأل بعد ذلك لما تكرهوننا؟".