أكد مصدر سياسي عراقي مطلع وجود تنسيق على أعلى المستويات بين رئيس الوزراء نوري المالكي وبين مقربين من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بشأن الزيارة المرتقبة للمالكي الى واشنطن, موضحاً أن هذا التنسيق يتضمن عدداً من المحاور أهمها ترتيب لقاءات إيرانية - أميركية في بغداد بمشاركة الحكومة العراقية للتوصل الى تفاهمات بشأن الملف النووي الايراني, كما يشمل بلورة تفاهمات إيرانية - سورية - أميركية - عراقية بشأن الوضع السوري. ونقلت الوكالة عن سياسي عراقي شيعي –لم تذكر اسمه- تأكيده أن هناك أهدافاً إستراتيجية للمالكي من هذه الزيارة في مقدمتها تعزيز دور المحور الروسي - الأميركي بمشاركة نظامي الأسد وخامنئي وبغداد في تسوية الأزمة السورية مقابل إضعاف دور المحور العربي، وبالتالي فرض تسوية سياسية على الائتلاف السوري المعارض بضغط غربي، من دون وجود أي إشارات حاسمة بشأن تنحي الأسد. ويعتقد السياسي العراقي أن من أخطر ما يفكر به المالكي وما يمكن أن يقوم به لصالح النظامين الإيراني والسوري في الولاياتالمتحدة هو عقد لقاءات أمنية رباعية أميركية - سورية - إيرانية – عراقية، لوضع آليات لتبادل المعلومات والتنسيق على الأرض لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" المرتبط ب"القاعدة" العدو اللدود لواشنطن. وأضاف المصدر أن المالكي يعتبر أي دور يؤديه لتقوية التقارب الإيراني - الأميركي سيسهم بصورة فاعلة في تثبيت وتمتين حكم الشيعة في العراق، كما أنه مقتنع بأن هذا التقارب معناه أن فرص الأسد في البقاء بالسلطة ربما تكون مطروحة في أي مرحلة انتقالية في سورية. وكشف عن أن الأمر لدى المالكي لا يتعلق بتقوية حكم الشيعة في العراق وإيران وسورية فحسب, إنما يسعى من وراء ذلك إلى الحصول على ضمانات من خامنئي بالضغط على "التحالف الوطني" العراقي كي يصبح المالكي رئيساً للحكومة لمرة ثالثة العام ,2014 سيما في ظل معلومات عن توجه الرئيس الإيراني حسن روحاني لاختيار بديل عنه في العراق لضرورات السياسة الإيرانية الجديدة في المنطقة.