بوابة الأهرام العربي ذكرت صحيفة المستقبل اللبنانية في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على التنحي، وحدد شروطا لذلك، لكن الولاياتالمتحدة رفضت شروط الأسد وطالبت بالتنحي الفوري. وذكرت الصحيفة أن بغداد تحاول فرض نفسها لاعباً أساسياً في الساحة السورية لما تملكه من خطوط تواصل مع دمشق واستثمار علاقتها بواشنطن للوصول الى صيغة تسوية للازمة السورية بالتزامن مع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بغداد بعد غد الاحد في سياق نشاط ديبلوماسي ايراني لاجهاض الهجوم العسكري الاميركي الغربي المحتمل ضد نظام بشار الأسد. حيث كشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن موافقة الاسد لفكرة التنحي عن السلطة بشروط، إلا أن ذلك جبه برفض من واشنطن. وقال المصدر القيادي في "ائتلاف دولة القانون" (بزعامة المالكي) طلب عدم كشف اسمه في تصريح لصحيفة "المستقبل" ان "الاتصالات المكثفة التي اجراها المالكي مع القيادة السورية، اثمرت عن موافقة الاسد على فكرة التنحي عن الرئاسة بشروط من بينها وضع آليات معينة لتسهيل تسليم السلطة من خلال انتخابات سريعة، وضمان عدم ملاحقته قضائياً في المحكمة الجنائية الدولية، وتأمين خروج آمن له ولعائلته ومقربين منه الى دولة اخرى". وأضاف المصدر ان "واشنطن رفضت بعد سلسلة اتصالات مكثفة جرت في الآونة الأخيرة مع مسؤولين عراقيين بينهم المالكي، القبول بالتنحي المشروط للاسد، متمسكة بضرورة التنحي الفوري من دون تقديم ضمانات، كونها لا تستطيع اتخاذ اي قرار بشأن الاسد بدلاً عن المعارضة السورية التي ترفض أيضا بقاءه في السلطة لأي فترة زمنية". وتابع المصدر ان "طهران وموسكو اخذتا علماً بالتحركات العراقية والاتصالات المستمرة التي تجري مع دمشق على الرغم من ان العديد من المسؤولين العراقيين لا ينظرون بارتياح الى الاسد بسبب دوره الداعم للعنف في العراق في الماضي"، مشيرأً الى ان "بغداد تتحرك ديبلوماسياً لحل الازمة السورية سلمياً كونها تخشى تدفقاً هائلاً للاجئين السوريين نحو الاراضي العراقية وتسرب جماعات متطرفة مسلحة الى العراق للقيام بتفجيرات وعمليات انتقامية ضد الحكومة العراقية ومؤسساتها". واشار المصدر الى ان "المبادرة التي اطلقها المالكي تندرج في اطار محاولات لمنع الهجوم الاميركي على سوريا على الرغم من وجود قناعة كبيرة بعدم الاستجابة لها خصوصاً ان كل المعطيات تشير الى ان واشنطن حسمت خياراتها بالتدخل العسكري، وما يجري من محاولات، لا تجدي لوقف الهجوم المرتقب". في غضون ذلك، كشف مصدر مطلع في وزارة الخارجية العراقية عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بغداد بعد غد الاحد للتنسيق مع العراق بشأن تداعيات الضربة الاميركية المتوقعة على سوريا. وقال المصدر إن" ظريف سيقوم باول زيارة له الى العراق على رأس وفد ديبلوماسي رفيع المستوى لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين بعد تشكيل حكومة الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني". وأضاف المصدر أن "محور الزيارة الرئيسي هو التنسيق مع الحكومة العراقية بشأن تطورات الوضع في سوريا وضرورة عقد مؤتمر "جنيف 2" لحل الازمة سلمياً"، موضحاً ان "الوزير الايراني سيبحث مع المسؤولين العراقيين العلاقة بين طهران وبغداد والأزمة السورية وتداعيات الضربة العسكرية المحتملة على دمشق إضافة إلى الملف النووي الايراني". وكان المالكي قد طرح أول من أمس مبادرة عراقية لحل الازمة السورية تتضمن 8 محاور من بينها وقف شامل وفوري لاطلاق النار فوق الاراضي السورية بالاضافة الى انسحاب المقاتلين الاجانب ودعم تحقيق محايد لمفتشي الاممالمتحدة الذين غادروا سوريا مؤخراً، مؤكداً وقوفه الى جانب الحل السلمي، ومجدداً رفضه استخدام السلاح الكيميائي.