أنهى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارته إيران وعاد إلى بغداد محملاً بدعم المرشد علي خامنئي، ليجد في انتظاره أزمة مستفحلة مع إقليم كردستان الذي يبحث استقلاله عن العراق. وجدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتهامه للمالكي بالطائفية، وقال إنه يتسامح مع التدخل الأمريكي والإيراني في شؤون العراق. وكان المالكي التقى خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد وعدداً من المسئولين الإيرانيين. وأكد مقربون من الحكومة العراقية أن زيارته كانت ناجحة، إذ وقع مع الجانب الإيراني عدداً من الاتفاقات الاقتصادية. لكن الجانب السياسي للزيارة كان أكثر حضوراً من غيره. ولوحظ الاحتفاء الإيراني غير المسبوق بالمالكي منذ لحظة وصوله إلى مطار طهران، حيث احتشد مئات النساء والأطفال والشباب قرب طائرته حاملين أعلام البلدين. وبعد يوم من دعوة نائب الرئيس محمد رضا رحيمي إلى توحيد العراق وإيران لتشكيل قوة دولية، قال خامنئي إن العراق أصبح يتصدر الدول العربية والمالكي هو رئيس الجامعة. ودعا خامنئي من وصفهم ب «المثقفين والجامعيين العراقيين إلى العمل لتحقيق نهضة علمية توفر أفضل الظروف لتقديم الخدمات لأبناء الشعب، مستلهمين التجربة الإيرانية الناجحة في هذا الصدد». وزاد أن «الانسحاب الكامل للعسكريين الأمريكيين من العراق شكل إنجازاً مهماً، تحقق بفضل صمود الحكومة العراقية والإرادة الصلبة لعموم العراقيين» -سب وصفه. وتتزامن الزيارة مع توتر الأوضاع في المنطقة على خلفية الموقف من الأزمة السورية حيث تتواصل الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، في حين تتبنى طهران وبغداد موقفا متقاربا حيالها. وكان المالكي -الذي تحظى حكومته بدعم كل من طهران وواشنطن- زار العاصمة الإيرانية في أكتوبر عام 2010 بهدف كسب التأييد لترشحه على رأس حكومة جديدة في العراق.