طرحت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية ثلاثة أسئلة حول اضطرابات شبه جزيرة سيناء والأوضاع غير المستقرة هناك، مؤكدة أن الأزمة في المنطقة ليست شيئًا جديدا من نوعه بالنسبة للكثير. وتساءلت الصحيفة، في تقرير لها اليوم، "هل الصراع في شبه جزيرة سيناء له علاقة ببقية الاضطرابات في مصر؟، موضحة أن شمال سيناء معقل لعدد من الجماعات الجهادية، وتنظيم «القاعدة»، حيث تتصاعد فيها الهجمات اليومية على الجنود والشرطة، وأن تلك العمليات تصاعدت في أعقاب عزل أول رئيس منتخب ديمقراطيًا. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات المصرية المدعومة من الجيش استجابت لحالة التمرد في المنطقة بما يسمونه «الحرب على الإرهاب» حيث تجري الآن حملة عسكرية في الجزء الشمالي من شبه جزيرة سيناء في محاولة للقضاء على المتشددين. وكشف مراسل الصحيفة خلال زيارته إلى المنطقة أن حملة الجيش سببت قدرًا كبيرًا من الأضرار التي لحقت بمنازل السكان الذين يقولون إنهم لا يملكون شيئا ليفعلوه مع المتشددين. وقالت «جلوبال بوست»، إن هناك مصدر قلق كبير حيث تسببت حملة الجيش في نفور المجتمع القبلي بشمال سيناء، ما قد يسمح لمتشددين على العمل بسهولة في المنطقة، وبالتالي ستزال دائرة العنف مستمرة، حسب قولها. كما تساءلت الصحيفة "لماذا تعد شمال سيناء معقل للتمرد؟، مؤكدة أن الوضع في سيناء هو نتاج الأحداث السياسية الأخيرة والإهمال في المنطقة منذ فترة طويلة من قبل الدولة، مشيرة إلى أن جذور التمرد يعود تاريخها إلى ثورة يناير 2011، عندما تسبب انهيار النظام الأسبق للرئيس حسني مبارك في فراغ أمني بجميع أنحاء شبه الجزيرة. ووفقا للصحيفة، فإن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 يضع قيودا شديدة على الانتشار العسكري في سيناء، وبرغم أن وزارة الداخلية هي مسئولة عن ملء الفراغ الأمني، لكن بمجرد انسحابها، خرجت المنطقة من نطاق السيطرة وأصبحت موطن للمتشددين. وأضافت الصحيفة أن إهمال الحكومة هو الذي سمح للاقتصاد غير المشروع بسيناء التي تعمل من خلال أنفاق تحت الأرض. كما تساءلت الصحيفة عن شعور إسرائيل والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص حيال الاضطرابات الحالية في سيناء، مؤكدة أنه على الرغم من أن الولاياتالمتحدة تعلق قسما كبيرا من المساعدات العسكرية لمصر، التي وعدت بها الجيش في سيناء، فإن إدارة أوباما تعتبر أن اقتلاع جذور تنظيم القاعدة والتمرد في سيناء تهديدا للأمن المصري. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن إسرائيل ظلت صامتة إلى حد كبير طوال فترة الأزمة الأمنية المتصاعدة ولكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشعر بزيادة حدة تهديد التشدد على حدودها.