الأسوانى : لا مجال للتوصيات و سنفرض إرادتنا كما فعلنا فى الاعتصام العسال : نأمر و على الوزارة التنفيذ .. و إن لم تنفذ مطالبنا سنعتصم و نغير الوزارة نجيب طالب بعودة القوافل الثقافية .. و المثقفون رسالتهم تتحقق وسط الجماهير البدرى : تم محو أمية الشعب العراقى فى 3 سنوات بالإجبار .. و يجب أن نجبر الطلبه لربطهم بالابداع المعاصر مجدى : على الدولة القيام بدورها فهذة أموال ضرابئنا مش فلوس أبوهم .. و أبو سعدة رجل ضد الاستقلال فى ثانى أيام مؤتمر " ثقافة مصر فى المواجهة " تحدث المثقفون عن كيفية الخروج من حظيرة النظام و تحرير الثقافة من العزلة و التواصل أكثر مع المجتمع و الناس ، فى جلسة "تفعيل دور الفن والإبداع باعتباره قوة مصر الناعمة"، وادارتها عبلة الروينى ، وشارك فيها: علاء الأسواني، ومجدي أحمد علي، وعزالدين نجيب، وفتحية العسال، هالة البدرى . فصل الثقافة عن النظام و طالب الأديب علاء الأسوانى فى حديثه بتحرير العمل الثقافى من النظام ، و أوضح أن المشكلة الحقيقية التى نعانى منها هى افتقاد الروح الثورية فى وزارة الثقافة ، و أن فصل الوزارة عن النظام لتعبر عن الدولة و الشعب بأكمله ، لن يحدث إلا عن طريقة حركة حقيقية بين المثقفين ، يتبعها حركة إصلاح ثورى لجهاز الثقافة . و تابع الأسوانى قائلا أنه يجب القضاء على فكرتين أساسيتان هما أن الثقافة فى خدمة النظام ، و أن الثقافة مهنة مدرة للربح ، و الفكرتان مرتبطتان ببعضهما ، فاصطناع وظيفة المثقف الغرض منها ربطه بالنظام بدلا من الدولة . أما عن عزلة المثقف عن الشارع فقال الأسوانى أن فساد وزارة فاروق حسنى لمدة 13 عام صنعت الفرقة و الالهاء ، فبدلا من أن يتواجد المثقف فى الشارع ليتظاهر ضد التعذيب فى أمن الدولة أو ضد التوريث ، كان يتظاهر من أجل منع نشر قصيدة أو رواية ، متسائلا هل هذا أهم من كرامة الناس ؟ ، و هذا ما سبب الفرقة بين الشارع و المثقف . كما ضرب أمثلة عن تجارب العديد من الدول المتقدمة ، يحصل فيه المبدع على دعم الحكومة و مع ذلك يخدم شعبه وقال إنه حان الوقت للثورة على الفكر الذى تدار به الثقافة بمصر وإلا تكون هناك مجموعات مستفيدة لأنها معبرة عن النظام ولسان حاله ، و أن معظم المهرجانات الدولية نادرا ما تتواجد فى المدن الكبرى و أحيانا تقام فى القرى ، لتكون أشبه بعملية إحياء للقرية لتصبح بعد ذلك مزارا و مقصد للثقافة ببناء الجامعات و الأنشطة الثقافية المختلفة بها . و ختم الأسوانى حديثه بقوله : لا مجال لعمل توصيات ، و كما فرضنا إرادة المثقفين من خلال الاعتصام هذا ما يجب أن يحدث ، و الطلبات التى تخرج من هذا المؤتمر يجب أن تذهب للجنة الدستور لأن بها اقتراحات وجيهة ، كإجبار القطاع الخاص بدعم الثقافة كجزء من نظامه الضريبى . و تحدث الأسوانى أن هناك معركة حقيقية تدور فى الدستور بين الفكر الثورى و القوى الرجعية سواء بلحية او بدونها تريد ان تفرغ كتابة الدستور من مضمونه لينتهى كل شئ كما كان فى عهد حسنى مبارك . و انتقد الأسوانى ما حدث أمس للمتظاهرين أمام محاكمة قضية خالد سعيد و القبض على هؤلاء الشباب و حبسهم ستة أيام . نأمر و الوزارة تطيع و من جانبها أكدت الكاتبة فتحية العسال بحدة أنهم لا يقدمون بالفعل توصيات للوزير بل مطالب عليه تنفيذها فى سقف زمنى معين ، و انها تريد للثقافة و الفن قوة مصر الناعمة أن تتحول لقوة شرسة ،و أن يكون المثقفين فاعلين سياسيا و ليس ثقافيا فقط ، و اعتصام المثقفين أثبت بالفعل أن الفعل الثقافى مرتبط بالشارع ، و أن على المثقفين ان يأمروا الوزارة بفتح نوافذ ثقافية كاملة فى أرجاء مصر ، و إن لم يتم الاستجابة سنعتصم و نغير الوزارة ، كما طالبت الحكومة برفع ميزانية الثقافة وأضافت العسال أن الكرامة الإنسانية لن تتحقق إلا بالكلمة الموحدة ، وإن ما أوصل لإخوان المسلمين للحكم هو معرفتهم لنقطة ضعف الشعب وهى الجهل والفقر، و أضافت أن توعية الناس تقع على عاتق المثقف ، ولذلك عليهم دور كبير فى محو أمية مصر الأبجدية والثقافية، لأن الجهل يأخذ المجتمع للقاع، وبالفعل حدث تجريف للعقل المصرى. و من جانبه تحدث الناقد و الفنان التشكيلى عز الدين نجيب قائلا : اللوحة و الرواية هى الفنون و الآداب العابرة للقارات ، نحن كفانين و آدباء و موسيقين نشارك فى المحافل الدولية و لكننا مجهولون فى وطننا ، نحن نصدر إبداعنا لكن لا نتلقى الاجابة عليه من المجتمع لأن اللغة لا تصل أو هكذا تصورنا و طبق بمثال على الفن التشكيلى . إلى أن قامت ثورة 25 يناير و ظهر " فن الجرافيتى " و تلقاه الناس دون حاجة للغة أو ناقد أو محلل ، بل جاء الفن من الواقع من قلب الشارع ، و نجاح قافلة الثقافة بكفر الشيخ كان بسبب تواصلها مع الجماهير بما يحتاجوه فى هذة المحافظة . و تسائل هل اللغة حائل ، و هل الرسالة الثقافية محصورة فقط فى النخبة المبدعة ، ام هناك ثقافة متوارثة للشعب يمكن أن ندمجها لنحصل على أدب أكثر معاصرة و قربا ؟؟ ، هذا ما نحتاج أن نجاوب عليه . تجربة الاعتصام هى من جعلت الناس تتضامن معنا ، و هناك تجربة أخرى رأيتها بعينى فى قرى الدقهلية لمحو الأمية و ربطناها بالرؤية البصرية و الأدبية و الصورة و الفيلم و نجحت التجربة ، و غيرت وعى الفلاحين فى أسابيع معدودة ، فقام الفلاحين بأنفسهم بتأليف عرض مسرحى و تمثيله ، و الأمن أجهض التجربة و قبض على القائمين على الحملة ، لكن الفلاحين قاموا بالمسرحية بما توفر لهم دون أن يعرفوا أن الأمن منعنا من المواصلة ، القافلة الثقافية يمكن أن تعود ، و المثقفين أصحاب رسالة يجب ان نقوم بها من وسط الجماهير . كما تحدثت هالة البدرى عن " ينابيع الابداع فى مصر " و ارتباط وجود مبدع معين فى منطقة بوجود جيل من الناس لهم علاقة مع فن هذا المبدع ، و برغم أن بعضهم غير معروف و بل يرفض أحيانا من بيئته و لكنه ينجح فى خلق إبداع حقيقي ، كالنحات مبروك فى الواحات الذى انتقدوه على أنه يصنع " مساخيط " من الطين . و طالبت البدرى المثقف المصرى أن ينزل إلى الشارع كما فعل فى ثورة 25 يناير ، و أنه ليس هناك أى حزب يستطيع أن يلعب دور سياسى كالثقافة الجماهيرية ، و أن فى 3 سنوات تم محو أمية الشعب العراقى إلى عمر 45 عاما بشكل إجبارى فإن لم تحضر الزوجة الدرس يسجن الزوج ، و اقترحت على وزارة التربية و التعليم أن يكون هناك حصة للابداع يناقش فيها الفيلم و المسرح و الموسيقى و الشعر و يكون الطالب مجبر على متابعة المبدعين المعاصرين ، و تتغير المناهج لتربط بين المبدع المعاصر و الطالب . الرقابة و السيطرة على الفكر و قال المخرج السينمائى مجدى أحمد على أن الدولة تمتلك العديد من المؤسسات الثقافية التى تسمح لها بالانتشار ، و لذلك يجب أن نناضل بجانب الاستقلال لعودة الدولة لتقوم بدور ثقافى سليم فهى " أموال ضرائبنا و ليست أموال أبوهم " . و أضاف ساخرا أنه من الجيد أن وزارة الثقافة أعطتهم الفرصة لإكمال نضالهم بعد الاعتصام دون حضور رجال وزارة الثقافة ، و طالب باستمرار الضغوط لانتزاع المطالب لان الفساد بالفعل مستشرى ، و هاجم المهندس محمود أبو سعدة الذى لديه منصبين دون أن يعطى فى أى منهم و أنه رجل ضد الاستقلال ، و أنه لا يقدم من خلال صندوق التنمية الثقافية أى شئ يدفع للتنمية . و تحدث عن تحرير صناعة السينما لتقوم بدور ثقافى حقيقى ، و أن الفيلم الأكثر تأثيرا لأنه يقوم بتأثير مباشر على الناس ، و أن الدولة المصرية فى علاقتها بأزمة " الرقابة و السيطرة على الأفكار " ، كانت الرقابة تابعة للداخلية ثم للإرشاد ثم انتقلت لوزارة الثقافة ، و قال مجدى أنه يمكن أن يمر الكثير فى رواية ، و لكن فى الفيلم لا لأن به تأثير مباشر ، و تسائل هل يمكن إلغاء الرقابة فى حين أن القطاع الخاص لم ينضج فى تعبيره و يفهم الحرية بشكل صحيح ؟. و قال مجدى : هناك مفارقة تجعلنا نتريث فى موضوع الرقابة ، فالرقابة الرسمية كانت أحيانا تحمينا من ترسنة القوانين ليقوم مشايخ بالأزهر أو الكنيسة برفع قضية على الفيلم و ما كان يحمينا موافقة الرقيب ، لكن ما أوصى به هو عمل دائرة التراخيص بناء على الفئة العمرية ، و لا ترفض أفلام سوى المخالفة للإعلان العربى لحقوق الإنسان التى تدعو لفتنة طائفية أو الإساءة للأديان ، و يجب جبر الدولة أن تمنح الأفراد حق بناء دور عرض صغيرة لتنتشر فى محافظات مصر ، و الأفلام لها تأثير قوى فى مقاومة التطرف . و يجب حث وزارة الثقافة على استرداد أصول الثقافة المتفرقة ، و درية وزير الاعلام تحدثت عن تفكيك الوزارة ، فيجب أن نسترد كل ما له علاقة بالسينما من الوزارت الأخرى ، و سيطرة استديوهاتهم علينا ، لنقيم علاقة جديدة بين السينما و الشعب المصرى . لا تطالب .. انتزع عقب الجلسة فتحت المشاركات بين الحضور و تحدث الناشر محمد هاشم قائلا : أنا مؤمن بانتزاع الحقوق و ليس بالمحايلة للحصول عليها ، و هذا ما يجب أن نقوم به مع رئيس الوزراء و وزير الثقافة ، و اقترح عودة اسم " الثقافة الجماهيرية " ، و صياغة علاقة المثقفين الثوريين و ليس موظفى الثقافة بالدولة ، و اقترح إلا يتوقف المؤتمر على توصيات تنتهى بلا شئ ، بل ننزل بأنفسنا فى الشارع و ننفذ بأيدينا . و قال محمد كمال : مازلنا متعلقين بهاجس علاقة الموظف و السلطة ، و يجب أن ننتقل من هذ الهاجس ، لعلاقة المثقف بالوطن بأكمله من خلال شوارعه و أحيائه ، لا نريد مخاطبة الوزير بل الوطن ، و أن يتحرك هؤلاء المثقفين ككتائب كما قالت فتحية العسال و يخرج المثقفين خارج كل الجدران فى رابع يوم للمؤتمر . و قال شاب بين الحضور أن الدولة سياستها بناء مؤسسات لا أنشطة تم صرف 40 مليون على قصر ثقافة أسيوط فى حين أن الأنشطة لا يصرف عليها حتى 40 ألف جنيه ،ووصف الحكومة الموجودة بأنها " بليدة " لا تهتم بالثقافة رغم أنها تحارب العقل البليد الذى تسميه بالإرهاب ، و تحارب ذلك بالقبضة الأمنية و المثقفين يعطوا التفويض و يشغلون تسلم الأيادى ، فى حين ان القبضة الأمنية عندما تنتهى من الأخوان ستدار عليهم من جديد . و هاجم أبو سعدة و اختيار القادة للأسوء فى المناصب مما سبب فى عملية تفريغ للثقافة طوال العقود الماضية ، و الرضا عن عودة صابر عرب و قائمة الفساد الذى تحدث عنها الأسوانى فى عهد فاروق حسنى مازالوا يتربعون على عرش الثقافة ، و أن ما عليهم فعله النزول إلى الشارع مع محاربة الفساد فى المؤسسات الثقافية ، فلأول مرة الشعب يثق فى مثقفيه و يصل اعتصامهم لتغيير النظام .