القدس المحتلة: صادق الاثنين مجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في حكومة الاحتلال الاسرائيلي على الخطط التي قدمها سلاح البحرية لاعتراض قافلة السفن المزمع إرسالها إلى قطاع غزة في مسعى لكسر الطوق الأمني المفروض على القطاع. وقد استمع المجلس خلال الجلسة إلى تقارير من الجهات المعنية حول الاستعدادات للتعامل مع قافلة السفن بما فيها الخطة العسكرية للسيطرة على السفن واعتقال ركابها . وجدد المجلس المصغر قرار إسرائيل السماح للسفن بتفريغ حمولاتها في ميناء أشدود او في ميناء العريش المصري لتُنقل الى غزة براً بعد تفتيشها بناء على اتفاق مع الجانب المصري. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن إسرائيل ستمنع أسطول المساعدات الإنسانية "الحرية 2" من اختراق حصارها المفروض علي قطاع غزة. وأشادت مصادر سياسية بقرار قبرص رفض السماح للسفن المشاركة في الرحلة الرسو في موانئها مضيفة أن الاتصالات مستمرة مع دول أخرى على هذا الصعيد. واعرب مصدر عسكري عن امله في الا يضطر سلاح البحرية الى الاستيلاء بقوة على السفن التي تتجه نحو سواحل قطاع غزة. وفي هذا السياق ، دعت صحيفة "هآرتس" في مقالها الافتتاحي الاثنين إلى السماح بوصول "أسطول الحرية 2" المحمل بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من تكرار أحداث أسطول الحرية الأول الذي كان يسعى للوصول إلى القطاع في أيار/ مايو 2010. وبدأت الصحيفة مقالها بالقول: "لقد صار مصطلح (أسطول) في إسرائيل يعني إعلان حرب. وهذا هو حال أحدث الأساطيل المتجهة إلى غزة (أسطول الحرية 2)، تماما كما كان الحال مع الأسطول الذي انطلق من تركيا في أيار/ مايو 2010". وأكدت الصحيفة أنه "نظرا للعلاقات غير المستقرة مع تركيا، لا تزال إسرائيل تشعر بتداعيات هجومها المميت على تلك القافلة البحرية". ولفتت "هآرتس" في مقالها إلى أن الأسطول الجديد، الذي انطلق بالفعل متوجها إلى قطاع غزة ومن المقرر أن يصل إلى سواحله الخميس المقبل، "سيكون أكبر بكثير من الأسطول السابق على ما يبدو"، حيث "سيضم نحو 12 سفينة تحمل على متنها ما يقرب من 500 ناشط، إلى جانب إمدادات غذائية وطبية تعتبر بمثابة مساعدات إنسانية لأهالي غزة". وأضافت: "من الوهلة الأولى، لا يبدو أن هناك سببا عمليا لإرسال المساعدات، إذ أنه في أعقاب أسطول عام 2010 اضطرت إسرائيل لرفع الكثير من القيود التي فرضتها في إطار حصارها الوحشي، وقررت مصر فتح معبر رفح أمام المدنيين. علاوة على ذلك، عرضت إسرائيل نقل شحنة المساعدات إلى غزة، شريطة ألا ترسو سفن الأسطول هناك". وأشارت الصحيفة إلى أنه "في أفضل الأحوال، يكون إسهام الأسطول في رفع الحصار عن غزة رمزيا، حيث أنه يذكر العالم بأن سياسة الإغلاق التي تتبناها إسرائيل لا تزال سارية بشكل جزئي، وأن سكان غزة ما زالوا يخضعون للاحتلال". وتابعت: "لكن الحكومة الإسرائيلية تعير للرموز أهمية أكبر من السياسة الحكيمة". وذكرت "هآرتس" أن "الحكومة خائفة من الأسطول على ما يبدو"، لدرجة تدعو للاعتقاد أنها ستتعرض "لهجوم يشنه أسطول بحري مسلح"، لافتة إلى أنها "تستعد لمنع سفن الأسطول من الوصول إلى ساحل غزة، كما لو أنها تستعد لمواجهة عدو يسعى لانتهاك السيادة الإسرائيلية". وقالت: "يبدو أنه رغم مرور عام على فشل الأسطول الأول ، تظهر إسرائيل أنها تعلمت درسا واحدا فقط، ألا وهو الدرس العسكري. كما لو أن التدريب أو الاستعداد العسكري الأفضل لسيناريوهات معينة هو ما سينقذ سمعة إسرائيل". وأوضحت أن "الدولة لا تبدو مستعدة للتوقف عن استعراض القوة، ومن ثم فإنها تسهم بلا شك في إضفاء أهمية أكبر على الأسطول". وشددت "هآرتس" على أنه في حال كانت مخاوف إسرائيل أقل من ذلك، "لوصل عرضها بالتأكيد إلى حد اصطحاب الأسطول إلى ساحل غزة". واختتمت الصحيفة مقالها بمناشدة السلطات الإسرائيلية السماح بوصول الأسطول إلى غزة، قائلة: "من إسرائيل، يمكننا المطالبة على الأقل بالسماح للأسطول بالوصول إلى قطاع غزة دون تعريض وضع البلاد في العالم للخطر مجددا".