يجمع الباحثون الغربيون في الشئون العسكرية، بأن الزيادة الدرامية في التشدد والعنف بصحراء سيناء الشاسعة، تُهدد بشكل متزايد قوات حفظ السلام التي تضم حوالي 700 من القوات الأمريكية تعمل على حماية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وقالت صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية، إن التوتر في شمال سيناء، وانتشار السكان المحليين " المدججين بالأسلحة" قلصت كثيرا من تحركات قوات حفظ السلام في المنطقة، مشيرة إلى أن ذلك يزيد من المخاوف الغربية، بشأن سلامة القوات واستقرار مهمتهم على المدى الطويل. ووفقا للصحيفة، فإن أصبحت مهمة قوات حفظ السلام أكثر تحديا، في المرحلة الأخيرة من الأزمة التي تعاني منها مصر بعد الثورة، والتي أدت التقلبات الإقليمية إلى إجبار أفراد القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين على تعزيز الأمن والحد من تحركاتهم. وقال الكولونيل توماس أوستين رئيس هيئة الأركان لقوة حفظ السلام في مكالمة هاتفية مع الصحيفة، أن الوضع الراهن متقلب للغاية هناك، مشيرًا إلى مكافحة قوات الأمن المصرية من أجل الحفاظ على الأمن، وإلى حذر قوات حفظ السلام وحكمتها في اختيار الطرق المسموح بها لمرور دورياتها وقوافل الإمداد للحد من تعرضها للخطر. وعملت القوات، في استجابة للتهديد المتزايد التي تتعرض له - على تعزيز الأمن في قواعدها واستخدام المركبات المدرعة، كما تم إرسال فريق من القيادة المركزية الأمريكية مؤخرًا لإجراء "تقييم أوجه الضعف" للقواعد. ويشعر بعض المسئولين الأمريكيين بالقلق بشأن أن يؤدي تمزق العلاقات بين واشنطن والقاهرة إلى التقليل من رغبة الحكومة المصرية وقدرتها على استضافة وحماية قوات التحالف. وأوضح النائب في الكونجرس الأمريكي جيرالد كونولي، أن جميع الجوانب الإستراتيجية الكبرى لعلاقة بلاده مع مصر تعتمد على علاقة تعاونية للغاية مع القوات المسلحة المصرية، وسوف يكون هناك آثار لتعطل هذا التعاون، مضيفًا "إنها علاقة معقدة للغاية لا تصلح لقرارات سياسية سطحية". جدير بالذكر أنه وفقًا لشروط معاهدة السلام لا يُسمح للقوات بجمع المعلومات الاستخباراتية أو شن عمليات هجومية، وهذا يعني ضرورة الاعتماد على الحكومة المصرية للحصول على معلومات بشأن الخلايا المتشددة التي ترسخت على طول الجانب المصري من الحدود.