قال « ايتامار رابينوفيتش » سفير إسرائيل السابق في واشنطن أن الأنشطة الإرهابية بإمكانها أن تسبب أزمة على الحدود المصرية الإسرائيلية مع احتمالية أن تؤدي إلى مواجهة غير مرغوب فيها، بإمكانها أن تهدد معاهدة السلام بين الطرفين، ومن ثم يجب على القاهرة وتل أبيب أن يتخذا أفعالًا مقنعة للحفاظ على معاهدة السلام لأنه في مصلحة الطرفين. وأوضح « رابينوفيتش » في مقالته المنشورة بموقع « ماريج » الصومالي أنه في ظل هذه البيئة المتقلبة فإن العودة إلى علاقة المواجهة مع إسرائيل سوف يكون أمرًا خطيرًا للغاية ويفتح الباب لحرب كارثية أخرى، أما دعم المعاهدة سيكون له نتائج مختلفة ويسمح ذلك لمصر بالسعي نحو تحقيق أهدافها بتوطيد سلطة عسكرية في الداخل وتعزيز نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وأشار السفير السابق إلى أن إسرائيل تسامحت حتى الآن مع أنشطة الجيش المصري ونشر القوة الذي ينتهك فنيًا المعاهدة الثنائية وذلك على أمل أن تستطيع مصر حماية الحدود أكثر واتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب الأسلحة إلى غزة، ولكن تل أبيب لديها ثقة قليلة بأن عملية الانتشار سوف تعزز من أمنها وأصبح قادتها أكثر قلقًا بشأن تعبئة قوات الجيش المصري بدون إشعار. أما بشأن المعاهدة، أكد « رابينوفيتش » أنها تتعرض لتهديد واضح في مصر، فقد طالبت جماعة الإخوان المسلمين بالاستفتاء على المعاهدة بالنظر إلى القيود المفروضة على القوات المصرية في سيناء ، ولكي يتمكن الطرفان من الحفاظ على المعاهدة فعليهما إعادة التفاوض بشأن الملحق العسكري مما يسمح للقاهرة بنشر قواتها في مناطق كانت محظورة سابقًا وإعادة السيادة الكاملة على سيناء. أضاف « رابينوفيتش » أنه أثناء هذه المفاوضات يجب على الطرفين إجراء مناقشة تفصيلية بشأن النهج الأكثر فاعلية لمواجهة التحديات المشتركة بينهما ذات الصلة بالإرهاب والجريمة العابرة للحدود وذلك لضمان أن يعزز الوجود العسكري المصري المتزايد في سيناء من أمن إسرائيل، وسوف تكون الحكومة المصرية أكثر خضوعًا للمساءلة بشأن الوفاء بشروط المعاهدة إذا لعبت دورًا في وضعها. وقال السفير السابق أن التدخل الأمريكي في المفاوضات سوف يفيد جميع الأطراف، وتقدم العملية فرصة للجيش المصري للتعامل مع أمريكا مما يساعد على دعم حالتها للحصول على مساعدات في بيئة صعبة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تضع واشنطن شروطًا واضحة من أجل المباحثات وتوفير ضمانة بأن النتيجة لن تؤثر على المصالح الأساسية لتل أبيب، إلى جانب ذلك فإن لعب أمريكا دورًا ناجحًا في تعزيز العلاقات المصرية الإسرائيلية من شأنه الدفع بالمبادرات الدبلوماسية من قبل « جون كيري » وزير الخارجية الأمريكي في الشرق الأوسط. وأكد « رابينوفيتش » أنه في ظل منطقة متفجرة مثل الشرق الأوسط لا يمكن لأي دولة أن تنظر للسلام كأمر مسلم به، ولكن عن طريق تجديد معاهدة السلام الآن سوف تعظم مصر وإسرائيل من فرصهما في إطالة ترتيب جعلهما في سلام لأكثر من ثلاثة عقود.